أدوات جديدة لتنشيط سوق المال في مصر

تسمح بإصدار سندات إيرادية لأول مرة للجهات الحكومية

متعاملة مصرية تتابع مؤشر سوق البورصة في القاهرة أمس (أ.ب)
TT

قال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرقابة المالية في مصر بأن بلاده تعمل على تنشيط سوق المال من خلال أدوات مالية جديدة وإجراء تعديلات على اللوائح والقوانين المنظمة للسوق.

وأضاف شريف سامي رئيس الرقابة المالية في اتصال هاتفي مع رويترز أن مجلس إدارة الهيئة وافق في وقت متأخر من ليل الخميس على إضافة مادة في لائحة سوق المال تسمح بإصدار سندات إيرادية لأول مرة في مصر للجهات الحكومية.. هذه السندات مهمة جدا لتمويل المشروعات في مصر.

والسند الإيرادي هو السند المدعوم بإيرادات مشروع معين مثل رسوم استخدام الطرق.

وقال سامي بأن إدارته سترفع بعض التعديلات التي تمت على لائحة سوق المال ومنها طرح السندات الإيرادية إلى وزير الاستثمار الثلاثاء المقبل للحصول على الموافقة عليها.

وأردف سامي لـ«رويترز» أن مجلسه وافق على «تعديل بعض المواد المنظمة للشراء بالهامش في البورصة بهدف إعطاء مرونة أكثر لشركات السمسرة الصغيرة والمتوسطة لتقديم هذه الآلية لعملائها ولكن وفقا للملاءة المالية لكل شركة».

ومن خلال آلية الشراء بالهامش تقوم شركة السمسرة بدور الممول لعملائها في التعامل في الأوراق المالية مقابل الحصول على هامش يمثل فائدة على الأموال المقترضة يتحملها العميل وتقل عن الفائدة المصرفية.

وقال سامي بأن «الهدف من تعديلات الشراء بالهامش هو الحد والقضاء على ظاهرة منح الشركات الصغيرة كريديت للعملاء».

والكريديت هو نظام يشبه آلية الشراء بالهامش ولكنه غير منظم وغير مسموح به قانونا في سوق المال ويصل في بعض الأوقات إلى أن تمنح شركات السمسرة العملاء ما يوازي 100 في المائة من حجم محفظتهم المالية للتداول في السوق مبررة ذلك بأن جميع الشركات تمارس هذا الأمر.

وتؤثر ظاهرة الكريديت بشدة على سوق المال عند الهبوط وهو ما حدث أثناء الأزمة المالية العالمية وانتفاضة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 عندما أجبرت شركات السمسرة العملاء على البيع لتحصيل أموالها لديهم.

وأشار سامي خلال حديثه مع رويترز أن هيئته وافقت على تعديل باب صناديق الاستثمار في لائحة سوق المال بحيث يكون الصندوق «شركة مساهمة وله شخصية اعتبارية وأنه يجوز إصدار عدد من الإصدارات المتعددة للصندوق الواحد».

وأضاف أن الرقابة المالية «تعمل منذ أسبوعين على إعداد باب لتنظيم الصكوك (وإضافته) لقانون سوق المال حتى يتم إلغاء قانون الصكوك الذي صدر عام 2013».

وحازت الصكوك شعبية دولية كبيرة في العقد الماضي بفضل الطلب الكبير عليها في منطقة الخليج وجنوب شرقي آسيا من المستثمرين الإسلاميين الأثرياء الذين يتخوفون من شبهة الربا في السندات التقليدية.

وقال سامي «الصكوك أداة هامة ومطلوبة في سوق المال ويمكن تجاهلها بسبب صدورها في فترة معينة ولذا كان من الأفضل عمل باب جديد لها في سوق المال بدلا من القانون السابق».

ولا تسمح المنظومة التشريعية الحالية في مصر بإصدار الصكوك. ورغم أن حكومة الإخوان المسلمين أصدرت قانونا للصكوك في مايو (أيار) الماضي فإن عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو (تموز) إثر مظاهرات شعبية ضده حال دون صدور لائحة تنفيذية للقانون.

وقال رئيس الرقابة المالية لـ«رويترز»: «انتهينا من الشكل الأولي (لباب الصكوك) وسنعرضه على اللجنة الاستشارية في الهيئة قريبا ثم نطرحه للنقاش العام مع مختلف الجهات العاملة في سوق المال على أن نقدمه لوزير الاستثمار لعرضه على الحكومة قبل نهاية الربع الأول من هذا العام».

وفي عام 2012 تجاوزت إصدارات الصكوك 121 مليار دولار عالميا وتتوقع مؤسسة تومسون رويترز أن يصل هذا الرقم إلى 292 مليار دولار عام 2016.