تراجع رحلات الطيران الداخلي في مصر بنسبة 40%

يواصل السياح ابتعادهم بسبب الأزمة السياسية

تأثرت السياحة كثيرا في مصر بسبب الأوضاع السياسية (أ.ب)
TT

أعلن الطيار حلمي رزق رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الداخلية «إكسبريس» أمس حدوث انخفاض في رحلات الطيران الداخلي خلال إجازة عيد الفطر بنسبة 40% مقارنة برحلات العيد الماضي بسبب الأزمة السياسية الحالية في مصر.

وقال حلمي إنه سيتم تنظيم 62 رحلة طيران؛ بينها 12 رحلة إضافية طوال 5 أيام في العيد لنقل الراغبين في قضاء إجازات عيد الفطر في المدن الداخلية، وإن معظم الرحلات إلى مطاري شرم الشيخ والغردقة.

وكان للظروف التي تشهدها مصر حاليا تأثير سلبي أيضا على نسبة امتلاء الطائرات حيث تتراوح نسبة الامتلاء بين 66 و80% من سعة الطائرات.

وأضاف أن حركة السفر بين السعودية وشرم الشيخ تشهد زيادة طوال أيام العيد؛ حيث سيتم تنظيم خمس رحلات طوال أيام العيد الخمسة من مدينة جدة لنقل الراغبين من السعوديين والمقيمين بالسعودية لقضاء إجازات العيد في شرم الشيخ، بينما كان يتم تنظيم رحلتين أسبوعيا بين جدة وشرم الشيخ في الأيام العادية، إضافة إلى تنظيم رحلتين أسبوعيا بين شرم الشيخ وكل من الرياض والكويت.

وفي تقرير استطلاعي لها، قالت وكالة الصحافة الفرنسية عن السياحة في مصر إنه في محيط أهرامات الجيزة ينتظر باعة التذكارات بترقب في الظل بعض السياح القلائل الذين يجولون في المنطقة السياحية التي كانت في العادة تعج بالزوار.

فالثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك في 2011 سددت ضربة قاسية لقطاع السياحة في البلاد الذي لطالما شكل عمادا رئيسا لاقتصادها.

ومنذ يونيو (حزيران) الماضي تدهورت الأوضاع من سيء إلى أسوأ بعد انطلاق مظاهرات حاشدة ضد الرئيس محمد مرسي. في 3 يوليو الماضي عزل الجيش المصري الرئيس الإسلامي مما أثار أعمال عنف دامية إضافية ومواجهة بين المعسكرين ما زالت مستمرة إلى اليوم.

وفي محيط الأهرامات غابت الحافلات التي كانت تملأ الشوارع المتاخمة.

وصرح جميل حسن الذي يملك متجرا لبيع مخطوطات على ورق البردي في المنطقة منذ 20 عاما: «ندعو الله أن يعيد تلك الأيام المزدهرة لأننا جميعا نعتمد على السياحة فحسب».

الآن متجره خال، لا يدخله يوميا إلا عدد قليل من السياح ليتفقدوا المئات من صور الآلهة والفراعنة المصريين المعلقة على الجدران.

وأضاف: «لإعادة السياحة، نحتاج إلى الاستقرار والأمن» معتبرا أن «على الأطراف أن يهدأوا ويدعوا الرئيس يدير البلاد كما يراه مناسبا»، في إشارة إلى السلطات المؤقتة الجديدة في البلاد.

في الشارع بدا محمود عطية الذي يؤجر حصانا لإجراء جولات في المنطقة متشائما بشأن سير الأعمال، وقال شاكيا: «لم يأتنا سياح من الخارج منذ فترة. منذ 30 يونيو حتى الآن لم نر أحدا».

لكن عزل مرسي أسعد عطية الذي يعتبر، على غرار كثير من الباعة، أن حكومة مرسي كانت مضرة لقطاع السياحة المصري الذي كان يسهم سابقا بنسبة 10% من إجمالي الناتج الداخلي.

لكن بعض السياح ما زالوا مصرين على المجيء.

