السودان يستهدف موسم الحج بأكثر من ثلاثة ملايين رأس من الخراف

التصدير لهذا العام بلغ خمسة ملايين بزيادة 25%

TT

كشف رئيس غرفة مصدري الماشية في السودان، أن حجم الصادرات السودانية من الماشية المستهدفة لموسم الحج والهدي والأضحية هذا العام بلغ أكثر من ثلاثة ملايين رأس، بزيادة 25 في المائة عن العام الماضي.

وقال صديق حيدوب رئيس الغرفة لـ«الشرق الأوسط»، عبر اتصال هاتفي من الرياض: «نستهدف موسم الحج هذا العام بأكثر من ثلاثة ملايين رأس، منها مليونان تم تصديرهما حاليا للسعودية، بينما تبقى أكثر من مليون رأس في طريقها إلى ميناء جدة».

وتوقع أن تعود صادرات الماشية السودانية لهذا الموسم بما يقدر بأكثر من 200 مليون دولار في موسم الحج والهدي فقط، مبينا أن السلطات السعودية ركزت هذا العام على استيراد الثروة الحيوانية من السودان والصومال، بعد خروج أستراليا وتركيا وسوريا ودول أخرى كثيرة، منها بعض دول أميركا اللاتينية عن حلبة المنافسة.

كما توقع أن يتجاوز حجم صادرات السودان من الماشية إلى السعودية خلال عام 2013، خمسة ملايين رأس من الخراف، بقيمة تقترب من 400 مليون دولار.

وأوضح حيدوب أن السلطات السعودية ركزت على السودان في استيراد ماشية الأضاحي والهدي لهذا العام، بزيادة تقدر بـ25 في المائة عن العام الماضي، مبينا أن سعر الرأس الواحد من الخراف يقع في حدود 800 ريال (213 دولارا) إلى ألف ريال (266 دولارا)، مشيرا إلى أن قلة التكاليف وقرب المكان وجودة المنتج السوداني وخلوه من الأمراض لتناوله العلف الطبيعي، أضاف له ميزات أخرى عن صادرات الدول الأخرى المثيلة. وأضاف أن 75 في المائة من الصادر السوداني من الماشية للسعودية، لم يتأثر بقرار الحكومة القاضي برفع الدعم عن المحروقات، غير أن الـ25 في المائة المتبقية تأثرت وزاد سعرها وتكاليفها لارتباطها بآليات الترحيل والوقود، متوقعا زيادة أسعارها بنسبة 10 إلى 15 في المائة.

في المقابل، أكد حيدوب أن غياب الخطوط البحرية السودانية عن العمل في موسم تصدير الماشية، تسبب بشكل أو بآخر في ارتفاع تكاليف الترحيل، مبينا أن تكلفة الرأس الواحد في الباخرة تبلغ في المواسم العادية ثلاثة دولارات، بينما ارتفعت في وقت الذروة إلى 20 دولارا.

وأكد أن احتكار السعوديين للبواخر في ظل غياب البواخر السودانية عن خط النقل، أدى إلى ارتفاع تكلفة الرأس من 3 إلى 20 دولارا في وقت الذروة، وهو موسم الحج الذي يعني موسم الأضحية والهدي. ولفت رئيس غرفة مصدري المواشي بالسودان، إلى أن الثروة الحيوانية حققت هذا العام نجاحا منقطع النظير من حيث الإنتاج والإنتاجية والجودة، لحزمة من الأسباب، أولها نجاح موسم الخريف الذي وفر الماء والعلف الطبيعي، بجانب توفر خدمة بيطرية حديثة ومتطورة ساهمت في خلو الماشية من الأمراض، فضلا عن توفر عناصر الجودة الصحية الطبيعية فيها.

وعزا زيادة الطلب السعودي على المنتج السوداني من الخراف هذا العام إلى خروج دول مصدرة أخرى عن حلبة المنافسة، منها سوريا بسبب الحرب، وتركيا وبعض الدول اللاتينية، مشيرا إلى ضعف الصادرات السودانية لدول أخرى، مثل مصر وليبيا بسبب بعض المشكلات التي تتعلق بآلية الدفع والترحيل، فضلا عن المشكلات الأمنية والسياسية الأخرى.

من جهة أخرى، أوضح رئيس غرفة مصدري الماشية في السودان، أن نجاح موسم إنتاج الثروة الحيوانية لهذا العام، سيسهم في ميزانية الدولة بـ50 في المائة من النقد الأجنبي، مستحوذا على حصة الأسد من الصادرات الأخرى بما فيها النفط والتعدين. ومع ذلك يعتقد أن قرار الحكومة السودانية رفع الدعم عن المحروقات سيكون السبب الرئيس في ارتفاع أسعار الأضحية لهذا الموسم، مبينا أن هناك عوامل أخرى تتسبب في ارتفاع سعر الأضحية في السودان مثل جشع بعض التجار والسماسرة، متوقعا أن يرتفع سعرها إلى 1500 جنيه سوداني بما يعادل 800 إلى 900 ريال.

وشدد رئيس الغرفة على ضرورة التفات الدولة لتقنين وتوجيه الاستثمار في الثروة الحيوانية بشكل أفضل مما هو عليه الآن، مطالبا أن تمنح السلطات الحكومية في السودان المميزات التي يتمتع بها المستثمر الأجنبي من خلال ما تقدمه له من التسهيلات المختلفة بما فيها أسباب توفر المياه والكهرباء ومدخلات الإنتاج والأعلاف وغيرها.