أحييهم

علي المزيد

TT

كتبت لكم السبت الماضي عن إمكانية تحول وظائف الحج المؤقتة إلى فرص عمل مستديمة، واكتشفت أيضا إمكانية تحول هذه الوظائف إلى فرص تجارية تدر ذهبا وتوظف بشرا.

ولن أطيل عليكم السرد، بل سأذكر لكم نموذجين يستحقان التحية، النموذج الأول شاب سعودي اسمه ماجد النفيعي من أهل مكة المكرمة يشتغل في الإسكان، أي تأمين المساكن للحجاج بالشكل الذي يطلبونه، سواء أكان غرفا فندقية أو غيرها، أسس شركة اسمها «مواسم»، ونجحت في العمل، لتجد حاضنة كبرى، وهي مجموعة «الطيار للسفر والسياحة»، حيث اشترت من ماجد 51% من شركته بمبلغ 20 مليون ريال (5.3 مليون دولار)، ومجموعة «الطيار» في النهاية شركة مساهمة تهدف إلى الربح ولو لم تجد في شركة «مواسم» ما يغري لما استحوذت على 51% منها.

النموذج الثاني الشاب سعود الحربي من أهل المدينة المنورة، هذا الشاب تخرج في الجامعات السعودية قسم تاريخ ولم يجد وظيفة، ولأنه خريج تاريخ ومن أهل المدينة المنورة، شرفها الله، فقد قرر أن يعمل مرشدا سياحيا لزوار المدينة ليدلهم على الآثار الإسلامية، استدان الشاب قيمة حافلة صغيرة وبدأ يمر على الفنادق ويخبرهم بأنه على استعداد لتزوير الحجاج وغيرهم للشواهد الدينية في المدينة وبدأ يقدم الخدمة عبر حافلة مكيفة مع المرطبات مع خدمة المايك داخل الحافلة ونقصد بها الإذاعة الداخلية للحافلة. وأدى ذلك لأن تقوم الفنادق بحجزه طوال العام نتيجة تقديمه خدمة مميزة ونظيفة ومنظمة وغير عشوائية. هذا النجاح جعل الشاب يؤسس أيضا شركة خاصة به سماها «جولة»، وهو في الحقيقة اسم سياحي جميل ينطلق من صميم عمله، إذ إنه يقوم بجولة للحجاج داخل المدينة المنورة فيريهم الخندق، وجبل أحد، وقباء، ومسجد القبلتين، وما إلى ذلك من الشواهد التاريخية. نجاح هذا الشاب أغرى شركة سياحية بالدخول معه شراكة في هذا العمل التجاري ليتطور عمله من حافلة إلى حافلات.

ألا ترون معي أن مثل هذا النجاح يستحق التحية؟

ودمتم