توقع مختصون في حديث لـ«الشرق الأوسط»، نمو قطاع الإنشاءات والمقاولات في عام 2014 بنسبة 7.1 في المائة، متفائلين بازدهار سوق القطاع، ومضيها قدما لتصبح أسرع القطاعات الاقتصادية نموا في السعودية بحلول العام المقبل.
وفي هذا السياق قال الدكتور عبد الرحمن باعشن الخبير الاقتصادي: إن «ميزانية العام المالية واهتمام الدولة بالبنى التحتية في قطاع الإنشاءات والمقاولات، دليل عافية وازدهار للقطاع، متوقعا أن يزيد نموه إلى نسبة 7.1 في المائة».
ولفت إلى اهتمام الكثير من الاستثمارات الأجنبية بالسوق السعودية في هذا القطاع، لما انفرد به من اهتمام ورصد له من ميزانية كفيلة بعمل خارطة فرص تشغيلية كبيرة، تمكنه من جعله في قائمة القطاعات الأكثر نموا.
من جهته، أكد فهد الحمادي رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين، أن تحرك الجهات المعنية لتصحيح وضع القطاع، سيثمر عن زيادة الإنتاج بأكثر من 70 في المائة، وينقذ المشروعات المتأخرة والمتعثرة، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة تبني الجهات المعنية تأسيس هيئة مستقلة تتحمل أعباء القطاع.
ودعا لرسم خارطة طريق للقطاع، من قبل الجهات المعنية لتحفيز مهنية العمل فيه، خصوصا وزارة العمل لسن تشريعات جديدة أو معالجة تسهم في ضخ المزيد من العمالة المطلوبة، من خلال تقديم تسهيلات لاستخراج التأشيرات المطلوبة، مشددا على أهمية التنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
في غضون ذلك، يناقش معرض «ذا بيغ 5 السعودية»، الذي يقام تحت رعاية وزارة الشؤون البلدية والقروية في جدة، واقع وتحديات وفرص الإنشاءات والتصميم المستدام.
ويستعرض التغيير السريع في التقنيات والمواد والأساليب المستخدمة في قطاع الإنشاءات العالمي، مع التركيز على العوامل الرئيسة المحركة للسوق المحلية وتحديد الحلول لمعالجة التحديات المحتملة، حيث من المتوقع توفير فرص في قطاع الإنشاءات قدرت بـ500 مليار دولار.
من جهته توقع جون سبتز، النائب الأول لرئيس شركة «هيل إنترناشيونال» في السعودية، المتخصصة في خدمات الاستشارات لقطاع الإنشاءات زيادة نمو القطاع خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وقال: «تشهد السعودية ظاهرة نمو استثنائية ليست بحديثة العهد، فحتى خلال الأزمة المالية قبل بضع سنوات، حافظت المملكة على نمو ثابت في وقت عانى خلاله قطاع الإنشاءات في الكثير من الدول الأخرى من أوضاع صعبة»، مشيرا إلى أن الدولة ضخت المزيد من الاستثمارات خلال الأعوام الكثيرة الماضية، مبينا أنه لا يزال القطاع يحقق نموا كبيرا بشكل سنوي.
وتركز الجلسات التي ينظمها المعرض حول مواضيع عن وضع السوق، والعوامل الأساسية التي تقود سوق الإنشاءات نحو توفير وحدات سكنية بأسعار معقولة في السعودية، التي خصصت أكثر من مليار دولار لتطوير ثمانية مجمعات سكنية جديدة في المملكة.
ويستعرض في الجلسات المخصصة لتصميم البناء المستدام، طرق تقليل النفايات بعد انتهاء المشروعات وتحسين أهداف كفاءة الطاقة، بجانب جلسات عن دمج المحتوى معاد التدوير في مواد البناء، بالإضافة إلى استعراض أفضل السبل لتقديم تصاميم المباني الخضراء للعملاء من حيث الأعمال والوفورات.
وفي هذا الإطار، قال ناثان وو، مدير الفعاليات في معرض «ذا بيغ 5 السعودية»: «تأتي سلسلة الندوات نتيجة للتأثير المتنامي للسعودية في قطاع الإنشاءات بالمنطقة، وكذلك لتلبية الطلب على الوصول إلى المعلومات ووجهات النظر من الخبراء العاملين في السوق».