خبير فرنسي يتوقع ترجمة مباحثات التعاون النووي مع الرياض خلال أربع سنوات

أكد أن باريس عازمة على معالجة بطء النمو الاقتصادي بتشريعات جديدة

TT

كشف خبير فرنسي في الطاقة النووية في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، عن أن قرارا فرنسيا - سعوديا مشتركا، أفضى إلى حتمية التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة النووية واستخداماتها، فضلا عن التعاون العسكري والأمني على أوسع نطاق.

وقال بييري بلايو رئيس مجلس إدارة «أريفا» الفرنسية المتخصصة في الطاقة في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن التعاون النووي السعودي - الفرنسي، سيسفر عن مكتسبات اقتصادية تصب في مصلحة الطرفين.

من جهة أخرى، أقر بلايو ببطء النمو الاقتصادي في بلاده منذ أن دخلت الأزمة المالية العالمية في مفاصل اقتصاد دول منطقة اليورو وارتفعت ديونها السيادية، متوقعا أن يحسن هذا التعاون قدرات البلدين، مشيرا إلى أن سياسات اقتصادية اتخذت لتحسين النمو الاقتصادي خلال هذا العام.

وتوقع أن تترجم هذه القرارات التي جرى التوافق والمصادقة عليها من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال مباحثاتهما التي جرت أخيرا في الرياض خلال ثلاث سنوات إلى أربع من الآن، مؤكدا جدية فرنسا في تمليك السعودية التقنيات والتجارب الناجحة في مجالات التعاون المختلفة.

ويعتقد بلايو أن الرئيس الفرنسي سيتخذ قرارا حكوميا ملزما للجهات المعنية في فرنسا بشأن تفعيل أوجه التعاون مع السعودية في مجالات الطاقة النووية واستخداماتها المختلفة في الأيام القليلة المقبلة، بهدف مواجهة التحديات الاقتصادية على المستوى الإقليمي والدولي.

وقال: «من جانبنا استعرضنا لشركائنا بعض تجاربنا في توفير الحلول العصرية في مجالات الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة، حيث نعلم أن عليها طلبا عالميا كبيرا، وسيكون هذا التعاون من أنجح أنواع التعاون بين السعودية وفرنسا، وسيكون تمهيدا لامتلاك شريكين صناعة نووية تعزز من مكانتها الإقليمية وتمثل إضافة حقيقية لاقتصادها المتين».

ولفت بلايو إلى أن الشركاء السعوديين جادون وملتزمون بتنفيذ القرارات كافة التي تمخضت عن لقاء الرئيس الفرنسي خادم الحرمين الشريفين، لإنجاح المساعي السعودية لامتلاك تقنية نووية عالية المستوى للاستخدامات المدنية.

وأضاف: «إننا سنوفر مستحقات العمل كافة لتحقيق هذا التعاون الجديد المثمر، ونحن على أتم الاستعداد اليوم أكثر من أي وقت آخر للشروع في مسائل التدريب وأدوات الاتصال على الجهات المستفيدة، من أجل تحسين مستوى القدرات الصناعية في السعودية».

وتوقع بلايو أن تثمر المباحثات التي جرت بين الملك عبد الله وهولاند في المستقبل القريب في شكل من أشكال منتجات الطاقة في مختلف المجالات، لا سيما المياه والكهرباء، فضلا عن الأغراض المدنية الضرورية والعصرية الأخرى ذات العلاقة.

ويعتقد أن الرئيس الفرنسي سيصدر قرارات جديدة في بلاده لتحويل هذه المباحثات لأعمال سارية المفعول والنتيجة، وقال: «نتوقع أن يحدث هذا التعاون الثنائي نقلة نوعية تعزز القدرات السعودية والاقتصاد الفرنسي كأحد انعكاسات التعاون الاقتصادية في مجال الطاقة النووية في المستقبل القريب، كما هي الحال في عدد من دول العالم، لا سيما فرنسا نفسها والصين».

يشار إلى أن الرياض وباريس عزمتا على بدء شراكة متينة من التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي، وذلك خلال الاجتماعات التي عقدها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض أخيرا أسفرت عن توقيع ثماني اتفاقيات في المجال الصناعي والتجاري والاستثماري في مختلف المجالات.