مصر: مصانع مغلقة ومحال موصدة وسط تخوفات من أعمال عنف والبورصة ترتفع

وزير السياحة لـ «الشرق الأوسط»: إلغاء حجوزات من السوق الإنجليزية وتباطؤ في الإقبال من الأوروبية

النشاطات التجارية في مصر أغلقت تحسبا لأية أضرار وترقب للأيام المقبلة (رويترز)
TT

شوارع خالية ومحال أوصدت أبوابها بأقفال وأغلال وقضبان حديدية، وسط استنفار أمني ساد معظم شوارع محافظات مصر، التي امتلأت في المقابل ميادينها أمس بآلاف المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو ما زاد أعباء الاقتصاد المصري خاصة قطاع السياحة الذي بدأت بوادر التأثر من تلك الاضطرابات تظهر عليه، وفقا لتصريحات خاصة لوزير السياحة المصري.

وأغلقت أمس بعض البنوك فروعها قرب المظاهرات والبعض الآخر أغلق أبوابه مبكرا وفقا للإجراءات الأمنية المتبعة، وقال مسؤول بأحد البنوك المصرية إن التعاملات البنكية اليوم كانت محدودة وهناك تخوفات من قبل الموظفين والعملاء على حد سواء من اندلاع أعمال شغب، وهو ما أثر على التعاملات البنكية اليوم.

وقال بنك باركليز مصر إن لدية خطة تسمى «استمرارية الأعمال»، وهو إجراء احترازي معد مسبقا، تحسبا للأحداث الطارئة، وذلك لتأمين جميع منشآت البنك والعاملين به، والقيام بالأعمال بنفس مستوى الكفاءة في حالة الاضطرار لإغلاق أي من الفروع أو المقار ويتم حينها العمل من المواقع البديلة.

وأشار البنك أمس إلى أن تلك الخطة يتم تجديدها يوميا وفقا للأحداث، مشيرا إلى أنه أغلق أمس أربعة فروع في وسط العاصمة القاهرة القريبة من المظاهرات، مشيرا إلى أن هذا الإغلاق للحرص على سلامة العملاء والموظفين.

وخالفت البورصة المصرية توقعات المحللين، وارتفعت أمس بدعم من مشتريات الأجانب في مقابل مبيعات المصريين والعرب، وربح رأسمالها السوقي أمس نحو ملياري جنيه (285 مليون دولار) وسط تداولات محدودة لم تتجاوز 150 مليون جنيه (16.6 مليون دولار)، وارتفع مؤشرها الرئيس «EGX30» بنسبة 1.43 في المائة ليغلق عند 4752.22 نقطة، فيما ارتفع مؤشر البورصة الرئيس «EGX70» بنسبة 0.51 في المائة ليغلق عند 360.19 نقطة.

وقال رئيس البورصة المصرية الدكتور محمد عمران الذي انتهت فترة ولايته أمس إن كافة التعاملات على الأسهم في السوق اليوم تتم مراجعتها وتدقيقها لضمان عدم وجود تلاعب، مشيرا إلى أنه سيتم إلغاء أية عمليات منفذة تحمل شبهة الإيحاء بوجود انهيار للسوق على غير الواقع.

وطالب عمران المستثمرين بتوخي الدقة عند اتخاذ القرارات الاستثمارية وعدم الاستناد أو الانصياع لأية شائعات من شأنها وجود قرارات بالبيع أو الشراء على أسهم دون الاستناد إلى بيانات وأسس مالية سليمة.

وقال أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية لـ«الشرق الأوسط» إن بعض العمال والموظفين لم يذهبوا أمس إلى مصانعهم، مما أدى إلى إغلاقها، مشيرا إلى أن الاتحاد يراقب التطورات. وتابع: «أرسلنا للأمن ومجلس الوزراء مذكرة تطالب بتكثيف التأمين على المصانع والمنشآت والمحال التجارية خلال تلك الفترة، ولم يرد حتى الآن أية حالات خارجة عن القانون».

وأضاف الوكيل أن مصانع الأغذية عملت بشكل مكثف أول من أمس، وغطت كافة احتياجات المحال التجارية بكافة احتياجاتها، وهذا يطمئننا بأنه لن توجد أزمة في توفير المواد الغذائية بالسوق.

وحذرت دول، ومنها الولايات المتحدة الأميركية رعاياها من الذهاب إلى مصر خلال الفترة الحالية، تخوفا من وقوع أعمال عنف، وهو ما قد يؤثر على قطاع السياحة في البلاد الذي تأمل أن تجذب نحو 13 مليون سائح خلال العام الحالي.

من جهته، قال وزير السياحة المصري هشام زعزوع لـ«الشرق الأوسط» إن الإعلام الغربي بدأ تكثيف تغطيته للأحداث في مصر خلال اليومين الماضيين، ولا نستطيع تحديد حجم التأثير الكامل لتلك الاضطرابات إلا بعد مرور نحو 24 ساعة.

وأضاف أن الخوف الآن في الحجوزات المستقبلية.. «أمامي تقرير الآن يشير إلى أن هناك إلغاء للحجوزات من إنجلترا خلال شهر يوليو (تموز) المقبل، بالإضافة إلى تباطؤ في الحجوزات من الأسواق الأوروبية الرئيسة».

وتابع زعزوع الذي يحاول عودة السياحة إلى معدلات ما قبل الثورة: «حجم الإشغالات في المناطق الساحلية مثل شرم الشيخ ومرسى علم عند معدلاتها الطبيعية، لا يوجد حتى الآن قطع للإجازات ومغادرة البلاد، الخوف الآن على الحجوزات المستقبلية، عليها علامات استفهام، كل ما نخشاه أن تتخذ المظاهرات منحى عنيفا وقتها ستتأثر السياحة بشدة».

وزار مصر خلال العام الماضي نحو 11.5 مليون سائح، وبلغت إيرادات السياحة نحو 10 مليارات دولار، وتمثل تلك العائدات أحد أبرز موارد النقد الأجنبي في البلاد إلى جانب الصادرات وتحويلات العاملين بالخارج وقناة السويس.

وعلى صعيد آخر، قال الطيار طارق كامل رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية: «إن شركة مصر للطيران ستقوم بنقل نحو 53 ألف راكب على متن رحلاتها الدولية في مرحلتي السفر والوصول اليوم وأمس، وذلك بانتظام عال في مواعيد التشغيل وبمعدلات امتلاء تتخطى الـ80 في المائة على معظم الرحلات، حيث قامت الشركة أمس بنقل نحو 27 ألف راكب على متن رحلاتها الدولية بواقع 13 ألف راكب في مرحلة السفر و14 ألف راكب في مرحلة الوصول».

وأضاف كامل: «من المقرر أن تقوم الشركة اليوم بنقل 26 ألف راكب في مرحلتي الذهاب والعودة على متن رحلاتها الدولية بواقع 12 ألفا و300 راكب في مرحلة السفر و13 ألفا و395 راكبا في مرحلة الوصول».