جولة جديدة من المحادثات بين «التعاون» الخليجي والاتحاد الأوروبي الأحد المقبل في الكويت

دول المجلس تشكل خامس أكبر سوق تصديرية للاتحاد

TT

قالت السفيرة أمل الحمد، رئيسة بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بروكسل، إن «الاجتماع غير الرسمي الثاني لكبار المسؤولين بين دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي سوف يعقد يوم الأحد القادم الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2013 بدولة الكويت التي تتولى حاليا رئاسة مجلس التعاون»، مشيرة إلى أن التطورات الإقليمية والدولية تتطلب استمرار التشاور والتنسيق بين الجانبين لما يربطهما من علاقات استراتيجية مهمة منذ إبرام اتفاقية التعاون بين الجانبين عام 1988م. وأوضحت السفيرة الحمد في بيان وزعته ببروكسل وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أن الاجتماع سيبحث سبل تعزيز العلاقات بين الجانبين بالإضافة إلى عدد من القضايا من أهمها الأزمة في سوريا، مسيرة السلام في الشرق الأوسط، (اليمن، إيران، العراق)، ومكافحة الإرهاب. وكانت جولة سابقة انعقدت في أبريل (نيسان) الماضي من المحادثات الأوروبية الخليجية المشتركة على مستوى كبار المسؤولين من الجانبين، وهي الاجتماعات التي استمرت يومين. في اليوم الأول اجتمعت لجنة التعاون المشترك، بينما خصصت اجتماعات اليوم الثاني للجنة الحوار السياسي. وجرى استعراض التقدم المحرز في كل من المجالات الـ14 القائمة ضمن برنامج العمل المشترك الذي أقره وزراء خارجية دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) 2010، ومنها مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة والبحوث والابتكار والتغير المناخي وغيرها، وبحثت اللجنة في التطلعات من أجل تعزيز التعاون، بما في ذلك النظر في إيجاد آليات لعقد اجتماعات لقطاع الأعمال في الجانبين الخليجي والأوروبي وقال هوغو منغاريللي رئيس الوفد الأوروبي في الاجتماعات، إن «المناقشات تركزت حول تنفيذ برنامج العمل المشترك بين الجانبين ومدته ثلاث سنوات، كما جرى استعراض التعاون في مجالات عدة مثل الطاقة والتغير المناخي والتعليم».. وكان المجلس الوزاري المشترك بين الجانبين قد انعقد في البحرين مطلع يوليو (تموز) الماضي، وفي تصريحات سابقة ببروكسل قالت كاثرين آشتون منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن «مجلس التعاون لدول الخليج شريك تتزايد أهميته، وذلك لأسباب عدة لعل أبرزها زيادة التجارة الثنائية بين الجانبين بنسبة 45 في المائة منذ عام 2010 لتصل إلى 145 مليار يورو سنويا»، وشددت آشتون على أهمية تبادل وجهات النظر مع الشركاء في الخليج بشأن الوضع الإقليمي، حيث يجب علينا مواصلة العمل معا، لمواجهة التحديات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ولا سيما الأزمة في سوريا، وأنا على قناعة بالحاجة إلى تكثيف التعاون في الأشهر والسنوات المقبلة، وشكل الاجتماع الوزاري فرصة للاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي لاستعراض حالة العلاقات بين الجانبين، والأهمية الاستراتيجية لتعزيز تلك العلاقات. يذكر أن مجلس التعاون يرتبط بعلاقات استراتيجية مهمة مع الاتحاد الأوروبي، تعود للعام 1988 تاريخ إبرام اتفاقية التعاون بين الجانبين، وهي علاقات تكتسب مزيدا من الزخم عاما بعد عام، يعكسها تبادل الزيارات الرفيعة المستوى بين الجانبين ومستوى التعاون المشترك القائم بينهما، لما فيه مصلحة مواطني المنطقتين.. يذكر أن المفاوضات قد تعثرت بين الجانبين الأوروبي والخليجي من أجل التوصل لاتفاق بينهما حول التبادل التجاري الحر وهي مفاوضات انطلقت منذ عقدين وجرى تعليق المفاوضات بين الجانبين حول هذا الصدد في 2008. جدير بالذكر أن منطقة مجلس التعاون الخليجي هي خامس أكبر سوق تصديرية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، بقيمة 61.5 مليار يورو تتكون في الأساس من صادرات الآليات الصناعية ووسائل النقل حسب أرقام صدرت العام الماضي. أما منطقة الاتحاد الأوروبي فهي أكبر شريك تجاري بالنسبة لمجلس التعاون الخليجي، بصادرات قيمتها 30.7 مليار يورو أغلبها من الوقود ومشتقاته.