سابك السعودية: أسواق الصين وأميركا الشمالية ضمن استراتيجيتنا.. ولا نصدر الحديد

حققت 6.7 مليار دولار أرباحا صافية عن العام الماضي

الماضي متحدثا خلال المؤتمر الصحافي بالرياض أمس (تصوير: خالد المصري)
TT

أكدت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) أنها تستهدف في استراتيجيتها الجديدة الأسواق الصينية وأميركا الشمالية، وذلك للمنافسة والشراكة في مجال الغاز الصخري، يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الشركة أمس عن تحقيقها 25.2 مليار ريال (6.7 مليار دولار) أرباحا صافية للعام المنصرم، وهو رقم قريب جدا من رأسمال الشركة البالغ 30 مليار ريال (8 مليارات دولار).

وأوضحت الشركة على لسان رئيسها التنفيذي المهندس محمد الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض أمس، أن الشركة لم تصدر أي طن حديدا للخارج، وقال الماضي: «الشركة تركز على تغذية الأسواق المحلية، في ظل ارتفاع عمليات الطلب، كما أن الأسعار الحالية تعد منخفضة مقارنة بمستويات سابقة كان عندها حديد التسليح في البلاد، وتعد الهوامش الربحية للشركة من بيع حديد التسليح منخفضة».

ولفت الرئيس التنفيذي لشركة سابك السعودية، إلى أن الشركة سددت نحو 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار) من ديونها خلال عام 2013، لتخفضها بنسبة 21 في المائة، مقارنة بـ91 مليار ريال (24.2 مليار دولار) في عام 2012، مؤكدا أن مبيعات الشركة استقرت بنهاية 2013 عند مستوياتها في 2012، لتبلغ بذلك نحو 189 مليار ريال (50.4 مليار دولار).

ووصف الماضي نتائج الشركة خلال 2013 بالباهرة كونها حققت أرباحا تقارب رأسمالها البالغ 30 مليار ريال في عام، بأن هذا الأمر لا يتكرر إلا قليلا في العالم، منوها خلال المؤتمر الصحافي أمس بدعم الدولة للشركة فيما يخص ملف الغاز.

وقال المهندس الماضي: «النتائج جاءت كما توقعنا سابقا بأن تكون أفضل قليلا من 2012، فيما نتائج الربع الرابع ممتازة بسبب تحسن الأسعار، كما أن تراجع أرباح الربع الأخير من 2013، مقارنة بالربع الثالث من العام نفسه يعود إلى بعض الأعطال غير المتوقعة وتأخر أحد المشروعات»، متوقعا في الوقت ذاته تحسنا طفيفا في أرباح الشركة في 2014 في ظل التوقعات بتحسن أسعار المنتجات مع تحسن أوضاع الاقتصاد العالمي.

وأضاف المهندس الماضي: «إن استراتيجية الشركة 2025 ستركز على أكبر سوق في العالم وهي السوق الصينية، إضافة إلى أميركا الشمالية، للمنافسة والشراكة في مجال الغاز الصخري، ومعهما السوق السعودية المهمة دائما للشركة نتيجة توفر الأيدي العاملة والمواد الخام».

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة سابك أنه ليس هناك توسعات كبيرة للشركة خلال العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة، مبينا أن الشركة لديها فقط مشروع مجمع المطاط في منطقة الجبيل في السعودية، الذي يعيش حاليا مراحل الإنشاء الأولى، مبينا أنه يحتاج إلى ثلاث سنوات، باستثمار قدره 3.4 مليار دولار.

وذكر المهندس الماضي أن السوق الهندية والأفريقية من الأسواق المستهدفة للشركة، موضحا أن الأوضاع في القارة الأوروبية تتحسن بشكل جيد، وقال: «مشروع ابن رشد سيقدم إنتاجا جديدا سيدخل إلى الأسواق بعد شهر أو شهرين».

من جهة أخرى، حققت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) أرباحا صافية عن الربع الرابع من العام الماضي قدرها 6.16 مليار ريال (1.6 مليار دولار) مقابل صافي ربح قدره 5.83 مليار ريال (1.5 مليار دولار)، للربع المماثل من العام السابق بارتفاع بلغ 5.66 في المائة، ومقابل صافي ربح مقداره 6.47 مليار ريال (1.7 مليار دولار)، للربع السابق بانخفاض قدره 4.79 في المائة.

كما ارتفع إجمالي الربح خلال الفترة الحالية بمقدار 1.82 في المائة ليصل إلى 25.23 مليار ريال (6.7 مليار دولار)، مقابل 24.78 مليار ريال (6.6 مليار دولار) للفترة المماثلة من العام السابق، فيما بلغت ربحية السهم خلال الفترة 8.41 ريال (2.1 دولار).

وعزت الشركة ارتفاع صافي الربح خلال الربع الحالي مقارنة بالربع المماثل من العام السابق إلى انخفاض تكلفة المبيعات وتكلفة التمويل، مرجعة ارتفاع صافي الربح خلال الفترة الحالية مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق إلى انخفاض الإيرادات الأخرى.

فيما أكدت شركة سابك السعودية في وقت سابق، أنها لا تستهدف على وجه الإطلاق في أعمالها الحالية وخططها المستقبلية استخراج الغاز الصخري في أميركا، وقالت في مؤتمر صحافي عقد في الرياض أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: «التنقيب عن الغاز الصخري في أميركا ليس من اهتماماتنا، وهو متعلق بأعمال شركات أخرى».

وأوضح المهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك السعودية حينها، أن سابك تركز خلال الفترة الحالية على موثوقية التشغيل، بالإضافة إلى زيادة معدلات الابتكارات الجديدة، وقال: «لا يمكن للشركة المنافسة العالمية إلا من خلال موثوقية تشغيل مصانعها، ورفع معدلات الأمن والسلامة، خصوصا أن مصانع الشركة لا يزال عمرها الزمني معقولا إلى حد كبير».

وبين المهندس الماضي أن ثبات أرباح الشركة فوق مستويات ستة مليارات ريال (1.6 مليار دولار) للربع الواحد، يعد أمرا جيدا في ظل الأوضاع الاقتصادية والمالية التي تعانيها بعض الأسواق خلال الفترة الحالية، خصوصا أن أرباح الشركة في ربع واحد تعادل أرباح عام كامل لشركة عالمية أخرى منافسة، مضيفا: «كما أن الشركة لا تنوي خلال الفترة الحالية زيادة عدد مصانعها في السوق السعودية، وهو أمر يعود إلى تكلفة اللقيم».

وحول أثر أزمة سقف الدين الأميركي وتأثيرها على الشركة، قال الرئيس التنفيذي لشركة سابك السعودية: «الاقتصاد الأميركي ينمو بنسبة تتراوح بين 2 إلى 3 في المائة سنويا، وهو معدل جيد، وبالتالي لا يعاني أزمة اقتصادية ملحوظة باستثناء بعض القطاعات القليلة، وما يدور حول هذا الشأن غير صحيح».

من جهة أخرى، تراجع مؤشر سوق الأسهم السعودية خلال تعاملاته أمس الأحد بنحو 21 نقطة، ليغلق عند مستويات 8739 نقطة، جاء ذلك بضغط من سهم شركة سابك الذي تراجع بنسبة 2.34 في المائة، الذي أغلق في نهاية التعاملات عند سعر 115 ريالا للسهم (30.6 دولار).