دماء جديدة في الغرف السعودية.. الشباب يتفوقون على المخضرمين في «غرفة جدة»

رئيس لجنة الانتخابات لـ «الشرق الأوسط»: للمرة الأولى يجري تخصيص مساحات للمرشحين داخل المراكز الانتخابية

كانت غرفة جدة من أوائل الغرف السعودية التي شاركت فيها المرأة ولكنها خسرت انتخابات أول من أمس
TT

أظهرت نتائج انتخابات مجلس إدارة غرفة جدة تحولا جديدا في الأسماء الفائزة، بخلاف الدورات السابقة التي كانت تتمحور حول أسماء معينة، في الوقت الذي أعلن فيه أول من أمس عن فوز 12 عضوا بالتساوي بين فئة التجار والصناع، وهو ما عد مخالفا لتوقعات المراقبين بعد خروج المرأة المرشحة بقوة لتصبح خارج المنافسة ويحصد الرجال كامل القوائم.

نتائج غرفة جدة أعادت إلى المراقبين ما حدث في غرفتي الرياض والشرقية عندما فازت الأسماء الشابة والجديدة بمقاعد مجالس تلك الغرف، حيث خسر الكثير من المخضرمين مقاعدهم التي احتفظوا بها لسنوات.

ويرى مراقبون أن خروج المرأة من دائرة المنافسة، جاء بعد إلغاء وزارة التجارة نظام التحالف بين المرشحين، وهو ما قلل من دعم التحالفات التي كانت تشكل فيها المرأة جزءا واضحا في الدورات السابقة، الأمر الذي دفع المرأة للاعتماد على نفسها بشكل أكبر في هذه الدورة التي اكتسحها الرجال.

وأكد يحيى عزان رئيس لجنة انتخابات في غرفة جدة لـ«الشرق الأوسط» أن عدد الناخبين الفعلي بلغ 48 ألف ناخب مسجلين في الغرفة، في حين بلغ المصوتون نحو 8 آلاف مصوت، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها التصويت من خلال بوابة إلكترونية يتم فيها طرح البرامج الانتخابية ومعلومات السير الذاتية للمرشحين.

وأضاف: «للمرة الأولى أيضا يتم تخصيص فيها مساحات داخل المركز الانتخابي للمرشحين، لعرض برامجهم وأخبارهم وسير ترشيحاتهم»، مؤكدا أن الانتخابات لم تشهد أي مشاكل أو طعون من قبل المتنافسين.

وقال زياد البسام أحد الأعضاء الفائزين من فئة التجار لـ«الشرق الأوسط»: إن هذه الدورة شهدت تنافسا كبيرا بين المرشحين، وقد تميزت بدخول أسماء شابه جديدة، وهذا الأمر الملاحظ على النتائج، حيث ظهرت أسماء لم يعتد عليها المجتمع التجاري، ولكن دخلت أسماء لأول مرة ضمن قائمتي التجار والصناع.

وأعلنت أمس نتائج انتخابات عضوية مجلس إدارة غرفة جدة، بعد منافسة بين 48 مرشحا، منهم 40 مرشحا من فئة التجار وثمانية مرشحين من فئة الصناع على 12 مقعدا لمجلس غرفة جدة، حيث ترشح عن فئة التجار، كل من نصار السلمي بعدد 846 صوتا، ومحمد خوجة بعدد 689 صوتا، وخلف العتيبي بنحو 623 صوتا، وفهد السلمي 435 صوتا، وحسن الصحافي بنحو 415 صوتا، وزياد البسام بنحو 331 صوتا.

في حين ترشح عن فئة الصنّاع كل من: مازن بترجي بنحو 448 صوتا، وعبد الله بن محفوظ بنحو 424 صوتا، وفايز الحربي بنحو 253 صوتا، وأحمد المربعي حصد 235 صوتا، وعبد العزيز السريع بنحو 220 صوتا، وسعيد بن زقر حصل على 117 صوتا.

وبالعودة إلى البسام المرشح عن فئة التجار، الذي قال: «المرحلة المقبلة سوف تكون أكثر وضوحا، حيث يتبقى أن تعلن وزارة التجارة الأسماء للأعضاء الستة الذين سيتم تعيينهم، مما يسمح للأعضاء بدء برامجهم التي أعلنوا عنها خلال مرحلة الترشيح، وهذا الأمر سيتم عرضه على المجلس».

وفي السياق ذاته قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: إن رئيس مجلس إدارة سابق للغرفة التجارة الصناعية في جدة سيكون في مقدمة الأسماء التي سيختارها وزير التجارة، إلى جانب عدد من سيدات الأعمال مما يمنح الفرصة لعودة المرأة للمشاركة في عضوية المجلس.

وكانت انتخابات مجلس غرفة جدة بدأت في وقت سابق وتم إعلان ترشح 51 عضوا للمنافسة بينهم 8 سيدات، وتنافس المرشحون على استقطاب 50 ألف ناخب من المنتسبين للغرفة، وشهدت العملية الانتخابية تسهيلات لاختيار المرشحين من خلال اختيار المرشحين والتصويت لهم إلكترونيا.

وكانت المنافسة قد اشتعلت بين 48 مرشحا على 12 مقعدا لمجلس إدارة غرفة جدة، قبل أن تتولى وزارة التجارة تعيين 6 شخصيات اقتصادية مشهود لها بالكفاءة، ليكتمل النصاب 18 عضوا ينتخبون من بينهم الرئيس والنائبان حيث تنافس 40 مرشحا من فئة التجار بينهم 8 سيدات، فيما تنافس 8 مرشحين على مقاعد الصناع.

وسجلت أعداد الناخبين في هذه الدورة ارتفاعا لمرشحي مجلس إدارة الغرفة عن الدورات السابقة، وذلك بسبب طرق التصويت الحديثة وزيادة عدد أيام التصويت، وكثرة عدد المرشحين وارتفاع أعداد المنتسبين للغرفة وتوسعة نطاق مبادراتها بإنشاء عدة مراكز لتلبية احتياجات قطاع الأعمال وسوق العمل.

وتضمنت تلك المراكز مركز تنمية الأعمال ومركز تنمية المنشآت الصغيرة والناشئة ومركز تنمية الموارد البشرية ومركز تسويق جدة ومركز المسؤولية الاجتماعية ومركز جدة الاقتصادي ومركز السيدة خديجة بنت خويلد، وغيرها من المراكز التي تعكس توجهات الغرفة واهتماماتها في تنمية البلاد.