علمت «الشرق الأوسط» أن شركة «فايفز إف سي بي»، الفرنسية المتخصصة في بناء المنشآت الصناعية، حجزت على ممتلكات شركة «إينا للإسمنت» المملوكة لرجل الأعمال المغربي ميلود الشعبي، في مدينة الدار البيضاء المغربية، وذلك تنفيذا لقرار قضائي صادر عن هيئة التحكيم الدولية التابعة لغرفة التجارة الدولية في جنيف، والتي قضت لصالح الشركة الفرنسية بتعويض مالي قدره 19.5 مليون يورو بسبب إلغاء الشعبي لعقده مع الشركة الفرنسية من طرف واحد.
وجرت عملية الحجز بناء على قرار صادر عن القطب المدني للمحكمة الابتدائية في الدار البيضاء، بناء على شكوى تقدمت بها الشركة الفرنسية للمطالبة بتنفيذ حكم هيئة التحكيم التجاري الدولية. وقضت المحكمة المغربية بحجز ممتلكات شركة الإسمنت وبيعها في المزاد العلني تنفيذا للحكم الصادر عن هيئة التحكيم الدولية في جنيف.
وكان رجل الأعمال المغربي الشعبي قد تعاقد مع الشركة الفرنسية في سنة 2008 من أجل إنشاء مصنع للإسمنت في منطقة أولاد الصغير قرب مدينة سطات (جنوب الدار البيضاء). وسلم الشعبي مبلغ 13.2 مليون يورو للشركة الفرنسية كتسبيق، والتي أودعت بدورها ضمانة مالية لدى مصرف مغربي على أساس استرجاعها بعد الوفاء بالتزاماتها، وتسليم مفاتيح مصنع الإسمنت لرجل الأعمال المغربي.
غير أن الشعبي تراجع عن قراره في سنة 2009 وقرر فسخ عقده مع الشركة الفرنسية التي لجأت إلى هيئة التحكيم التجاري الدولية التابعة لغرفة التجارة الدولية في جنيف متهمة الشعبي بفسخ العقد من طرف واحد، ومطالبة بتعويض عن الأضرار. وبعد حصولها على قرار هيئة التحكيم التجارية الدولية تقدمت الشركة الفرنسية بشكاوى إلى كل من المحكمة التجارية في الدار البيضاء والمحكمة الابتدائية في المدينة ذاتها مطالبة بتنفيذ حكم الهيئة الدولية.
ولم يتسنَّ لـ«الشرق الأوسط» الاتصال بالشعبي لأخذ رأيه في الموضوع، وأفادت مصادر من مجموعته بأنه يوجد حاليا خارج البلاد. ويملك الشعبي مجموعة اقتصادية ضخمة لها فروع في قطاعات العقار والسياحة والأسواق العصرية والصناعات الغذائية والكيماوية والبتروكيماوية وصناعة الصلب والإسمنت ومواد البناء وصناعة الورق والتجهيزات الزراعية والطاقات المتجددة، ولديه فروع وشركات في مصر وليبيا ودول أخرى.