شركاء لا أعداء

علي المزيد

TT

الحكومات في عالمنا العربي هي الممول الرئيس للمشاريع، وهي من يقوم بتشغيل القطاع الخاص بشكل رئيس، ويستفيد القطاع الخاص من مشاريع الحكومة عبر عدة أوجه، فمثلا يقوم المقاول الرئيس باستلام المشروع بشكل كامل ثم يقوم بتجزئته لأقسام عدة، مصنفا حسب النوع فمثلا إنشائي، ودهان، وتكييف، وأبواب حديدية، وأبواب خشبية، وشبكة معلومات إلى غير ذلك. ثم يقوم المقاول الرئيس بتشغيل الجزء المتخصص هو فيه ويسلم الأجزاء الباقية لمتخصصين آخرين وهذا ليس عيبا ولكنه عين العقل.

يقول المقاولون إنهم يعانون الأمرين عند محاولة استلام مستحقاتهم، مما جعلهم يتنازلون عن الدفعة الأخيرة بسبب تعنت الموظفين الذي يعتقدون أنهم يحمون الجهاز وهم في الواقع يضرونه، إذ إن كثيرا من المقاولين بدأوا يحسبون حساباتهم ويرفعون هامش الربح، تحسبا لأنهم سيتركون شيئا من مستحقاتهم بسبب جهل الموظفين أو حسدهم وعدم معرفتهم أن مثل هذا التعنت يضر بالمواطن أولا قبل المقاول، إذ إنهم يؤخرون المشاريع الكبرى بوعي منهم أو بغير وعي.

ويجب أن يعرف هؤلاء الموظفون أن حجم المشاريع في العالم العربي لا يمثل حصة كبيرة من المشاريع العالمية، مما يجعل المقاول يعزف عن خوض المشاريع في العالم العربي وهذا يضر بالمواطن العربي أولا ويضر بالتنمية ويضر بنقل التقنية وأخيرا يضر بسمعة الحكومات العربية التي لا تفي بالتزاماتها.

وهناك من يتعامل مع الحكومات بأشكال مختلفة كأن يكون موردا أو مقدما لبعض الخدمات أو مؤجرا للمباني وهنا يتعامل معه الموظفون وكأنه يسرق الحكومة لا أنه يقدم خدمة، مما يجعل كثيرا من العرب يعزفون عن الاستثمار في رقعتهم العربية، مما يجعل أيضا المنطقة العربية تخسر فرصة فتح الوظائف وتشغيل العاطلين عن العمل.. إلى غير ذلك من خسارة الفرص الاقتصادية الهامة، فمتى يعي مثل هؤلاء الموظفين أن المستثمرين شركاء وليسوا أعداء؟ ودمتم.