إنذار الجيش يصعد ببورصة مصر ويعزز ثقة المستثمرين في انتقال السلطة

زاد نشاطها لأعلى معدل منذ شهر رغم تصاعد الاضطرابات السياسية في البلاد

ارتفع مؤشر البورصة المصرية الرئيسي أمس 4.94% كما ارتفع مؤشر الشركات المتوسطة بنسبة 5.74%
TT

قفزت الأسهم المصرية خلال تعاملات أمس مكاسب بنحو 5% وهي الأكبر خلال يوم واحد منذ عام متأثرة بارتفاع معنويات المستثمرين والمتعاملين بانفراج الجمود السياسي الذي تعاني منه البلاد بعدما أعطى الجيش مهلة للقوى السياسية للتوافق.

الانعكاسات الاقتصادية للاضطرابات في مصر لم يستطع أحد تحديدها ولا أحد يهتم برصدها طالما أنه لا يوجد أي عمليات تخريبية، إلا أن المفارقة كما يراها البعض هو الارتفاع الكبير الذي شهدته البورصة المصرية يوم أمس، بعدما ربحت نحو 11.5 مليار جنيه (1.6 مليار دولار) ووصلت إلى أعلى مستوى لها منذ ثلاثة أسابيع، صاحب هذا الارتفاع نشاط كبير في قيم التداولات لم تشهده منذ شهر تقريبا.

السبب الرئيسي للارتفاع هم المستثمرون المصريون، كما قال إيهاب سعيد رئيس قسم البحوث بشركة «أصول» لتداول الأوراق المالية، وتابع: قلنا الأسبوع الماضي إن سلمية المظاهرات هي التي ستحدد أداء البورصة، وسوق المال أكد أن الاستقرار السياسي هو العامل المؤثر بها. وتوقع سعيد أن تستمر البورصة في الارتفاع بدعم من مشتريات المصريين.

وارتفع مؤشر البورصة الرئيسي «EGX30» أمس بنسبة 4.94% ليغلق عند 4986.81 نقطة، كما ارتفع مؤشر الشركات المتوسطة «EGX70» بنسبة 5.74% ليغلق عند 380.87 نقطة. واتجه المصريون نحو الشراء بعد استحواذهم على 65% من إجمالي تداولات السوق، فيما اتجه العرب والأجانب نحو البيع.

وترى الخبيرة الاقتصادية بسنت فهمي أن التخوفات من تأثير تلك الاضطرابات على الاقتصاد محدودة، وأضافت أن البنية التحتية للاقتصاد المصري لم تمس حتى الآن، وهذا يعني أن البلاد تحتاج فقط إلى استقرار سياسي وأمني حتى ينطلق اقتصادها، وتابعت: «نحتاج إلى رئيس قوي ومؤسسات قوية، مع خريطة واضحة للإصلاح الاقتصادي، حتى تجذب المستثمرين، هناك بعض القطاعات تنطلق وحدها في حالة حدوث استقرار سياسي مثل السياحة، لا أرى هناك أي تخوفات على الاقتصاد المصري، طالما ظلت المظاهرات سلمية».

ضعف الطلب على الدولار وقال رئيس شعبة الصرافة باتحاد الغرف التجارية في مصر محمد الأبيض أمس إنه ليس هناك طلب على الدولار في مكاتب الصرافة وسط حالة الترقب للتطورات السياسية المتلاحقة.

وقال الأبيض في اتصال هاتفي مع رويترز «الحياة متوقفة... لا يوجد أي طلب على الدولار ولا توجد أي تعاملات مؤثرة. الأغلبية العظمى من شركات الصرافة شبه مغلقة منذ يوم الأحد».

وفي جولة لمراسل رويترز بوسط القاهرة كانت خمسة مكاتب صرافة مغلقة. وقال الأبيض «الناس متوقفة عن العمل ومستنية تشوف ايه اللي حيحصل».

وأضاف أن سعر الدولار لم يتغير منذ الخميس الماضي وهو 01.‏7 - 03.‏7 جنيه للدولار.

ويتعرض الجنيه لضغوط بسبب مشاكل تعوق الاقتصاد في أعقاب الثورة المصرية في 2011 وفقد أكثر من 11% من قيمته منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول).

ويقول محللون إن الاحتجاجات الحاشدة قد تشكل مزيدا من الضغوط على العملة المصرية.

وفي الشهر الماضي قال ويليام جاكسون الاقتصادي في كابيتال ايكونوميكس في لندن «إذا تحولت الاحتجاجات للعنف ستسحب رؤوس الأموال بسرعة. شهدنا ذلك في مصر وشهدناه في الفترة الأخيرة كذلك في دول مثل تركيا حيث يهرب المستثمرون بسبب الاحتجاجات».