انحسار توتر الأسواق مع تراجع المخاوف الأولية من ضرب سوريا

وسط استمرار أجواء الترقب

جانب من التداولات في البورصة الألمانية بفرانكفورت (رويترز)
TT

تراجعت أسعار النفط عن أعلى مستوياتها خلال عامين، كما انخفضت أسعار الذهب وتوقفت عمليات البيع المكثف للأسهم أمس بعدما خفت حدة المخاوف بشأن توجيه ضربة عسكرية مبكرة بقيادة الولايات المتحدة على سوريا.

وتراجع خام نفط غرب تكساس الوسيط (الخام الأميركي الخفيف) بأكثر من 1% ليصل إلى 07.‏109 دولار للبرميل، كما راجع خام برنت عن 116 دولارا للبرميل حيث ساعد احتمال تأخر توجيه ضربة عسكرية بقيادة أميركية لسوريا في تهدئة المخاوف بشأن إمدادات النفط من الشرق الأوسط.

ويتأهب الغرب لضربة عسكرية ردا على ما يقال: إنه هجوم بأسلحة كيماوية الأسبوع الماضي لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما يواجه عقبات جديدة مع الحلفاء البريطانيين والمشرعين الأميركيين قد تؤجل أي تحرك وشيك.

وانخفض سعر خام برنت تسليم أكتوبر (تشرين الأول) 67.‏1 دولار إلى 94.‏114 دولار للبرميل قبل أن يتحسن ليجري تداوله عند 75.‏115 دولار للبرميل. وقفز السعر أكثر من 5% في الجلستين السابقتين محققا أقوى مكاسب ليومين منذ يناير (كانون الثاني) 2012.

وهبط الخام الأميركي الخفيف تسليم أكتوبر 50.‏1 دولار إلى 60.‏108 دولار للبرميل قبل أن يرتفع إلى نحو 30.‏109 دولار بعدما صعد نحو 4% في اليومين الماضيين.

وبحسب رويترز قال ايوجين فينبرج خبير أسواق السلع الأولية لدى كومرتس بنك «تعيد السوق تقييم تداعيات الصراع في سوريا على المعروض. نعتقد أن عملا عسكريا لن يهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها وهو ما يعني أن علاوة المخاطر مبالغ فيها. في حالة احتواء الصراع في سوريا تكون الأسعار مرتفعة جدا».

كان أوباما قال أول من أمس الأربعاء إن ضربة «مخططة بإحكام ومحدودة» لا حملة مطولة مثل حرب العراق ستكون كافية لتوجيه رسالة قوية بأنه لا يمكن التسامح مع استخدام الأسلحة الكيماوية.

وقال بنك أوف أميركا ميريل لينش في مذكرة إن سعر خام برنت قد يشهد طفرة وجيزة إلى ما بين 120 و130 دولارا للبرميل في حالة توجيه الغرب ضربة لسوريا لا تتجاوز بضعة أيام. وقال محللون لقطاع الطاقة بقيادة فرانسيسكو بلانش أمس الأربعاء إن مبعث القلق الحقيقي في حالة سوريا التي لا تنتج كثيرا من النفط هو أن أي صراع قد يجر إليه إيران وروسيا ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط.

وقالوا «في الحالة الأسوأ تتحول سوريا إلى ساحة حرب بالوكالة تمتد لفترة طويلة على غرار حرب فيتنام ونعتقد حينئذ أن سعر النفط قد يتحرك في نطاق 50 دولارا».

وأضافوا «ورغم أننا لا نرجح حدوث ذلك فقد يفضي تطور من هذا القبيل إلى بقاء أسعار النفط في نطاق 125 - 140 دولارا للبرميل لمدة شهر».

كان سوسيتيه جنرال قال يوم الأربعاء إن برنت قد يرتفع إلى 125 دولارا في حالة توجيه ضربة لسوريا.

