تعزز أسعار النفط بسبب الوضع في سوريا وبيانات أميركية

اقترب من أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر

TT

عزز خام مزيج «برنت» ارتفاعه فوق 111 دولارا للبرميل، أمس، ليقترب من أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر، بعد أن أدى تزايد التوترات، بسبب هجوم يشتبه في أنه بأسلحة كيماوية في سوريا، إلى زيادة المخاوف من احتمال أن يؤدي تفاقم عدم الاستقرار في الشرق الأوسط إلى تعطيل الإمدادات.

وارتفعت أسعار النفط أيضا إلى جانب الأسهم، بعد أن أدى هبوط كبير في مبيعات المنازل الجديدة بالولايات المتحدة، الجمعة الماضي، إلى الحد من توقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي قريبا الحوافز.

وارتفع سعر برنت لتعاقدات أكتوبر (تشرين الأول) إلى 111.68 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ الثاني من أبريل (نيسان)، وبلغ 111.29 دولار، بزيادة 25 سنتا بحلول الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش.

وارتفع الخام الأميركي لتسليم أكتوبر (تشرين الأول) 60 سنتا إلى 107.02 دولار بعد ارتفاعه 0.6 في المائة الأسبوع الماضي، بعد هبوطه واحدا في المائة.

وعلى صعيد متصل، أظهرت بيانات «إيه إي إس لايف» لتتبع السفن أنه جرى تحميل أول ناقلة بالنفط الخام بنجاح في ميناء مرسى البريقة الليبي في مطلع الأسبوع، بعد استئناف العمل به في الأسبوع الماضي، إثر إضراب للعاملين.

وأظهرت البيانات أنه جرى تحميل ناقلة الخام فاليسينا وحمولتها 110 آلاف طن بين يومي السبت والأحد، وهي في طريقها الآن إلى جنوا.

وذكرت مصادر في قطاع النفط في ليبيا أن العمل في الميناء استؤنف يوم الثلاثاء الماضي.

وأفادت مصادر تجارية و«إيه إي إس لايف» بأن الناقلة السابقة التي جرى تحميلها في الميناء هي «دلتا فيكتوري»، وكان ذلك في التاسع من الشهر الحالي. وتكرر إغلاق الميناء أكثر من مرة، منذ نهاية يوليو (تموز)، بسبب إضرابات.

من جهة أخرى، قالت مصادر تجارية، كما أظهر مخطط أولي، أمس، أن العراق قرر تقليص صادرات خام كركوك النفطي بأكثر من النصف في سبتمبر (أيلول) مقارنة بصادرات أغسطس، بسبب تأخر تحميل شحنات لنحو شهر، ويرجع ذلك في معظمه إلى مشكلات تسرب خام وهجمات على خط الأنابيب المخصص للتصدير.

وبحسب «رويترز»، قررت مؤسسة تسويق النفط العراقية (سومو) خفض حجم الصادرات إلى نحو 110 آلاف برميل يوميا، وهو أدنى مستوى في عدة سنوات من نحو 244 ألف برميل يوميا في أغسطس، كما قررت عدم تخصيص الشحنات التي طلبتها المصافي، وذلك بحسب ما أظهره المخطط اليوم.

وبحسب «رويترز»، قال مصدر تجاري في مصفاة تريد الحصول على شحنات: «توجد عشر شحنات على الأقل تنتظر التحميل من مخطط أغسطس. لكن سومو لم تحدد لمن ستذهب».

ويبين قرار «سومو» مدى تعطل صادرات كركوك التي تتجه إلى البحر المتوسط عبر خط أنابيب ينقل الخام من كركوك إلى ميناء جيهان التركي.

ودفع تسرب هائل في خط الأنابيب في 21 يونيو (حزيران) «سومو» إلى وقف الصادرات لنحو شهر. واستؤنفت الصادرات في منتصف يوليو (تموز) لكن لفترة قصيرة، بسبب هجمات متكررة لمسلحين.

ويظهر المخطط أن «توبراش»، وهي شركة تكرير النفط الوحيدة في تركيا، ستحصل على جميع شحنات الخام في سبتمبر (أيلول)، باستثناء واحدة حجمها 600 ألف برميل ستذهب إلى «إكسون».

وطلب مسؤولون أتراك من العراق الأسبوع الماضي اتخاذ إجراءات صارمة لحماية خط الأنابيب، بعدما تعرض للتفجير لست مرات على الأقل خلال شهر.

وقال مصدر ملاحي إن فترات تأخير التحميل وصلت إلى نحو شهر.

وعادة تخصص «سومو» شحنات حتى أثناء فترات التوقف، مثلما حدث في مثل هذا الوقت من العام الماضي، حينما أدى نزاع مع حكومة إقليم كردستان شبه المستقل إلى تعطل مماثل لأنشطة التحميل.

وقال تجار إن تلك الخطوة لم تكن مفاجئة.

وذكر مصدر ثان «بعدما جرى تحميل شحنات يوليو في أغسطس، وشحنات أغسطس في سبتمبر، قرروا وقف شحنات سبتمبر للتعويض».

ويتوقع تجار أن تغطي «سومو» أي غرامات تأخير تدفع لأصحاب السفن نتيجة تأخر تحميلها، وترتفع الفاتورة مع انتظار الناقلات لفترات أطول.

وقال المصدر الأول: «تفضل (سومو) اللحاق بالشحنات المتخلفة بدلا من استمرار التأخيرات التي تكبدها تعويضات كبيرة».