محادثات إيران النووية تلقي بظلالها على سوق النفط

اعتماد طهران عليه لإنتاج الكهرباء يكلفها مليارات الدولارات

إحدى المنشآت النفطية الإيرانية (إ.ب.أ)
TT

نزلت أسعار العقود الآجلة لمزيج برنت دون 108 دولارات للبرميل أمس مع توقع المستثمرين أن تؤدي المحادثات المقررة هذا الأسبوع بين القوى العالمية وإيران إلى تخفيف العقوبات المفروضة على إيران الغنية بالنفط.

وتعززت التوقعات بشأن وفرة الإمدادات مع استئناف عمليات إنتاج في ليبيا.

ونزلت العقود الآجلة لمزيج النفط الخام برنت تسليم يناير (كانون الثاني) 50 سنتا إلى 97.‏107 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:35 بتوقيت غرينتش منخفضة للجلسة الثالثة على التوالي.

وانخفض الخام الأميركي تسليم ديسمبر (كانون الأول) 23 سنتا إلى 80.‏92 دولار للبرميل.

وتجتمع القوى العالمية الست وإيران اليوم الأربعاء لمحاولة التوصل إلى اتفاق أولي بشأن برنامج طهران النووي.

وخفضت العقوبات على إيران صادراتها بنحو مليون برميل يوميا ويمكن أن يؤدي أي اتفاق إلى السماح بزيادة الصادرات وهو ما يضغط على السوق التي تتمتع بإمدادات كافية بالفعل.

وتعرضت الأسعار لضغط أيضا مع استئناف تحميل الخام بمرفأ مليتة في غرب ليبيا بعد أسابيع من الاضطرابات التي خفضت بشدة صادرات ليبيا من الخام.

وقال ديفيد ديفيس المدير المالي لمجموعة «أو إم في» النمساوية للنفط والغاز أمس إن إنتاج الشركة في ليبيا لا يزال متوقفا بسبب المشكلات الأمنية.

وبحسب رويترز قال ديفيس للصحافيين «لإنتاج متوقف. لم ننتج منذ عدة أسابيع في ليبيا. توقف الإنتاج الرئيس وكذلك الكميات الصغيرة جدا». مضيفا أنه لا يستطيع توقع موعد استئناف الإنتاج الكامل.

ويبلغ الإنتاج الكامل لـ«أو إم في» من ليبيا 32 ألف برميل من المكافئ النفطي يوميا وخفضت الشركة النمساوية هذا الشهر توقعاتها للإنتاج في 2013 نظرا لمشكلات في دول منها ليبيا واليمن.

من جهة أخرى قال رئيس الشركة الوطنية الإيرانية للغاز أمس إن زيادة اعتماد إيران على حرق المشتقات النفطية لتوليد الكهرباء لعدم قدرتها على استخراج المزيد من الغاز الطبيعي يكلفها عشرات المليارات من الدولارات.

ولدى إيران أكبر احتياطي معروف من الغاز الطبيعي في العالم وفقا لتقديرات شركة «بي بي» البريطانية لكنها لم تحرز تقدما يذكر في تطوير هذه الاحتياطيات في الوقت الذي يزداد فيه الطلب فيما يرجع إلى حد بعيد إلى العقوبات الغربية بسبب برنامجها النووي.

وبحسب «رويترز» قال مدير الشركة حامد رضا عراقي للموقع الإلكتروني لوزارة الطاقة إن استخدام إيران للمقطرات الوسيطة لتوليد الكهرباء زاد من 4.‏8 مليار متر مكعب في 1996 إلى 3.‏22 مليار في 2012 ووصل بالفعل إلى 30 مليار متر مكعب في الشهور السبعة الماضية.

وقال عراقي إن استخدام الوقود السائل بدلا من الغاز كلف إيران بالفعل 28 مليار دولار لكنه لم يحدد فترة زمنية أو يوضح كيف حدد الرقم.

وحذر وزير النفط الإيراني من أن نقص الغاز على مدى العامين المقبلين سيجبر إيران على حرق المزيد من المشتقات النفطية المكلفة والملوثة للبيئة مثل زيت الوقود والديزل.

ومن المتوقع أن تهبط صادرات زيت الوقود الإيرانية خلال الشهور القليلة المقبلة حيث يدفع الطلب في الشتاء الحكومة على تحويل الإنتاج لمحطاتها للكهرباء.

وتشير أحدث تقديرات لشركة «بي بي» إلى أن إيران استهلكت نحو 156 مليار متر مكعب من الغاز في 2012 مما يجعلها ثالث أكبر مستهلك له بعد الولايات المتحدة وروسيا.

وقال عراقي إن 20 مليون أسرة إيرانية تستخدم الغاز الطبيعي حيث تصل الإمدادات إلى 95 في المائة من سكان الحضر و54 في المائة من سكان الريف. وأضاف أن 70 في المائة من المحطات مجهزة للعمل بالغاز.