مسؤول مصري: نتطلع لإشغال 100% في فنادق الغردقة خلال أكتوبر

أكد أن النسبة في المدينة الساحلية لا تتعدى 20% حاليا

TT

قال أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر إن المحافظة تتطلع لتحقيق نسبة إشغال 100 في المائة في فنادق الغردقة خلال أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك خلال عطلة عيد الأضحى ومع بدء عودة السياحة الروسية والألمانية إلى مصر مرة أخرى.

وفي مقابلة مع «رويترز» في مدينة الغردقة التي تعاني حاليا من نقص السياح بسبب فرض بعض الدول حظرا على السفر إلى مصر، قال عبد الله «لدينا أكثر من 50 ألف غرفة فندقية بالغردقة ونسب الإشغال الحالية نحو 11 ألف غرفة فقط. هدفي الآن هو إشغال باقي الغرف بالكامل. سنصل إلى نسب إشغال تامة في أكتوبر مع إجازة عيد الأضحى وعودة السياحة الروسية والألمانية».

كانت كثير من شركات السياحة العالمية أوقفت رحلاتها لمصر في أعقاب أعمال العنف التي اندلعت في يوليو (تموز) بعد أن عزل الجيش الرئيس الإسلامي محمد مرسي. ونصحت بعض الحكومات مواطنيها بعدم السفر لمصر لتمضية العطلات.

وأضر الحظر بشدة بقطاع السياحة الحيوي لاقتصاد البلاد والذي يساهم بنحو 11 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في مصر. ويتوافد عادة ملايين السياح على محافظة البحر الأحمر التي تقع على مساحة 130 ألف كيلومتر مربع للاستمتاع بطقسها المعتدل ومياهها الصافية.

وقال عبد الله خلال المقابلة التي جرت بمبنى المحافظة القديم المتواضع إنه لا يستطيع أحد أن ينكر أن السياحة تأثرت تأثرا شديدا في محافظة البحر الأحمر وخاصة الغردقة.

وتابع «هناك بعض الفنادق نسب الإشغال لا تصل بها إلى 20 في المائة. السياحة انخفضت تماما بعد ثورة 30 يونيو (حزيران) بسبب الموقف الأوروبي من الثورة. كنت أودع فوجا ألمانيا في المطار الأسبوع الماضي وقالوا لي إن الإعلام لديهم كان يخوفهم من الذهاب إلى مصر. الفضائيات الأجنبية تنقل صورة غير حقيقية عن الأوضاع في مصر».

وزار وفد لرابطة وكلاء السياحة الروس والوكالة الاتحادية للسياحة الروسية الغردقة الأسبوع الماضي وقال رئيس الوفد سيرغي تيودوروفيتش لـ«رويترز» إنه وجد أن مصر جاهزة لاستقبال السياح الروس.

وقال عبد الله «الوفد الروسي الذي زار الغردقة الأسبوع الماضي بناء على طلب من الخارجية المصرية إلى الخارجية الروسية أبلغني أنهم تأكدوا أن الأمور طبيعية في الغردقة. سيبدأ تسيير الرحلات من روسيا للغردقة وشرم خلال هذا الأسبوع».

وقالت مايا لوميدزه المديرة التنفيذية لرابطة وكلاء السياحة الروس إن 10 آلاف سائح روسي مستعدون لزيارة الغردقة فورا إذا وافقت الحكومة الروسية على إلغاء حظر السفر لمصر وإن العدد قد يصل إلى 100 ألف خلال شهر واحد.

وقالت «توماس كوك ألمانيا» و«دير توريستيك» - وهما من أكبر شركات السياحة في ألمانيا - هذا الأسبوع إن الوضع هادئ في منتجعات البحر الأحمر التي تجذب محبي الشواطئ والغطس، وقررتا استئناف الرحلات اعتبارا من 30 سبتمبر (أيلول). لكن شركات كبرى أخرى مثل «ألتورز وتوي ألمانيا» التابعة لشركة «توي ترافل» أكبر شركة سياحة في أوروبا قالت إنها لن ترسل أفواجا سياحية إلى مصر حتى منتصف الشهر المقبل على الأقل.

وردا على سؤال عما إذا كان هناك فنادق اضطرت لإغلاق أبوابها بسبب نقص السياح بعد 30 يونيو، قال عبد الله لـ«رويترز»: «لا نستطيع أن نقول إن هناك فنادق تم إغلاقها لأن معنى الإغلاق هو وقف النشاط وسحب الترخيص وهذا لم يحدث ولكن نستطيع القول إنهم في مرحلة التجهيز لاستقبال السياح».

وتجذب مصر بصورة خاصة السياح الروس والبريطانيين والألمان الراغبين في الاستمتاع بأشعة الشمس خلال فصل الشتاء.

وتسعى مصر على المدى الطويل لزيادة عدد السياح الذين يفدون إليها سنويا إلى 30 مليون سائح ارتفاعا من نحو 8.‏11 مليون في 2012 والوصول بالإيرادات إلى 25 مليار دولار بحلول عام 2022.

وأوضح عبد الله أن هناك مساعي أيضا لتنشيط السياحة العربية وليس الغربية فقط. وقال «هناك زيارات من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة والمحافظة (البحر الأحمر) لدول السعودية والإمارات والكويت والبحرين خلال هذا الأسبوع لجذب مواطنيها للسياحة في مصر وخاصة الغردقة. وهناك مبادرة جديدة من وزارة الطيران وهيئة تنشيط السياحة للمصريين خلال عيد الأضحى من خلال دعم الإقامة وتذاكر الطيران».

وأطلقت الحكومة المصرية العديد من البرامج الترويجية لمحاولة إحياء قطاع السياحة وأعلنت وزارات الطيران المدني والسياحة والدولة للآثار في الآونة الأخيرة أنها تعكف على دراسة المزيد من المبادرات لإنعاش السياحة.

وقال عبد الله «استفدنا من المبادرة السابقة والتي انتهت يوم الجمعة بنحو أربعة آلاف سائح مصري في الغردقة. وأتوقع زيادة العدد في المبادرة الجديدة خلال عطلة عيد الأضحى».

وعلى النقيض من مشاهد المدرعات وانتشار قوات الأمن في القاهرة التي تشهد اضطرابات واحتجاجات متكررة، لا يلحظ الزائر للغردقة أي وجود أمني غير عادي في شوارعها الهادئة.

ويقول عبد الله معلقا إن هذا يعطي شعورا بالأمن. ويضيف المحافظ الذي عمل رئيسا لأركان سلاح المدفعية في الجيش الثالث بين عامي 2007 و2008: «إذا رأيت المدرعات في الشوارع فستكون هذه رسالة للسياح بأن هناك اضطرابات أمنية في هذا المكان».

ويتابع قائلا: «الحمد لله أنت (مراسل «رويترز») شاهد عيان.. هل رأيت أي قلق أو شعرت بالخوف وأنت هنا؟.. الغردقة بلد يتسم بالهدوء ولا توجد حادثة واحدة أو أي أعمال عنف وسيتم تكثيفه (الأمن) خلال الفترة المقبلة مع قدوم السياح». ويضيف بابتسامة عريضة: «أنا متفائل جدا بالمستقبل».