100 شركة بريطانية تعمل في كردستان العراق

رئيسة مجلس الأعمال العراقي ـ البريطاني: الإقليم يوفر فرص استثمار ثمينة

البارونة إيما نيكلسون رئيسة مجلس الأعمال العراقي البريطاني خلال الملتقى الاقتصادي في اربيل («الشرق الأوسط»)
TT

أكدت البارونة إيما نيكلسون رئيسة مجلس الأعمال العراقي البريطاني أن إقليم كردستان العراق «يتمتع باستقرار سياسي ووضع أمني يسمح للشركات البريطانية بالاستفادة من فرص الاستثمار التي تتيحها حكومة إقليم كردستان أمام الشركات»، وأنها تشجع وتؤيد زيادة حجم الاستثمارات البريطانية في الإقليم.

نيكلسون وفي لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» أكدت على أن «هناك الكثير من الشركات البريطانية تعمل في الإقليم وفي مجالات مختلفة، وهي شركات يشهد لها الجميع بالجودة وخصوصا في مجال النفط والغاز والطاقة بشكل عام»، مبينة أن ما هو موجود من الشركات البريطانية في الإقليم «غير كافٍ ولا ينسجم مع عمق العلاقات بين المملكة المتحدة وإقليم كردستان العراق».

وشددت نيكلسون على «مشاركة أكثر فعالية من قبل الشركات البريطانية في نيل الفرص الاستثمارية التي تتيحها حكومة إقليم كردستان العراق للمستثمرين في كل أنحاء العالم».

وقد أعلنت القنصلية العامة البريطانية في الإقليم في أغسطس (آب) الماضي أن حجم الصادرات البريطانية للعراق «بلغ في العام الماضي 285 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 420 مليون دولار». وأكدت أن أكثر الأنشطة البريطانية الاستثمارية في الإقليم «تتمركز حول شركات التأمين والشركات الأمنية التي بلغت في العام الماضي ما يقارب 566 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 800 مليون دولار».

ولم تخفِ نيكلسون أن الوقت قد حان «لافتتاح خط مباشر للطيران بين لندن وأربيل لتسهيل التبادل الاقتصادي والتجاري أكثر ولتذليل كل الصعوبات التي يمكن أن تأتي من افتتاح خط مباشر للطيران بين المدينتين»، وقالت: «أؤيد وبشدة أن تعمل الخطوط الجوية في بريطانيا على افتتاح هذا الخط المباشر بين لندن وأربيل، وقد التقيت بمدير الخطوط الجوية البريطانية أمس وأوضحت له أنه قد حان الوقت فعلا لاتخاذ هذه الخطوة شرط أن تنفذ العام القادم على أقل تقدير».

ولم تخفِ البارونة إيما نيكلسون أن الاقتصاد «كثيرا ما يساعد على تقوية العلاقات السياسية بين الشعوب في العالم»، وهذا ما تؤكد عليه دوما وخصوصا مع العراق بشكل عام والإقليم بشكل خاص، وأن «ملتقيات اقتصادية ستجمع بين حكومة الإقليم وبريطانيا في الأيام القادمة حيث سيتم وضع أسس قوية لتقوية العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، مما سيساعد على وجود علاقات سياسية أكثر قوة».

وقد شهدت أربيل أول من أمس الأربعاء ملتقى اقتصاديا جمع بين حكومة إقليم كردستان العراق ومجلس الأعمال العراقي البريطاني ووفد اقتصادي تكون من 45 شركة بريطانية في مختلف المجالات وحضره فلاح مصطفى مسؤول العلاقات الخارجية لحكومة إقليم كردستان وهيو إيفانز القنصل العام البريطاني في الإقليم بالإضافة إلى البارونة إيما نيكلسون رئيسة مجلس الأعمال العراقي البريطاني ودارا جليل خياط رئيس اتحاد الغرف التجارية في إقليم كردستان العراق.

وفي كلمة له في الملتقى أكد مسؤول العلاقات الخارجية لحكومة الإقليم أن الإقليم «لا ينظر إلى العلاقات الكردية - البريطانية من زاوية ضيقة، بل إن لهذه العلاقات جذورا تاريخية وإنسانية تعود إلى عام 1991 عندما ساهمت المملكة المتحدة في استصدار قرار 688 وإنشاء منطقة حظر الطيران وإنقاذ الشعب الكردي مما كان سيصيبه جراء السياسات الديكتاتورية السابقة، حيث اختار الكرد الهجرة إلى الجبال بدل البقاء تحت سيطرة الديكتاتور».

وأكد مصطفى أن حكومة إقليم كردستان «تولي اهتماما كبيرا لتطور العلاقات الاقتصادية مع المملكة المتحدة»، مطالبا بالإسراع بافتتاح خط مباشر للطيران بين أربيل ولندن.

من جهته بيّن هيو القنصل العام البريطاني في الإقليم هيو إيفانز أن «فسح المجال أمام الطلبة الكرد للدراسة في المملكة المتحدة لهو دليل على أن بلاده تحب أن تكون في المراكز الأولى في التعاون مع الإقليم وفي جميع القطاعات، خصوصا أن الإقليم يتطور سريعا، موضحا أن نسبة التنمية في الإقليم وصلت هذا العام إلى 10%، وهذه نسبة تشجع الشركات البريطانية للعمل في الإقليم».

أما رئيس اتحاد الغرف التجارية في الإقليم فقد شدد على ضرورة «مواكبة التغييرات في العمل الاقتصادي في التطور السريع الذي تشهده الإقليم»، مثنيا على دور الشركات البريطانية في أنشطتها الاقتصادية والتجارية في مدن ومحافظات إقليم كردستان العراق.

يذكر أن أنشطة الشركات البريطاني في ما يتعلق بالقطاع النفطي في الإقليم قد شهد أيضا نشاطا وحيويا أكثر مما تشهده في حقول جنوب العراق. كما أكدت القنصلية أن «هناك أكثر من 100 شركة بريطانية، وهي شركات ناشطة في جميع المجالات الاقتصادية، كما أن منها ما يتخصص بقطاعي النفط والغاز وبالتصميم المعماري، وأخرى في المجال الزراعي».