خبراء: 1.1 مليار دولار حجم سوق الإعلان في السعودية

توقعوا نمو «الإعلان الرقمي» خلال السنوات المقبلة

مشاركون ضمن ندوة «الإعلان في العصر الرقمي» التي نظمتها كلية جدة للإعلان، أمس، بمشاركة 400 خبير («الشرق الأوسط»)
TT

قال خبراء في صناعة الإعلان، إن الإعلان الرقمي السعودي سوف يحقق قفزات متتالية خلال السنوات العشر المقبلة، بفضل تنامي أعداد مستخدمي الإنترنت والمواقع الإلكترونية، موضحين أن المنافسة على الفوز بالحصة الأكبر من سوق الإعلان ستكون في صالح الإعلان الرقمي. فيما دعا خبراء عالميون إلى ضرورة ابتكار أساليب جديدة ووسائل غير تقليدية تسهم في زيادة نصيب الإعلان الرقمي في السعودية وضرورة التأثير الأكبر للتكنولوجيا الرقمية على تصميم وإدارة الحملات الإعلانية، وسبل الإبداع التي تسهم في خلق قفزة في حجم تطوير وجودة إنتاج الإعلان الرقمي في الشرق الأوسط والسعودية.

جاء ذلك في ختام ندوة «الإعلان في العصر الرقمي» التي نظمتها كلية جدة للإعلان في جامعة الأعمال والتكنولوجيا، أمس، بمشاركة 400 خبير ومختص ومهتم في صناعة الإعلان. وقدر منير السيد، عميد كلية الإعلان في جدة، حجم سوق الإعلان في السعودية بنحو 4.4 مليار ريال سنويا (1.1 مليار دولار)، مشيرا إلى أن تقديرات الإنفاق على الإعلان الرقمي في البلاد وصلت إلى نحو 288 مليون ريال خلال العام الماضي، أي نحو 6.5 في المائة من حجم السوق الإعلانية السعودية، وأن تقديرات إنفاق المستخدم الواحد للإنترنت تبلغ 7.8 دولار، مقارنة بـ31.4 دولار للمستخدم في الإمارات.

وأكد الدكتور عبد الله صادق دحلان، رئيس مجلس أمناء جامعة الأعمال والتكنولوجيا، أن الندوة عملت على إثراء التجارب العملية والنظرية للباحثين والمهتمين في شؤون الإعلان، وفتح آفاق مهنية جديدة من خلال الاحتكاك مع زملائهم في المهنة من أماكن مختلفة من العالم، لا سيما أنها تقام تحت قبة أول كلية من نوعها للإعلان في الشرق الأوسط، كونها متخصصة في تعليم جميع فروع وتخصصات الإعلان العادي والرقمي.

وعرضت الكلية فيلما عن أسباب إنشاء كلية للإعلان والاهتمام بموضوع الإعلان الرقمي، التي من أهمها ارتفاع عدد مستخدمي وسائل الاتصال الاجتماعية في المملكة، مما يجعل من المهم التعرف على التجارب العالمية في استخدام هذه الوسائل بطريقة مبتكرة تحقق تفاعل ومشاركة المستهلكين المستهدفين.

وتحدث في الندوة الخبير العالمي أوليفير ابنشلاغ من شركة «غوغل»، الذي قدم أمثلة لحملات وأنشطة تقوم بها «غوغل»، وتمثل أحدث التطبيقات الإعلانية الرقمية. وقدم الإعلاني البحريني فائق العليوات قراءة دقيقة للحالة الإبداعية المتحفزة التي يشهدها الإعلان الخليجي، وقدم أمثلة لتطبيقات إعلانية حديثة، ودعا إلى مزيد من الجهود المخلصة لتطوير صناعة الإعلان الخليجية.

وأكد عميد الحويزي، من شركة «جيومتري غلوبال» البريطانية، أن العولمة غيرت المحتوى الثقافي للإعلان في العالم كله، وأن التكنولوجيا الجديدة باتت تسابق الخيال الإبداعي للمعلنين، وقدم أمثلة لحملات من قارات عدة، هدفت إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية، ونجحت في اجتذاب المستهلكين للمشاركة، وبالتالي تحقيق الأهداف المستهدفة لمخططي الحملة. وشدد على أن الوسائل الإعلانية الرقمية أدت إلى تغيير في ممارسات الإعلان، وستؤدي إلى تغييرات في تدريس الإعلان، حيث لم يعد وقت الإعلان التلفزيوني محصورا بالثواني، نظرا لأن استخدام الوسائل الرقمية مكن من استخدام إعلانات مطولة، وبالتالي ظهرت متطلبات جديدة من الناحية الابتكارية، وأصبح من المهم معرفة كيف يبتكر المعلن فكرة تنجح في اجتذاب مشاركة المستهلك، ولو فقط بطلب بمشاهدة الإعلان على «يوتيوب». وأشارت الدكتورة حنين شعيب إلى ضرورة اتخاذ قرارات جذرية في تعليم الإعلان، خاصة للفتيات. أما غدى مشيخ فأشارت إلى أن التغييرات التكنولوجية جعلت تعليم الإعلان عملية مستمرة لكل من المعلم والمتعلم. وقدم جانغي بينغ من جامعة بكين تجارب وأمثلة عدة لتدريس الإعلان بطريقة ابتكارية، حققت مشاركة الطلاب، كما قدم أمثلة لحملات مبتكرة حققت مشاركة عالية من قبل الجمهور الصيني المستهدف.

من جهته، عبر بول سبرنغر من جامعة بوكس في المملكة المتحدة عن تفاؤله بمستقبل الإعلان الرقمي في السعودية وبالفرص المتاحة للعاملين والمستثمرين في هذا الحقل. وقال طه كسبة، خبير صناعة الإعلان، لــ«الشرق الأوسط»، إن هناك مؤشرات قوية بأن المستقبل سيكون في صالح الإعلان الرقمي، بالإضافة إلى توافر حصة أمام الصحف الورقية وإعلانات الطرق، مشيرا إلى ضرورة تفعيل الأساليب الحديثة المستخدمة في الإعلان، وتلبية حاجة المعلن، خاصة أن هناك تزايدا على المواقع الإلكترونية، سواء مواقع الصحف أو مواقع التواصل الاجتماعي، مما يعزز المنافسة بين جميع الأطراف في سوق الإعلان، متوقعا أن تنمو سوق الإعلان بنحو 10 في المائة سنويا.