بنك إنجلترا يبقي سعر الفائدة عند مستواه المتدني القياسي

الإسترليني يسجل أعلى مستوى في شهرين ونصف الشهر أمام الدولار

TT

ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى في شهرين ونصف الشهر مقابل الدولار، وعزز مكاسبه أمام اليورو اليوم (الأربعاء)، حيث اعتبر المستثمرون أن توقعات بنك إنجلترا المركزي لا تنبئ بخطوات للتيسير النقدي على النحو الذي توقعه كثيرون.

وارتفع الإسترليني إلى 1.5493 دولار، وهو أعلى سعر له منذ 21 يونيو (حزيران)، حيث واصل المستثمرون تقديم توقعاتهم لموعد قيام بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة نظرا لسلسلة البيانات الاقتصادية الجيدة التي صدرت في الأسابيع القليلة الماضية.

وبحسب «رويترز»، قالت لينا كوميليفا من جي بلاس إيكونوميكس: «الالتزام المسبق من بنك إنجلترا لإبقاء أسعار الفائدة عن مستوى قياسي منخفض ليس قاطعا كما بدا أول الأمر». وتراجع اليورو 0.7 في المائة إلى 86.04 بنس.

وقال محافظ بنك إنجلترا المركزي مارك كارني أمس (الأربعاء) إن أسعار الفائدة ستظل عند مستواها المتدني القياسي الحالي إلى حين «تراجع معدل البطالة المرتفع» إلى ما دون 7 في المائة.

وقال كارني لدى تقديمه تقرير التضخم الفصلي للبنك إن التضخم وهو نتيجة محتملة لمثل أسعار الفائدة المتدنية تلك من المستبعد أن يتجاوز 3 في المائة هذا العام، ليتراجع إلى نحو 2 في المائة في فترة عامين، وهو ما يقل عما يتخوف منه كثير من المحللين.

وأكد كارني أن الاقتصاد البريطاني بدأ أخيرا في إظهار مؤشرات على النمو متوقعا أن ينمو بمعدل 0.6 في المائة في الربع الثالث.

وقال إن «تعافيا جديدا يتم الآن ويبدو أنه يتسع.. لكن سيكون هناك شعور ضئيل بالرضا».

وفي ظل توقع لجنة السياسة النقدية بالبنك بأن الاقتصاد البريطاني سينمو بمعدل يبلغ 2.4 في المائة فقط في فترة عامين، أشار كارني إلى أن ذلك هو أبطأ تعافٍ للناتج منذ بدء العمل بتسجيل البيانات، مبررا الإبقاء على أسعار الفائدة المتدنية.

وفي خطوة متوقعة، أعلن كارني أيضا أن وضع «إرشادات للمستقبل» أصبح الآن سياسة «واضحة» للبنك.

كان كارني الذي شغل في السابق منصب محافظ البنك الكندي المركزي قد ذكر في وقت سابق أنه يريد أن ينضم البنك المركزي البريطاني إلى البنوك الأخرى، في التخلي عن سريتهم التقليدية لتحديد سياستهم طويلة الأجل للأسواق.

وأوضح أن الخطوة ضرورية للبنك «كي يكون واضحا ويتمتع بالشفافية بشأن كيفية وضع سياسة نقدية، من أجل تجنب التقييد غير المبرر له في توقعات أسعار الفائدة مع استجماع التعافي لقوته».

وفي حين تجعل أسعار الفائدة المتدنية أن من الأرخص اقتراض أموال، يتخوف كثير من المحللين، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، من أن يتم إبقاؤها متدنية بشكل مصطنع ما يؤدي إلى تشويهات في السوق. وتعد أسعار الفائدة المتدنية أخبارا سيئة بالنسبة للمدخرين، الذين يعتمدون على دخل الفائدة على ودائعهم.