كتاب «زيت الثعبان».. يستعرض كيف يهدد وعد الغاز الصخري الكاذب المستقبل

مشيرا إلى تعبير أميركي قديم عن الأدوية التي لا تعالج

غلاف الكتاب
TT

لا حديث لاقتصاديي وخبراء النفط في الولايات المتحدة هذه الأيام غير الغاز والنفط الصخري، و«هايدروليك فراكشرنغ» (تسكير بقوة دفع الماء). هذه إشارة إلى الزيادة الكبيرة في استخراج هذا النوع من النفط في الولايات الشمالية الغربية. أخيرا، تحدث خبراء نفط واقتصاديون عن أن الولايات المتحدة ستتفوق على السعودية وروسيا لتصير أكبر منتج للنفط في العالم عام 2016. في الوقت نفسه، استبعد آخرون أن تقدر الولايات المتحدة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، وعلى الاستغناء عن نفط السعودية وغيرها من دول «أوبك».

وواضح من اسم هذا الكتاب أنه يشك في الاكتفاء الذاتي: «سنيك أويل» (زيت الثعبان). يشير هذا الاسم إلى تعبير أميركي قديم عن الأدوية التي لا تعالج. وبمرور الزمن، صار التعبير يطبق على كل إنتاج لا يحقق الهدف الذي أعلنه صاحبه. وكان «سنيك أويل ميرشانت» (تاجر زيت الثعبان) يطلق على الذي يجوب الشوارع في القرن التاسع عشر ليبيع أدوية مستخرجة من زيت ثعابين الماء في الصين (ولا تعالج حقيقة). لهذا، يقول الكتاب بأن نفط تكسير الصخور ليس هو علاج مشكلة النفط في الولايات المتحدة. بل، حتى قبل ذلك، لم يكن النفط الأميركي العادي هو العلاج. ويشير إلى أكثر من سبب:

أولا: حتى في الولايات المنتجة للنفط العادي (مثل: تكساس، أوكلاهوما، ألاسكا) يكلف إنتاج برميل النفط أضعاف ما يكلف في دول الخليج، وذلك بسبب العمالة الباهظة.

ثانيا: بعد منابع النفط في كثير من هذه الولايات عن سطح الأرض، بالمقارنة مع دول الخليج.

ثالثا: يتفوق نفط الخليج كثيرا في الجودة عن النفط الأميركي.

غير أن الكتاب يركز على نفط الصخور. ويقول إن سلبياته أكثر من سلبيات النفط العادي، وإنه، حتى إذا استطاعت الولايات المتحدة أن تتفوق على السعودية وروسيا في إنتاج النفط، لا يعني هذا أنها ستقدر على تحقيق الاكتفاء الذاتي، وستقلل من اعتمادها على دول «أوبك». والسبب هو أن عدد سكان الولايات المتحدة يقترب من 350 مليون شخص، ويزيد باستمرار، خاصة بسبب الهجرة، وخاصة هجرة المكسيكيين (القانونية وغير القانونية).

وقال الكتاب إن سببا آخر هو أن الولايات المتحدة أكبر دولة صناعية، وأن جزءا كبيرا من صناعاتها يعتمد اعتمادا كاملا على النفط، ومنتجاته.

هذا بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة، مهما أنتجت من نفط الصخور أو غيره، تظل تواجه منافسات قوية من دول مثل: الصين، والهند، واليابان، وكوريا الجنوبية.

وقال الكتاب: «يجب ألا ننسى أن هذه دول صناعية، وتهدد التفوق الصناعي الأميركي، وتنافس في سوق النفط العالمي. ويجب ألا ننسى أنها ليست حقيقة صديقة حميمة بالنسبة لنا. وحتى إذا كانت، أثبت التاريخ أن الصداقات وسط الدول ظواهر عابرة». وهذه أهم نقاط الكتاب:

أولا: تاريخ «فراكنغ» أو استخراج النفط الصخري.

ثانيا: تكنولوجيا النفط الصخري.

ثالثا: التنقيب في الولايات الشمالية الغربية.

رابعا: الأمل لن يتحقق.

خامسا: هل ينتشر الغاز الصخري في بقية العالم؟

سادسا: أخطاء التقديرات الحكومية (الأميركية).

سابعا: تاجر زيت الثعبان.

وقال الكتاب: «تستغل شركات النفط، والمؤيدون لها، القول بأن النفط متوفر جدا في الولايات المتحدة، داخل الصخور أو تحت الماء. وبينما كان النقاش عن سؤال: كيف نخفض الاعتماد على الطاقة النفطية؟ صار النقاش عن سؤال: كيف نصبح أغنياء بسبب النفط الجديد؟». وأضاف: «أومن بأن هذا منطق ليس فقط خاطئا، ولكن، أيضا، خبيث. والسبب هو أن كلمة (أباندانس) (وفرة) لا تعتمد على أرقام علمية صحيحة، خاصة على المدى البعيد. رغم أن إنتاج الغاز، حقيقة، ارتفع. لكن، يوجد فرق بين ما يحدث اليوم، وما قد يحدث غدا. ونحن نريد أن نخطط لمستقبل لأولادنا وأحفادنا». وقال: «يعتمد نفط الصخور، سواء الحفر الأفقي، أو الاستخراج المائي (هايدرو فراكشرنغ) على الماء المتوفر في مناطقه. وبالتالي، يؤثر على توفر الماء في هذه المناطق. ويؤثر أيضا على نظافة الهواء فيها. لكن، المشكلة الكبرى هي أن نفط الصخور ليس سياسة نفطية بعيدة المدى، وللأجيال القادمة. لهذا، نحن نواجه تحاشي خطر يمكن أن يكون أكبر خطأ بشري، اقتصاديا وبيئيا، في التاريخ».