منتدى الشارقة للاتصال الحكومي يشدد على أهمية استعادة الحكومات للثقة

أليستر كامبل: وجود مهارات وقدرات الاتصال الاستراتيجي لدى فرق الاتصال الحكومي أمر صعب

جانب من جلسات اليوم الثاني في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي («الشرق الأوسط»)
TT

أكد المجتمعون في منتدى الشارقة الدولي للاتصال الحكومي أن نجاح التواصل الحكومي يرتبط بقدرته على تحقيق التكامل الداخلي بين مؤسسات الدولة وإداراتها، وعلى دور هذا الترابط في إتاحة إمكانات جديدة للمستفيدين من الخدمات الحكومية، وفي فسح المجال أمام فهم أعمق لدور الحكومة من قبل موظفيها وبالتالي تأدية هذا الدور بشكل أفضل.

وجاءت تلك التأكيدات خلال جلسة تفاعلية أدارها أليستر كامبل، مدير مكتب اتصالات رئيس الوزراء الأسبق توني بلير بعنوان «الاتصال الداخلي بين إدارات ووزارات الدولة»، تحدث فيها عن كيفية تحديد أهداف الاتصال الاستراتيجي بما يتماشى مع الرؤية والسياسة العامة للدولة، وخطوات تأسيس فرق اتصال حكومي تتمتع بأداء متناسق ومتوازن لتتمكن من خدمة التوجه العام للدولة.

وأشار كامبل إلى أن التأكيد على وجود مهارات وقدرات الاتصال الاستراتيجي لدى فرق الاتصال الحكومي أمر صعب، وقد لا تتوافر عناصر نجاحه في كل الدول، وذلك لغياب الكوادر البشرية التي تمتلك المعرفة الكافية بأسس الاتصال الاستراتيجي، وإلى غياب الهدف المشترك والرسالة الإعلامية الواضحة كعامل أساسي. وأضاف «لقد سررت بالأمس بمقولة غورباتشوف حينما تحدث عن التحديات الكبيرة التي تواجهها بعض الدول في الاتصال الحكومي، حيث إن له علاقة مباشرة بما طرحناه اليوم. من خلال هذه الجلسة، سلطنا الضوء حول أفضل الآليات والسبل للتعاون بين الحكومات في الاتصال الحكومي، والتي أرى أن من أهمها تعزيز روابط الثقة والتعاون المشترك بين المسؤولين في إدارات الاتصال من جهة ووسائل الإعلام وتوصيلها للشعوب من جهةٍ أخرى».

وزاد مدير مكتب اتصالات رئيس الوزراء الأسبق توني بلير «أبرز ما ميّز الأسماء الكبيرة التي شهدها عالمنا أمثال بيل غيتس ونيلسون مانديلا ومهاتما غاندي هو بناء الثقة المتبادلة بينهم وبين الشعوب بمختلف طبقاتها». كما أكد كامبل على أهمية وضع خطط استراتيجية للاتصال بين الحكومات ومختلف القطاعات والفئات المجتمعية، مما سيؤدي إلى وضوح معالم الاتصال بين الجانبين. وذكر أن هناك خطوات محددة يجب اتباعها، من أهمها تدوين الاستراتيجية قبل العمل بها، ومعرفة أنها مهمة فريق كامل على كل طرف فيه إدراك دوره الخاص والعمل على أساسه، مع التركيز على أن تكون بسيطة وموجهة بشكل مباشر للأفراد المعنيين.

وأضاف «أرى أنه يجب علينا أن نركز على مستوى الثقة للوصول إلى آلية اتصال حكومي فعّال، وعملية إعادة هذه الثقة مرتبطة بتغيير أساليب التواصل المستخدمة لضمان توصيل الأفكار المطلوبة وإحداث الأثر المرجو، وهو الثقة المتبادلة بين الحكومة والشعب».

وواصل المنتدى الدولي للاتصال الحكومي جلساته لليوم الثاني أمس بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، حيث شارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء حول أهمية الاتصال الحكومي خلال الفترة الحالية، وكيفية مساهمة ذلك الاتصال في تعزيز العلاقة بين الجهة الحكومية والجمهور.

من جهته، قال أسامة سمرة، مدير مركز الشارقة الإعلامي، إن العام المنصرم شهد الكثير من التطورات والتغيرات العالمية التي وضعت الحكومات على سكة التفكير في القيمة الاستراتيجية التي يضيفها الاتصال الحكومي إلى مسار البلدان، والقدرة التي يمكن أن يحملها التواصل الإيجابي والفعال، وذلك لحل الكثير من المسائل الشائكة، لا بل وتحقيق الازدهار في كثير من الأحيان.

