«كوفنت غاردن».. 354 عاما من الحركة النشطة للمتسوقين وزوار لندن

تحول من سوق خضار وغلال إلى مركز تسوق لأشهر الماركات العالمية

أقدم معالم سوق كوفنت غاردن وهي المنطقة المسقوفة في السوق التي تضم بازارا لبيع المنتجات التقليدية
TT

بعد أن كان لسنوات كثيرة سوقا للخضار وللغلال، لسكان غرب لندن، تحول تدريجيا، وعلى مدى 354 عاما، إلى مركز تجاري وثقافي كبير يجلب السياح بطريقة جنونية، ويمنح المتسوقين فرصة للتسوق الرائع والجميل، خاصة في سوق الصناعات التقليدية، واليدوية، التي تلتقي مع أشهر الماركات العالمية في مجال الأزياء والموضة والأحذية والعطور المنتشرة بين أروقتها.

بدأت سوق «كوفنت غاردن» عام 1661 كسوق صغيرة يدب نشاطها في الميدان، في أوقات معينة من الأسبوع، وخصوصا في إجازة نهاية الأسبوع، ومع ازدياد نمو السوق، كان لا بد من إنشاء أبنية خاصة لها في أوائل ومنتصف القرن الـ19.

وفي أواخر السبعينات من القرن العشرين، جرت إعادة تطوير وتحسين منطقة السوق القديمة، لكي تصبح مركزا تجاريا ومنطقة سياحية. وقد افتُتحت التحسينات الجديدة عام 1980. ويجذب هذا المركز السياحي التجاري وسكان المنطقة لزيارة حوانيت الصناعات الحرفية، ومحلات بيع السلع النسائية، والمطاعم.

السوق كما يؤكد مرتاديها، ليست مجرد مكان للتسوق وشراء الحاجيات فقط، إنما هي متنفس للفنانين المغمورين وكل من يرغب في الظهور وعرض مواهبه الفنية والخطابية المختلفة، نظرا لأن «كوفنت غاردن» تقع في منطقة سوهو أحد أكبر التجمعات الفنية في أوروبا، وليست مكانا تجاريا للتسوق فقط.

في وسط السوق، أي المنطقة المسقوفة في بناية تاريخية قديمة، تضم كثيرا من الأسواق الجميلة والفريدة من نوعها، حيث تباع فيها الملابس والمصنوعات الحرفية ومقتنيات الهواة التاريخية و«الأنتيكا» والهدايا التذكارية وما شابه ذلك.

وفي وسط التصميم المعماري يقع الميدان الروماني الذي يسمى «بياتزا»، والذي ظل لعدة قرون من أشهر أسواق لندن، وبعدها تحول إلى مساحة مكشوفة تقام فيها الألعاب البهلوانية والعروض الموسيقية يوميا حتى الآن. وفي القرون الثلاثة الأخيرة ظلت منطقة كوفنت غاردن جاذبة للتجار، خصوصا في المنتجات الزراعية والمواد المستوردة التي كانت تصل من ميناء على نهر التيمس القريب، مباشرة إلى السوق.

وعلى أطراف السوق، وخصوصا شمال ساحة «كوفنت غاردن» تجد أشهر الماركات العالمية في مجال الأزياء والملابس والموضة، فهناك تجد فروع لزارا، و«إتش أند إم»، ولكن باتجاه «فلورر ستريت» تجد إلى جانب المحلات التجارية دار الأوبرا الملكية، بينما يحتضن شارع «نيل ستريت» محل الأزياء الشهير «أميركان أبريل»، و«أوروبان»، و«كاث كدستون» وهي محال لبيع إكسسوارات تقليدية بريطانية، كما يوجد هناك محل «ذا تي هاوس»، الذي يضم كل أنواع الشاي الشرقي من الصين وماليزيا وتايلاند، وكذلك مطعم شهير «فود فور ثاوت»، وهو مطعم نباتي، يبيع أطعمة رخيصة ومغذية.

جنوب ساحة «كوفنت غاردن»، يوجد كثير من المحلات المختلفة، حيث ملابس الرياضة ومحلات بيع الهدايا والتذكارات، التي ترد من جميع أنحاء العالم، ويعشقها السياح لاحتوائها على بطاقات تذكارية، دليل المدينة، هدايا صغيرة، بينما تضم الساحة الملونة محل «ديزاين ميقما»، حيث تقع «كوفنت غاردن» ضمن حي ويستمنستر، وتحدها شوارع هاي هولبورن من الشمال، وكينغزواي من الشرق، وستراند من الجنوب، وتشارينغ كروس من الغرب. وهي منطقة تعبر عن روح لندن العصرية، ومنها خرجت نزعات موضة متعددة سرعان ما انتشرت في أرجاء أوروبا. وهي تستضيف بين الحين والآخر معارض عالمية تصبغ المنطقة بألوان وأجواء أجنبية. وكان أحد أهم المعارض التي أقيمت في المنطقة المعرض المغربي الذي أقيم في عام 2003، وتحول معه ميدان «كوفنت غاردن» إلى سوق مغربية عرضت كثيرا من الحرف اليدوية والمنتجات المغربية والأطعمة والمنسوجات والمشغولات. وما زال ميدان «كوفنت غاردن» يقدم فرص إقامة معارض للتعريف بالدول ومنتجاتها من قلب لندن. ومن يتجول في أزقة وحارات المنطقة سوف يكتشف الكثير، ويستمتع بيوم لندني فريد.