أسعار السيارات العائلية المستعملة في السوق السعودية تقفز 10%

توقعات ببلوغ نسبة الزيادة 20% مع قرب موسمي «الدراسة» و«الحج»

الطلب على السيارات العائلية المستعملة في السوق السعودية ارتفع بنسبة 30% («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت أسعار السيارات العائلية المستعملة في السوق السعودية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية تزايدا ملحوظا بلغت نسبته نحو 10%، وهو الأمر الذي أرجعه مختصون في قطاع بيع وشراء السيارات المستعملة إلى حلول موسم العمرة في «رمضان»، وقرب حلول موسمي «الدراسة» و«الحج» لهذا العام.

ويتزايد الإقبال على السيارات العائلية خلال الأيام الحالية بشكل ملحوظ في كل عام، وهو الأمر الذي يدفع بعض معارض بيع السيارات المستعملة إلى تخزين هذه السيارات إلى الفترة الحالية، التي تمتاز بحلول موسمي «الحج» و«العمرة»، وبدء الموسم الدراسي الجديد.

وأظهرت جولة «الشرق الأوسط» على عدد من معارض بيع السيارات المستعملة في العاصمة «الرياض» أمس، انخفاض عدد السيارات العائلية المعروضة للبيع، وهو الأمر الذي أرجعه المسؤولون عن هذه المعارض إلى ارتفاع حجم الطلب بنسبة 30%، عما هو عليه في بداية العام.

وتوقع هؤلاء خلال حديثهم، ارتفاع حجم أسعار السيارات المستعملة بصورة أكبر مع قرب بدء الموسم الدراسي الجديد، وحلول موسم «الحج»، وقالوا «الأسعار ارتفعت الآن بنسبة تصل إلى 10%، ولكنها عقب شهرين قد تشهد تحسنا وتبلغ نسبة الزيادة 20%، خصوصا للسيارات التي تقل أكثر من 9 ركاب».

وفي هذا السياق، أكد محمد المطيري وهو مختص ببيع وشراء السيارات المستعملة، أن الإقبال الحالي على السيارات العائلية يفوق الإقبال على السيارات الصغيرة، وقال: «هذا الإقبال موسمي، وليس هنالك من غرابة عندما تقفز الأسعار بنسبة 10%، في ظل تحسن مستويات الطلب».

وأوضح المطيري أن السعوديين يفضلون السيارات العائلية المصنعة من «أميركا»، و«اليابان»، مشيرا إلى أنه تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الاهتمام السيارات العائلية الكورية، وقال: «أسعار السيارات العائلية الأميركية هي من تشهد ارتفاعا أولا في الأسعار ومن ثم تلحق بها السيارات اليابانية».

ولم يستبعد المطيري أن تشهد الأسعار مزيدا من الارتفاع خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع اقتراب بدء الموسم الدراسي الجديد، وحلول موسم «الحج»، وقال: «مؤسسات الحج والعمرة الصغيرة تبحث عن السيارات العائلية التي تستطيع أن تتحمل وجود أكثر من 12 راكبا، وهذا الأمر يجعلها تقتني هذه النوعية من السيارات منذ وقت مبكر من العام».

من جهة أخرى، أكد عيسى سالم وهو مسؤول عن مبيعات أحد معارض السيارات المستعملة الواقعة في شرق «الرياض»، أن أسعار السيارات العائلية قد تشهد مزيدا من الارتفاع خلال الفترة المقبلة، بنسبة تصل إلى 20%، مقارنة بما كانت عليه في مطلع هذا العام.

وأشار سالم إلى أن بعض معارض السيارات المستعملة تبدأ هذه الأيام بتخزين السيارات العائلية المستعملة إلى حين بدء الموسم الدراسي الجديد وقرب حلول موسم «الحج»، وقال: «هي تستهدف الأسعار الجديدة، وأعتقد أن مثل هذه الخطوة قد تتسبب في تزايد أسعار السيارات العائلية المستعملة».

أمام ذلك، كانت قد قدمت السعودية دعوة رسمية إلى عدد من شركات السيارات الأميركية لزيادة عدد وكلائها في السوق المحلية، وهي خطوة جادة من المتوقع أن تمتد وصولا إلى الشركات اليابانية والأخرى الكورية، والألمانية، جاء ذلك عبر وزارة التجارة والصناعة في البلاد.

وتستهدف وزارة التجارة والصناعة السعودية من خلال هذه الخطوة إلى تحسين مستوى جودة الخدمات المقدمة من قبل وكلاء السيارات في الأسواق الملحية، وهو الأمر الذي من المتوقع أن يقود إلى استعادة بعض علامات الرضا لدى المستهلك السعودي، حيث أظهر استطلاع قامت به الوزارة تراجع معدلات رضا السعوديين عن مستوى جودة الخدمات المقدمة من قبل وكلاء السيارات الحاليين.

يشار إلى أنه كان قد توقع ماهر النبوي، نائب المدير العام في «سوزوكي السعودية»، على هامش نشاطات معرض «جدة للسيارات 2012»، أن ترتفع مبيعات السيارات في السعودية إلى 94 مليار ريال (25 مليار دولار) خلال عام 2013. مضيفا «باتت السوق السعودية اليوم واحدة من أهم أسواق السيارات الرائدة عالميا، وذلك في ظل القيود المفروضة على عمر السيارات المستوردة والنمو السكاني السريع للمملكة وارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي المقوم بالقدرة الشرائية، إضافة إلى تمتعها باقتصاد قوي ومزدهر يعد الأكبر حاليا في منطقة الخليج العربي».