منح عقود تنفيذ «مترو الرياض» إلى 3 ائتلافات بقيمة 22.5 مليار دولار

ينتظر أن ينقل 1.1 مليون راكب بنهاية عام 2018

أمير الرياض يتوسط وزير المالية السعودي ووزير النقل وممثلي ائتلاف «الرياض نيو موبيليتي» (تصوير: خالد الخميس)
TT

أرست السعودية يوم أول من أمس عقود تنفيذ مشروع مترو الرياض على 3 ائتلافات دولية محلية، وذلك من خلال عقود بقيمة إجمالية بلغت 84 مليار ريال (22.5 مليار دولار)، وذلك بعد صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على العروض التي تقدمت بها للمنافسة على تنفيذ المشروع. وتتمثل الائتلافات الفائزة في تنفيذ مشروع مترو الرياض بكل من ائتلاف «باكس»، و«فاست»، و«الرياض نيو موبيليتي».

ووقع الأمير خالد بن بندر، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، على خطابات الترسية لعقود تنفيذ المشروع على الائتلافات الفائزة، حيث تمت ترسية مسار القطار الأزرق على محور «العليا» إلى «البطحاء»، على ائتلاف «باكس» بأكثر من 6.561 مليار دولار، كذلك حصل ائتلاف «باكس» على تنفيذ مسار القطار الأحمر على محور طريق الملك عبد الله بأكثر من 2.885 مليار دولار. فيما تمت ترسية مسار القطار الأصفر على محور طريق المدينة المنورة إلى طريق الأمير سعد بن عبد الرحمن الأول على ائتلاف «الرياض نيوموبيليتي» بأكثر من 5.211 مليار دولار، وترسية مسار القطار البرتقالي على طريق مطار الملك خالد الدولي على ائتلاف «فاست» بأكثر من 3.060 مليار دولار.

كما حصل ائتلاف «فاست» على تنفيذ مسار القطار الأخضر على طريق الملك عبد العزيز بأكثر من 2.266 مليار دولار، إضافة لترسية مسار القطار البنفسجي على محور طريق عبد الرحمن بن عوف إلى طريق الشيخ حسن بن حسين على الائتلاف نفسه بأكثر من 2.167 مليار دولار.

كما تضمنت العقود ترسية تنفيذ محطتي مركز الملك عبد الله المالي والعليا على ائتلاف «باكس»، وترسية تنفيذ محطة قصر الحكم والمحطة الغربية على ائتلاف «الرياض نيو موبيليتي».

وقال الأمير خالد بن بندر، أمير منطقة الرياض، إن «هذا المشروع الذي يهدف إلى تيسير حياة المواطنين وتخفيف أعباء التنقل عن كاهلهم يجمع بين تعزيز مكانة السعودية، ودعم مقوماتها الحضارية كوحدة من أسرع الحواضر في العالم نموا». ولفت إلى أن «التقديرات أن ينمو عدد سكان مدينة الرياض من نحو ستة ملايين نسمة حاليا إلى أكثر من ثمانية ملايين ونصف المليون نسمة خلال السنوات العشر المقبلة، إضافة إلى توسع مساحتها متجاوزة 3100 كيلومتر مربع، وتزايد أعداد المركبات التي بلغت هذا العام أكثر من 1.5 مليون مركبة، تقطع يوميا 7 ملايين رحلة، وهو ما يتطلب توفير بدائل مستدامة وأكثر فاعلية للوفاء بمتطلبات التنقل القائمة والمتوقعة في المدينة».

إلى ذلك، قال الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية السعودي، إن خادم الحرمين الشريفين يتابع باهتمام مشروع قطار الرياض، منذ أن كان تصميما حتى تمت ترسيته مساء البارحة الأولى على ثلاثة تحالفات. وأكد وزير المالية السعودي، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقد على هامش حفل توقيع العقود، أن خادم الحرمين الشريفين حريص على تنفيذ مشروع قطار الرياض في وقته والمحدد بأربع سنوات، مبينا أن تثمين الأراضي جزء من تكلفة المشروع ويتم وفقا للنظام، ومشيرا إلى وجود مشاريع شبيهة قادمة في عدد من مناطق البلاد، منها مشاريع أعلن عنها وهي قطار مكة المكرمة وجدة.

وتم الإعلان عن ترسية عقود تنفيذ مشروع النقل العام بمدينة الرياض في حفل يوم أول من أمس نظمته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وأقيم تحت رعاية الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس اللجنة العليا المشرفة على تنفيذ مشروع النقل العام، في العاصمة السعودية.

من جهته، قال الدكتور جبارة الصريصري، وزير النقل العام السعودي، إن مشروع «مترو الرياض» نظام نقل متكامل يشمل 6 مسارات كهربائية و4 مسارات للحافلات، ويغذي جميع خطوط النقل العام، ويحتوي مبدئيا على 6 قطارات.

وأكد وزير النقل في تصريحات تلفزيونية أمس أن المترو يشمل الرياض بأكملها، ويتوقع أن يخفف الزحام المروري، حيث سيمثل نقلة حديثة بإيقاع سريع، كما سيشكل مشروعا جاذبا للمواطنين والمقيمين على السواء.

ولفت إلى أن هنالك جدولا زمنيا لتنفيذ خطوط المشروع، مشددا على حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتشديده على تنفيذ هذا المشروع بأحدث الوسائل من خلال كبريات الشركات العالمية. وتابع الصريصري «توجيهات خادم الحرمين الشريفين كانت دقيقة بسرعة تنفيذ المشروع خلال الفترة المقررة وهي 4 سنوات»، وبين أن مجلس الوزراء قام باختيار أفضل تصميم للمشروع، كما تم اختيار أفضل الشركات ذات الخبرات الطويلة في هذا المجال من جميع الدول لضمان التنفيذ في الوقت المحدد له.

إلى ذلك، أكد المهندس إبراهيم بن محمد السلطان، عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، أن مشروع النقل العام بمدينة الرياض استطاع الجمع لأول مرة في العالم بين أكبر مصنعي القطارات والنظم والتقنيات الحديثة المرتبطة في مشروع واحد. من جهته، أوضح المهندس طارق الفارس، نائب رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة العامة لتطوير مدينة الرياض، أن حجم الإركاب المتوقع لمشروع النقل العام يبدأ من 1.1 مليون راكب، لافتا إلى أن مدة التنفيذ الفعلية أربع سنوات، تسبقها ثمانية أشهر لاستكمال التصاميم وتحويل الخدمات، إلى جانب الأعمال المساحية، ثم تليها أربعة أشهر للاختبارات التشغيلية والتأكد من عمل نظام المترو بالكامل.