الحج والعمرة.. مكافأة وظيفية!

سعود الأحمد

TT

من باب مكافأة الموظفين بالقطاعات الخاصة والعامة.. أتساءل: لماذا لا تطرح الجهات المعنية بالدول الإسلامية فكرة منح الموظفين المتفوقين مكافآت تحفيزية عبارة عن رحلة مدفوعة الثمن مجانية أو بأسعار مخفضة أو رمزية له ولأسرته لأداء فريضة الحج أو لأداء العمرة وزيارة الأماكن المقدسة.. وبالأخص في مواسم العبادات؟

الوقت الآن مناسب لطرح مثل هذه الأفكار لدراستها والتجهيز للبدء في عمل برامجها في المواسم الروحانية القادمة. والسعودية والدول الخليجية أولى من غيرها بمثل هذه المبادرات.. بالنظر إلى الإمكانات المادية وقربها من الأماكن المقدسة، بل إن السعودية مدعوة أكثر من غيرها لتحفيز المنشآت المالية للبدء في برامج تشجيع موظفيها المتميزين، كحوافز لموظفي هذه البلاد من المواطنين والوافدين تتميز بها على بقية دول العالم، ولنغرس في أذهان وحداتنا الاقتصادية المحلية نوعا جديدا من المساهمة في المسؤولية الاجتماعية، وليكون مثالا يحتذى به في باقي الدول الإسلامية في ما يعرف بثقافة «السياحة المقدسة» أو الروحانية أو الدينية لأداء فريضة الحج والعمرة وزيارة الحرمين الشريفين والمواقع التاريخية الإسلامية، ولتنشيط مصدر دخل قومي مهم يجب علينا في السعودية أن نشرع فيه وندعمه بكل ما يمكن، ولنجعل من الحج اقتصادا وروحانيات، ومن باب تفعيل مجالات تنويع مصادر الدخل كأحد الأهداف الاستراتيجية الاقتصادية، ولتنشيط الوضع الاقتصادي للمدن والبلدات التي تقع عليها الأماكن المقدسة والمواقع التاريخية المأثورة، حتى لو استلزم ذلك في بداية الأمر تسهيلات وتضحيات غير عادية.. فكل ذلك يمكن تعويضه في المستقبل المتوسط والطويل.

ولا ننسى أنه من الناحية الاقتصادية، تكلفة الرحلات السياحية الجماعية تكون أقل بكثير من الفردية، إضافة إلى أن التسهيلات والمميزات التي يمكن أن تحصل عليها الوحدات الاقتصادية في حالة تنظيم الرحلات الجماعية تكون أكبر، ناهيك عن أن ميزانيات غالبية الأسر الخليجية لم تعد تحتمل نفقات الحج والعمرة الحالية. وما دام أن هذا هو الحال في الدول الخليجية، فالمؤكد أنه سيكون أصعب في دول بقية العالم العربي والإسلامي. والقضية أصبحت بحاجة إلى تدخل الجهات الحكومية المعنية، لمساعدة الطبقة المتوسطة والمحتاجة لكونها الشريحة الأكبر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

وختاما، فإن مواطني ومؤسسات الدول الخليجية مدعوون أكثر من غيرهم لمد جذور التواصل بين شعوبها وتوظيف وتطوير التسهيلات الإدارية التي حققها مجلس التعاون الخليجي على مدى العقود الثلاثة الماضية، وأخص منها الشركات والمؤسسات المالية الكبرى لتمنح مجموعات من موظفيها رحلات أسرية لزيارة الأماكن المقدسة.

[email protected]