واجتاز سائحان يحملان حقيبتي ظهر البوابة باتجاه الأهرامات، وتلاهما حشد من الباعة المتحمسين ليعرضوا عليهما التذكارات وجولات على ظهر الحصان.. فتحذيرات وزارة الخارجية الأميركية من السفر إلى مصر والأخبار السيئة على شاشات التلفزيون لم تثن رايان غاري وآشلي ويستكوت من ولاية كولورادو الأميركية عن الحضور. وقال أحدهما: «ما دام المرء يسافر بحذر ويتخذ قرارته بذكاء، يبدو الناس أكثر لطفا مما يصورهم الإعلام».

لكن الواقع أن السياح باتوا نادرين، فقد قل عددهم في أسواق خان الخليلي في القاهرة التي كانت تكتظ شوارعها بالحافلات التي تنقل سياحا يملأون متاجر التذكارات ويساومون على الأسعار ويستمتعون بالأجواء ويرتاحون في المقاهي حيث يحتسون كوبا من الشاي بالنعناع أو يدخنون النارجيلة.. ومع حلول الظلام، تمتلئ المنطقة بمصريين يتنزهون بعد الإفطار، لكن الأجانب غابوا عنها.

حسام مناف، البالغ 41 عاما، أستاذ جامعي في النهار، لكنه يدير ليلا متجرا صغيرا أسسه والده في خان الخليلي لبيع التذكارات.

وسط مئات القطع من الأهرامات الرخامية والزجاجيات ومخطوطات ورق البردي، أكد مناف أن سائحا أو اثنين فحسب زارا متجره يوميا منذ 30 يونيو الماضي. كما شدد على ضرورة بذل وزارة السياحة المزيد من أجل الترويج لمصر في الخارج.. وتساءل: «أين الأفلام التي تصور مزايا مصر في الخارج؟»، مشيرا إلى أن الدول الأخرى قامت بالترويج لنفسها بطريقة أفضل بكثير. وتابع: «عندما تنظر حولك ترى أنهم يبرزون مواقع مهمة عند تصوير دعايات مصورة»، معربا عن تعجبه من إصرار وزارة السياحة على اعتماد صور نمطية بائدة حول البلاد. وقال إن «السياحة في مصر لا تقتصر على الأهرامات».

وأقر وزير السياحة هشام زعزوع لوكالة الصحافة الفرنسية بأن القطاع يعاني أكثر من المتوقع نظرا لتضرره في أوج الموسم. وصرح: «في النصف الأول من يوليو 2013 استقبلت مصر 387 ألف سائح، مقارنة بـ515 ألفا في الفترة نفسها من العام الماضي».

في 2010، أي العام السابق للثورة وفد إلى مصر 14.7 مليون زائر في رقم قياسي. وهذا الرقم تراجع بنسبة الثلث ليبلغ نحو 10 ملايين في 2011، ثم ارتفع إلى 11.5 مليون عام 2012.

وأوضح زعزوع أنه ينوي بدء حملة ترويج جديدة في الخارج، مضيفا أن إقناع الدول بإلغاء تحذيراتها من السفر إلى مصر هو هدفه الرئيس. وصرح: «في هذه المرحلة من تطور السياحة في العالم، لن يسافر أي سائح إلى الخارج بلا تأمين على سفره». وتؤدي التحذيرات الصادرة عن السفارات ووزارات الخارجية إلى زيادة صعوبة الحصول على تأمين السفر اللازم لزيارة مصر. وأضاف زعزوع أنه بدأ يحاور السفراء الأوروبيين لرفع حظر السفر في مناطق معينة على غرار منتجعات البحر الأحمر المصرية. وأوضح: «هناك وجهات غير القاهرة والإسكندرية بعيدة عن الأحداث الساخنة»، مشيرا إلى أنه يطمح إلى جذب 13 مليون سائح إلى مصر هذا العام. وصرح: «أعتقد أنه على المدى المتوسط والبعيد سنشهد عودة واسعة النطاق» للسياح.