جدل حول فوائد «لقاءات التوظيف السريع»

ثمانية آلاف مواطن يتنافسون على 800 فرصة عمل في شركات الغاز بالشرقية

TT

تقدم 8 آلاف سعودي للمنافسة على شغل 800 وظيفة عرضتها 11 شركة محلية وعالمية مستثمرة في مجال الغاز، وذلك خلال «لقاء التوظيف الموسع» الذي نظمته غرفة الشرقية بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية؛ بهدف استقطاب كوادر بشرية سعودية في هذا الشركات، وتم استقبال الطلبات وأجريت المقابلات الشخصية من قبل ممثلي تلك الشركات.

كما توافد أكثر من 8 آلاف طالب عمل من حملة الشهادات العلمية في تخصصات هندسية وفنية وتقنية وإدارية للالتحاق بالعمل لدى هذه الشركات التي تعمل في أحد مشاريع الغاز العملاقة التابعة لشركة «أرامكو السعودية».

وبين عبد الرحمن الوابل أمين عام غرفة الشرقية أن عددا من المتقدمين جاءوا يبحثون عن عروض وظيفية أفضل، وهم من ذوي الخبرات العملية، وممن هم على رأس العمل في الوقت الحاضر؛ لكنهم يتطلعون إلى واقع عملي أفضل من الناحيتين المادية أو المعنوية، هذا فضلا عن الباحثين عن عمل جديد، وهم من حملة شهادات ما فوق الثانوية في التخصصات التي تنسجم مع العمل في قطاع الغاز الذي يعد أحد أبرز خيارات السعودية التنموية، كونه قطاعا قادرا على استقطاب المليارات من الاستثمارات المحلية والخارجية.

وأكد الوابل حرص الغرفة على مواصلة النشاط بشكل أفضل وأكثر تركيزا لدعم خيارنا الوطني الأهم وهو توفير فرص عمل تضمن عيشا كريما للشباب السعودي.

ولفت إلى أن ما حدث خلال اليومين الماضيين يؤكد أن الشاب السعودي يحمل مؤهلات علمية تضعه في الصدارة لمحاكاة النمو الذي تشهده الساحة الاقتصادية المحلية والعالمية، وأن هذا الشاب بات مطلبا للمؤسسات والشركات المحلية، كما أنه يحمل طموحا كبيرا لمواصلة أدائه الإيجابي في بناء وطنه ومواصلة المسيرة التنموية.

من جانبه قال الدكتور إحسان بوحليقة رئيس مركز «جواثا» للاستشارات إن الملتقيات ليست ضرورية كما يتوقع البعض؛ كون القطاع الخاص بات يعرض الوظائف عبر مواقعه الإلكترونية؛ ولكن الأهم أن يكون القطاع الخاص جادا في موضوع توطين الوظائف.

وأشار إلى أن هناك شركات جادة في توطين الوظائف، خصوصا المتأخرة في برنامج «نطاقات» الذي تفرضه وزارة العمل؛ ولكن هناك شركات تعرض وظائف يمكن اعتبارها وهمية ولا يخلو حضورها مثل هذه الملتقيات من كونه دعاية وترويجا لا أكثر؛ لذا يجب أن يكون هناك حزم في مسألة التعامل مع مسألة السعودة وتوطين الوظائف بدلا من استغلال بعض الشركات هذه الملتقيات لأهداف ترويجية عديمة الفائدة للوطن والمواطن الباحث عن فرصة عمل حقيقية.

بينما اعتبر فضل البوعينين المحلل الاقتصادي أنه لا توجد حاجة ماسة إلى مثل هذه الملتقيات إن لم تكن هناك جدية في توظيف السعوديين، خصوصا أن الوظائف الموجودة في السوق السعودية تصل إلى 6 ملايين وظيفة، فيما يحتاج السعوديون إلى 600 ألف وظيفة، وهي تعني 10 في المائة، ومع ذلك لم يتم الإيفاء بمطلب توظيف السعوديين.

وأكد أن المطلوب هو الإحلال المباشر في الوظائف للسعوديين بدلا من التسويف وطرح شروط صعبة؛ لأن ذلك لن يحل المشكلة التي تمثل أهمية استراتيجية للوطن، فلا يمكن أن تكثر الملتقيات دون أي فائدة على أرض الواقع.