ثلاث كلمات صينية

علي المزيد

TT

زرت الصين الشهر الماضي والتقيت عددا من رجال الأعمال وبعضا من رؤساء الشركات وبعضا من المديرين التنفيذيين ونوابهم. ومن الطبيعي أن يدور الحوار في مثل هذه الحالات عن الإنتاج الصيني والصناعة الصينية، وكنت أستمع إلى طريقة الصينيين في الإدارة وحاولت أن أفتح موضوعا يهمني كمستهلك للمنتج الصيني, ولكن أحد نواب الرؤساء التنفيذيين بادرني قائلا: «عملنا بحثا على المنتج الصيني لدى جموع المستهلكين في أنحاء العالم فكانت النتيجة عن البضائع الصينية ثلاث كلمات، وهي: مقلد. رديء. رخيص. ونحن نسعى - والكلام لنائب الرئيس التنفيذي - لتغيير هذا الانطباع لدى المستهلك عبر الابتكار وتجويد المنتج».

تيقنت أن الصينيين سيصلون إلى ما يريدون لأنهم حددوا المشكلة عبر إجراء بحث واقتنعوا بالنتيجة وسعوا إلى علاجها وهم سيصلون.

ومثل هذا الوضع مر في اليابان فكان المنتج الياباني رديئا جدا وإذا أراد المستهلك أن يصف بضاعة بالسوء قال «يابانية» أو «ياباني» لتصبح هذه اللفظة مرادفا لعدم الجودة.

اليوم البضاعة اليابانية تكتسح العالم وأصبحت ذات جودة عالية. وإذا أراد المستهلك اليوم أن يصف بضاعة بالجودة والإتقان قال إنها يابانية فقلبت اليابان الانطباع الذهني السيئ إلى انطباع ذهني إيجابي. والصينيون ما داموا يجرون البحوث فهم سيغيرون صورتهم لدى العالم عبر إتقان صناعتهم. والسؤال الملح: متى يأتي دور العرب؟؟!! ودمتم.