من جهته تراجع الذهب أمس بعد صعود دام خمسة أيام دفع السعر لأعلى مستوى منذ منتصف مايو (أيار). وتراجع السعر الفوري للذهب 7.‏0% إلى 21.‏1408 دولار للأوقية -الأونصة-. وارتفع السعر نحو 70 دولارا للأوقية في الجلسات الخمس حتى أمس الأربعاء مسجلا أعلى مستوياته في ثلاثة أشهر ونصف الشهر عند 31.‏1433 دولار.

وزاد الدولار 5.‏0% في حين تعافت الأسهم الأوروبية بعد عمليات بيع على مدى ثلاثة أيام.

وانخفضت الفضة 6.‏1% إلى 94.‏23 دولار للأوقية لتنزل عن أعلى مستوى في ثلاثة أشهر ونصف الشهر 08.‏25 دولار الذي سجلته أمس.

وهبط البلاتين 6.‏0% مسجلا 1521 دولارا للأوقية ونزل البلاديوم 1% إلى 97.‏735 دولار للأوقية.

وقال كريس ويستون المحلل لدى «آي جي» للسمسرة إن «التراجع الطفيف في حدة الوضع في سوريا أدى إلى انخفاض في أسعار النفط وكذلك شيوع حالة ارتياح أكثر بالأسواق».

وعلى صعيد البورصات سادت حالة أكثر هدوءا في أسواق المال في آسيا مع تحقيق الأسهم مكاسب في بورصات طوكيو وهونغ كونغ وبومباي.

وارتفع مؤشر نيكي للأسهم اليابانية أمس بعد أن تراجع على مدى ثلاثة أيام وذلك بقيادة مكاسب في أسهم النفط بينما انحسرت بواعث القلق من أن تشن قوات بقيادة أميركية ضربة عسكرية وشيكة على الحكومة السورية.

وقال المتعاملون إن انتعاش الأسهم وعملات الأسواق الناشئة ساهم أيضا في تهدئة مخاوف المستثمرين. وزاد مؤشر نيكي 9.‏0% إلى 71.‏13459 نقطة في حين تقدم مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.‏0% إلى 51.‏1116 نقطة.

وقفز مؤشر قطاع التعدين الذي يشمل شركات تكرير النفط 9.‏4% وكان الأفضل أداء.

من جانبه تعافى الدولار من خسائره التي هوت به لأقل مستوى في أسبوعين مقابل الين وصعد مقابل الفرنك السويسري أمس إذ يرى المتعاملون أنه ينطوي على أقل مخاطرة بين العملات في طل التلويح بعمل عسكري ضد سوريا.

وقال محللون إن الين انخفض بعدما صرح نائب محافظ بنك اليابان المركزي بأن البنك سيواصل التيسير الكمي لحين استقرار معدل التضخم عند اثنين%.

وارتفع الدولار 5.‏0% إلى 47.‏97 ين متعافيا من أقل مستوى خلال اليوم 81.‏96 ين وهو الأدنى منذ 12 أغسطس (آب). وصعد الدولار 2.‏0% مقابل الفرنك السويسري إلى 9190.‏0 فرنك.

كان الدولار هوى 5.‏1% أمس الثلاثاء مسجلا أكبر هبوط مقابل العملة اليابانية منذ 11 يونيو (حزيران).

ونزل اليورو 4.‏0% مقابل الين عند 42.‏130 ين ومقابل الدولار انخفضت العملة الموحدة 1.‏0% إلى 3376.‏1 دولار.

ومع إحجام المستثمرين عن المخاطرة تراجعت العملات المرتبطة بدورة النمو الاقتصادي مثل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي.

ونزل الدولار الأسترالي 6.‏0% إلى 8925.‏0 دولار أميركي ومقابل العملة اليابانية فقد 1.‏0% إلى 87 ينا وكان قد هبط 2% يوم الثلاثاء.

وهبط الدولار النيوزيلندي 6.‏0% إلى 7754.‏0 دولار أميركي.