وأوضح سمرة «لقد سجلت نسبة متصفحي الإنترنت عبر الهواتف الذكية ارتفاعا بنسبة 60.3 في المائة خلال السنتين الأخيرتين، بحسب دراسة مؤشر (غلوبال ويب)، مما يعني أن عملية الوصول إلى المعلومة وسهولة تناقلها وحتى تشويهها أو تضخيمها باتت دافعا للعمل أكثر، والتفاعل أكثر مع الجمهور من أجل المحافظة أو تحسين صورة البلاد وضمان خير تواصل مع الجمهور مهما تعددت وتنوعت فئاته. ومؤخرا، أظهرت دراسة (مؤشر قياس السمعة في العالم) أن حصول دولة النمسا، على سبيل المثال، على 5 نقاط إضافية في مؤشر سمعتها سيؤدي إلى تدفق نحو 3.4 مليار دولار من الاستثمار الخارجي ومن عائدات السياحة والأنشطة الاقتصادية المتعلقة بها».

وأشار إلى دور مركز الشارقة الإعلامي في تعزيز فكر وأداء الاتصال الحكومي في إمارة الشارقة، وقال «لقد أخذنا على عاتقنا في مركز الشارقة الإعلامي، وبتوجيهات واضحة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مهمة النهوض بقطاع الاتصال الحكومي في الإمارة، وما هذا المنتدى إلا واحدا من المبادرات الكثيرة التي نملكها في هذا المجال. ونحن نعي تماما قيمة الإيجابيات التي حملها تمكين العاملين في قطاع الاتصال الحكومي عبر عمل وحدة الاتصال الحكومي، ونعرف أن تدريب وتأهيل العاملين في قطاع الاتصال الحكومي في إمارة الشارقة بدأ يؤتي ثماره، ليس لناحية التجاوب مع الجمهور وحسب، بل لناحية الوعي بأهمية الدور الذي يقومون به على الصعيد الوطني والشأن العام». وأكد أن جائزة الاتصال الحكومي لعبت دورا في تعزيز التنافس بين الدوائر الحكومية لتوثيق نشاطها، ومشاركة إنجازاتها، وبالتالي التنافس حول أفضل أداء.

وأضاف أن «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي سيستثمر نجاحاته وشبكة علاقاته الدولية وكل نقاشاته ودراساته وتوصياته ليتحول إلى كيان متكامل ونشاط متواصل يمتد على مدار العام من خلال مجموعة من الفعاليات التي تؤسس لنهج جديد ومنظم في التعاطي مع قطاع الاتصال الحكومي، لذلك ستحمل الفترة القادمة الكثير من الخطوات المرتبطة بالشراكات والأبحاث والتوثيق وتبادل الخبرات وسواها، ليصبح المنتدى المرجع الأول والموثوق للاتصال الحكومي في المنطقة».

وتضمنت الكلمات الافتتاحية لجلسات اليوم الثاني للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي كلمة لكاثلين كارول، رئيس التحرير التنفيذي ونائب الرئيس الأول لوكالة «أسوشييتد برس»، حيث تساءلت خلال كلمتها حول الدور المتبقي للصحافة الحرة في ما يتعلق بالتواصل مع الحكومة والشعب، وقالت «تمثل وسائل الإعلام المواطنين في توصيل آرائهم وأسئلتهم للحكومات خاصة في ما يتعلق بالقضايا المحلية كالصحة والخدمات والتعليم، وهي اليوم جزء من الحقوق المكتوبة في بعض الدول كالهند والمكسيك ضمن قانون المعلومات العامة، لكن لا يكفي وجود القوانين إذا لم يتم تطبيقها على أرض الواقع».

وزادت «لقد عملنا في وكالة (أسوشييتد برس) على دراسة 105 دول ممن لديهم سجلات مفتوحة للتواصل والرد على استفسارات المواطنين، لكن للأسف على الرغم من وجود هذه السجلات لاحظنا عدم توافر الإجابة أو ربطها دائما بالأمن القومي وقضايا تمس أمن واستقرار الدولة».

وأضافت كارول «على الرغم من أن الجدل حول ما هو سر حكومي وأمن قومي وما هو معلومة عامة يظل قائما حول العالم وفي كل الدول، فإننا وبشكل عام يجب أن نكافح لإبقاء المعلومات في يد الجميع، وأن نركز على الشفافية في التواصل والتي ستعزز من الثقة لدى كل الأطراف المعنية».