أوباما يتشدد في موقفه من المحادثات حول الموازنة والدين

إعادة فتح المتنزهات العامة أمام الجمهور

TT

أبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما تشددا أمس في موقفه خلال المحادثات حول الموازنة والدين قبل خمسة أيام من الموعد الحاسم الذي حددته وزارة الخزانة لتجنب دخول الولايات المتحدة في مرحلة التخلف عن السداد. ويعقد الكونغرس جلسة السبت وهي المرة الثانية التي يجتمع فيها خلال عطلة نهاية الأسبوع. وعقد النواب الجمهوريون في مجلس النواب اجتماعا مغلقا في حين من المتوقع أن يقوم الكونغرس بإجراء تصويت إجرائي حول رفع سقف الدين، وهو اقتراح ديمقراطي من غير المتوقع أن يدعمه الجمهوريون.

ولم تتسرب أي معلومات حول مضمون المحادثات التي جرت الخميس في البيت الأبيض بين الرئيس الأميركي وجون بوينر رئيس مجلس النواب ورئيس كتلة الجمهوريين في مجلس النواب. وجرى اتصال هاتفي بين الاثنين مساء الجمعة اكتفى المتحدث باسم بوينر بالقول أمام الصحافيين إنهما «كانا متفقين حول ضرورة مواصلة المحادثات». وسجل لقاء الخميس عودة بعض الدفء إلى الاتصالات بين الفريقين اللذين لم يكونا قد دخلا حتى ذلك التاريخ في أي محادثات ملموسة حول رفع السقف القانوني للدين قبل السابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول). وبسبب عدم التصويت على نفقات الدولة وعائداتها في الكونغرس، تغرق الولايات المتحدة منذ الأول من أكتوبر في حالة شلل إداري. وقد صدر الأمر بوضع مئات آلاف الموظفين في إجازة غير مدفوعة. وبسبب ردود الفعل الغاضبة على هذا الأمر تفتح ولايات عدة مثل نيويورك وأريزونا وكولورادو ويوتاه وداكوتا الجنوبية السبت حدائقها الوطنية بعد التوصل إلى اتفاق مع جهاز الحديقة الوطنية وهو وكالة فيدرالية تدير الحدائق العامة في البلاد أجبرت على وقف عملها بشكل شبه كامل بسبب فقدان التمويل.

وستقوم الحدائق العامة أو المعالم الكبيرة مثل تمثال الحرية بفتح أبوابها أمام السياح بعد أن أمنت السلطات المحلية نفقات تشغيلها. وهذه الأزمة تترافق مع أزمة أخرى تتمثل في رفع السقف القانوني للدين الذي يعتبر أمرا ضروريا وهو أيضا من صلاحيات السلطة التشريعية. فبعد 17 أكتوبر (تشرين الأول) سيواجه الاقتصاد الأول في العالم خطر التخلف عن دفع مستحقاته مع ما قد يترتب على ذلك من انعكاسات على الصعيد العالمي كما حذرت الإدارة. وفي كلمته الأسبوعية أمس أعرب الرئيس الأميركي عن معارضته لفكرة رفع سقف الدين لبضعة أسابيع فقط، كما طالب الجمهوريون في عرضهم الأول. ورفع سقف الدين لفترة قصيرة يمكن أن يتيح حسب الجمهوريين التفاوض خلال هذه الفترة على اتفاق واسع لإصلاح البرامج الاجتماعية الأميركية مع الإبقاء على ضغط سقف الدين.

وحذر الرئيس الأميركي في كلمته الأسبوعية من أنه «لن يكون من الحكمة كما يقول البعض رفع سقف الدين لشهرين والاستخفاف بأول تخلف مقصود عن سداد (المستحقات) وسط الموسم التجاري لعيد الميلاد». ولفت الرئيس الديمقراطي الذي يخوض منذ بداية أكتوبر مواجهة مع خصومه الجمهوريين حول ميزانية الدولة الفيدرالية، إلى أن «الأضرار التي ستلحق بسمعة الاقتراض من دون شوائب التي تتمتع بها الولايات المتحدة، لن تؤدي فقط إلى تدهور في الأسواق بل سيكون الاقتراض أكثر تكلفة بالنسبة لجميع الأميركيين».