وزير البترول السعودي يبحث مع أمين «أوبك» آليات دعم استقرار السوق

توقع ارتفاع الطلب على الغاز

TT

بحث المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، في مكتبه بالرياض، أمس؛ أوضاع السوق البترولية الدولية الراهنة مع الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). واستعرضا في اجتماعهما، أمس الأربعاء، آلية تعزيز التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة، وبالأخص مع منظمة الأوبك، ووكالة الطاقة الدولية، ومنتدى الطاقة الدولي، من أجل الحفاظ على توازن السوق البترولية.

وفي هذا السياق، قال عقيل العنزي، محلل شؤون الطاقة وعضو الجمعية الدولية لاقتصادات الطاقة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن السوق النفطية الآن في وضع جيد تتحدث عن استقرار السعر عند 95.5 دولار للبرميل، وهو سعر - برأيي - عادل بالنسبة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء، خصوصا لمستهلكي النفط الصخري».

ويعتقد أن سعر البرميل إذا قل عن 80 دولارا للبرميل، يصبح غير مفيد لمنتج النفط الصخري في أميركا، مبينا أن هناك توازنا بين العرض والطلب بشكل ملحوظ نتيجة تدفق كميات من النفط، خصوصا من منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشيرا إلى أن استقرار الوضع السياسي في ليبيا لحد ما ساعد على ذلك.

وقال عضو الجمعية الدولية لاقتصادات الطاقة: «إن الأسواق العالمية الآن تتجه لاستهلاك الطلب على الغاز كوقود ولقين للبتروكيماويات، وهو ما يعزز من تجارة الغاز، وعليه نتوقع أن يرتفع الطلب على الغاز بما يتفق مع توجهات الدول التي تعمل على استغلال احتياطياتها من النفط الصخري».

وفيما إذا كانت دول منظمة «الأوبك» يسيطر عليها شيء من القلق من التوجه الأميركي نحو زيادة إنتاجها الكبير أصلا، لا يعتقد العنزي أن ذلك يمثل بالنسبة له أي قلق، معزيا ذلك لقدرتها على الإنتاج من النفط التقليدي، الذي لا يستطيع أن ينافسه النفط غير التقليدي من ناحية السعر.

ولفت محلل اقتصادات الطاقة إلى أن كميات النضوب التي تلاحظ في الإنتاج والآبار أو حقول النفط الصخري، تجعله لا يشكل أي تهديد بالنسبة لنفط دول منظمة «أوبك». وأما فيما يتعلق بتأثر مناطق الإنتاج التي يدور فيها نزاع، كدولة جنوب السودان أو سوريا أو غيرهما من الدول الشبيهة، أكد أن هذه المناطق إنتاجها ضعيف ولا يؤثر في ظل وجود إنتاج بديل قادم للسوق النفطية من دول منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولا يعتقد حدوث تذبذب في السعر العادل في المدى القصير، طالما هناك نفط يتدفق بكميات كبيرة في الوقت الذي يرتبط فيه الإنتاج والأسعار بالأحداث السياسية التي تعج بها تلك المناطق.

وعلى أثر تذبذب الإنتاج الإيراني على السعر العادل، يعتقد العقيل أنه رغم أن السعر مرتبط بالأحداث السياسية التي تحدث قرب مناطق النفط، لكن القراءة المبدئية لا تؤشر إلى ارتفاع أو انخفاض للسعر بشكل ملحوظ، متوقعا أن تبقى أسعار نفط برنت القياسي فوق 100 دولار، أما بالنسبة لناميكس فلا يعتقد أنه سينخفض أقل من 90 دولارا، مع توقعات بالمحافظة على الأسعار حتى نهاية عام 2014.

وقال: «إن إيران بدأت في الآونة الأخيرة تتحصل على نوع من التخفيف من العقوبات التي فرضت عليها من قبل الدول الغربية، مما حفزها لزيادة إنتاجها، إذ إن طاقتها الإنتاجية سابقا كانت 2.4 مليون برميل، لكن مع كل ذلك لا أعتقد أن يؤثر هذا الوضع كثيرا في السعر العادل، لكن يمكن أن يسهم بشكل ما في خلق نوع من التوازن في حالة قل إنتاج الدول التي تعاني النزاعات».