ابتعد عن «لهيب» لندن!

جمال الدين طالب

TT

يتجه الكثير من العرب إلى شراء منازل في وسط لندن، رغم الارتفاع الخيالي الذي تعرفه أسعارها بفعل إقبال المستثمرين الأجانب عليها من كل أنحاء العالم، وخصوصا في قطاع العقارات الفاخرة، حيث قفزت الأسعار فيه بنسبة فاقت 12 في المائة في العام الماضي، بينما زادت أسعار المساكن في المملكة المتحدة عموما بنسبة 5.‏5 في المائة. وقد أدى هذا الارتفاع القياسي إلى جعل مثلا مبلغ مليون جنيه إسترليني (1.5 مليون دولار تقريبا) غير كاف لشراء حتى (أستوديو) أي شقة من غرفة واحدة، في الأحياء الراقية من وسط لندن.

واللافت هنا أن المشتري العربي، خصوصا الذي يريد تملك بيت بغرض استعماله للإقامة أثناء العطلة وللنزهة السياحية، التي تكون عادة خلال الصيف، وتدوم في أقصى تقدير شهرين أو حتى ثلاثة خلال السنة، بإمكانه الابتعاد قليلا عن لندن وخصوصا وسطها، والحصول على بيت أرخص بكثير وأكبر والتمتع بحياة أكثر هدوءا وأقل تلوثا وضجيجا، والتنقل بالمواصلات العامة، وخصوصا القطار، أو بالسيارة إلى وسط لندن عند الحاجة. بل إن بعض هذه المناطق أقرب لمطارات مثل هيثرو وغاتويك مثلا من وسط لندن، مما يسهل السفر من وإلى بريطانيا.

وبحسب دراسة أخيرة لبنك هاليفاكس فإن «سعر المنازل في المناطق البعيدة عن لندن بنحو ساعة بالقطار أرخص بقيمة 375 ألف جنيه إسترليني (580 ألف دولار) عن سعر المنازل في وسط لندن. أما في المناطق التي تبعد عن لندن بنحو نصف ساعة فإنه تكون حتى أرخص من ذلك، ففي مدينة ريدينغ أو ميلتون كينغس يبلغ متوسط سعر المنازل 275 ألف جنيه إسترليني، بينما يقارب متوسط سعر المنزل في وسط لندن 700 ألف جنيه إسترليني.. وحتى سكان الأحياء في ضاحية مثل ويمبلدون، حيث تنظم دورة التنس العالمي، والتي لا تبعد سوى بـ15 دقيقة من وسط لندن، فإن متوسط أسعار المساكن أقل بنحو 300 ألف جنيه إسترليني للسكن فيها».

خلاصة القول بإمكان المشتري العربي الابتعاد عن «لهيب» نار أسعار المساكن في وسط لندن، وفي المقابل التمتع «عن قرب» بكل ما توفره المدينة من مزايا، تماما كما النار حيث الاقتراب منها كثيرا يحرق! [email protected]