«غوغلها».. تربح!

جمال الدين طالب

TT

يا له من عالم متغير!.. من كان يصدق أن شركة «غوغل» الأميركية، التي ولدت قبل 16 سنة فقط كمحرك بحث على الإنترنت لزميلين كانا يحضّران دكتوراه في الجامعة هما لاري بايج وسارغاي برين، ستتحول إلى تلك الشركة العملاقة، التي تجاوزت، خلال الأسبوع الماضي، مجموعة «إكسون موبيل» النفطية الأميركية، لتصبح ثاني أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية بعد «أبل»؟ وذلك إثر ارتفاع قيمتها السوقية في بورصة نيويورك لتبلغ 394 مليار دولار، لتتخطى بذلك القيمة السوقية لـ«إكسون موبيل»، والتي تصل إلى 388 مليار دولار. وتبقى شركة «أبل» التي ما زال صعودها الصاروخي يثير الدهشة هي الأخرى، تتصدر قائمة الترتيب بفارق كبير إذ تبلغ قيمتها السوقية نحو 472 مليار دولار.

ويعرف سهم «غوغل» منذ سنوات صعودا قياسيا، حيث زاد بنسبة تشبه اسمه (معنى «غوغل» مستنبط من مصطلح من الرياضيات هو «واحد زائد مائة صفر»)، حيث يتجاوز سعر السهم الواحد الآن 1200 دولار.

وقد تحولت «غوغل» عبر محركها للبحث، إلى إحدى ضرورات الحياة، فلا مناص للباحث عن المعلومة عن محرك «غوغل»، إلى درجة أن البحث في النت أصبح مرادفه هو GOOGTE IT، أي «غوغلها».. وبقدر ما «تغوغلها» بقدر ما تربح «غوغل»! وكانت شركة الإنترنت الأميركية العملاقة حققت إيرادات في الربع الأخير من العام الماضي بلغت 86.‏16 مليار دولار، بارتفاع نسبته 17 في المائة عن الفترة نفسها من عام 2012.

وذكرت الشركة أن صافي أرباحها في الربع المنتهي في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2013 بلغ 29.‏3 مليار دولار، مقابل 39.‏3 مليار دولار في الربع الأخير من عام 2012.

ومن شأن هذه الأرقام أن تزيد من تسليط الأنظار على شركة «غوغل»، التي تواجه ضغوطا بشأن حقوق التأليف والنشر والاحتكار على محركات البحث.

وكانت الحكومة الإسبانية اقترحت خلال الأسبوع الماضي خطة يقوم بموجبها محرك البحث «غوغل» بدفع تعويضات لناشري الصحف والكتاب والهيئات التي ينقل عنها مستقبلا مقابل استخدام نصوصها التي تنشرها.

وقبل أسبوعين أعلن الاتحاد أنه اقترب من التوصل إلى اتفاق مع «غوغل» لتسوية الخلاف طويل الأمد بينهما بشأن كيفية عرض نتائج محرك بحث «غوغل» على الإنترنت. لكن هذا الاتفاق أثار جدلا كبيرا، حيث انتقدته منظمات الدفاع عن المستهلك وكذلك الشركات المنافسة في أوروبا، وقال اتحاد ناشري الصحف والمجلات الألماني، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، إن الاتفاق المقترح غير مقبول على الإطلاق وكارثي.

وتحقق المفوضية الأوروبية في ممارسات «غوغل» منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد شكوى من الشركات المنافسة عن سيطرة الشركة على سوق محركات البحث على الإنترنت.

وتستحوذ «غوغل» على نحو 90 في المائة من سوق محركات البحث العامة في أوروبا.

ويركز تحقيق المفوضية الأوروبية على احتمال تقديم «غوغل» معاملة تفضيلية لخدماتها عند عرض نتائج محرك البحث، وهو ما يضر بالمنافسة ويؤثر على حرية اختيار المستخدمين.

وفي حالة عدم تسوية النزاع يمكن للاتحاد الأوروبي فرض غرامة على «غوغل» تعادل 10 في المائة من إجمالي حجم أعمالها السنوي.

[email protected]