الشركة البريطانية التي ولدت في السعودية

جمال الدين طالب

TT

اختيرت شركة «راغ كومبني» البريطانية للسجاد الفاخر، العام الماضي، ضمن قائمة أسرع 100 شركة تحقيقا للأرباح في بريطانيا. هذه الشركة التي أسسها البريطاني كريستوفر شارب وزوجته سوزان عام 1997، ولدت فكرتها في السعودية في تسعينات القرن الماضي، حين كان كريستوفر يقيم ويعمل في شركة للإنتاج التلفزيوني. وقد بدأ ولعه هو وزوجته بالسجاد الشرقي هناك، حيث كانا يجوبان أسواق السعودية الشعبية خصيصا لشراء وجمع السجاد.

ولما عاد إلى لندن هو زوجته كان يريد أن يغير مجال عمله فقرر خوض تجربة إنشاء شركة لبيع السجاد. يقول شارب إنه درس هو زوجته السوق البريطانية فوجدا أن كل المتاجر المختصة في بيع السجاد تعتمد أسلوبا واحدا تقريبا، بعضها لا يضع الأسعار على المنتجات المعروضة للبيع، وكلها تقريبا تحمل لافتة «تخفيضات كبيرة» طوال السنة. ويضيف أنه قرر هو زوجته إنشاء متجر لبيع السجاد الفاخر، واختارا لهذا الغرض منطقة نوتينغ هيل، المعروفة ببعدها الثقافي كذلك، لكن بعد سنة من إطلاق المتجر، يقول شارب: «اكتشفنا أن سجادنا المعروض للبيع هو نسخ من تصميمات قديمة»، فقررنا اعتماد تصاميم جديدة بمساعدة مصممين مشهورين. وقد ساهم هذا التوجه في إعطاء دفعة قوية للشركة، التي ازدادت شهرة، حتى إن صحيفة بريطانية قالت إن الشركة يمكن أن تجمع بين زبائنها بين مشاهير عالم السياسة والأعمال والرياضة والفنون، حيث إن من زبائنها مثلا جورج أوزبورن وزير الخزانة البريطاني، والفنانة العالمية كاميرون دياز، والمدرب الأسبق لمانشيتسر يونايتد أليكس فرغسون، وأغنى رجل في بريطانيا الهندي لاكشمي ميتال.

وقد جلب نجاح الشركة اهتمام صناديق استثمارية، ومن بينها صندوق «بايبر» الذي قرر شراء حصة أقلية فيها، ويعترف شارب بأن ذلك الاستثمار لعب دورا في إعطاء بعد آخر للشركة، خصوصا أنها كانت تعاني في 2009 بسبب الأزمة المالية، حيث ساهم الصندوق الاستثماري، كما يقول شارب، في تطوير أداء الشركة التسويقي والإداري. وقد عرفت الشركة، التي حققت العام الماضي مداخيل إجمالية تقدر بـ21 مليون جنيه إسترليني (34 مليون دولار) وأرباحا صافية تقدر بـ3.9 مليون جنيه إسترليني (نحو سبعة ملايين دولار)، توسعا ملحوظا، حيث لديها ثلاثة متاجر في ثلاثة أحياء راقية في لندن، و12 متجرا في أنحاء عدة من العالم، وتريد التوسع في منطقة الشرق الأوسط.

وتتميز المنتجات التي تبيعها الشركة بنسبة ربحية عالية، وكلفة إنتاج منخفضة، حيث يجري إنجاز السجاد في نيبال باعتماد تقنية النسج التقليدية في المنطقة، ويستغرق إنجاز السجاد نحو أربعة أشهر، وبمشاركة 20 عاملا. ويقول شارب إن سجادا بمساحة ستة أقدام يكلف بين ألفين وخمسة آلاف جنيه إسترليني، لكنه استثمار جيد، بحسبه، لأن السجاد عمره قد يمتد إلى مئات السنين.

[email protected]