السعي لتحقيق النجاح في أعمال الصكوك

محمد داود

TT

تقوم فيونا وولف، عمدة مدينة لندن، بزيارة إلى منطقة الخليج العربي هذا الأسبوع. ويأتي موضوع التمويل الإسلامي في مقدمة جدول أعمالها.

ففي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إنه يريد أن تكون المملكة المتحدة أول حكومة سيادية تتعامل بالصكوك خارج العالم الإسلامي، مشيرا إلى اعتقاده بأنها ستكون جزءا ذا أهمية متزايدة في أعمال التمويل العالمي. وتأتي هذه الخطوة لتعكس الجهود التي تبذلها لندن للمنافسة في مجال التمويل الإسلامي، التي تقودها دول منطقة الخليج العربي وماليزيا.

إن تزايد الاهتمام بالصكوك جاء مدفوعا من قبل العملاء الذين يريدون الحصول على منتجات الاستثمار والادخار المتوافقة مع المبادئ الإسلامية (الشريعة). ويتجلى هذا الاهتمام بشكل قوي في الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي والاقتصادات النامية مثل ماليزيا وتركيا. وحيث إن الشريعة الإسلامية تحظر التعامل بالفائدة، فإن بإمكان أولئك الذين يستثمرون أموالهم في الصكوك.

إن الحاجة للاستثمارات الكبيرة في مشاريع البنية التحتية والطرق والسكك الحديدية والموانئ والإسكان توفر الكثير من الفرص، وخصوصا في آسيا وفي الأسواق الناشئة عموما.

ومنذ أن بدأت ماليزيا بإصدار الصكوك في عام 2000، زادت أهميتها، وأصبحت شائعة أيضا في كل من السعودية والإمارات وخصوصا دبي. وهناك دول دخلت حديثا إلى السوق مثل كازاخستان، ومصر، وتركيا، والتي يمكن أن تصبح سوقا كبيرة، نظرا لحاجتها لمشاريع البنية التحتية. وعلى غرار جميع الخدمات المالية، فإن التمويل الإسلامي وبالنسبة للبعض، فإن التداول بالصكوك هو مسألة مبدأ، أما بالنسبة للآخرين، فإن الموضوع عملي؛ فهم سيتعاملون بها إذا كانت شروطها أفضل من تلك الخاصة بالسندات التقليدية. وخلال فترة الانكماش الاقتصادي العالمي في عام 2008، انخفض حجم إصدارات الصكوك. إلا أنها عادت للانتعاش بقوة، حيث ارتفع حجمها من 19.5 مليار دولار أميركي في عام 2008 إلى 42.8 مليار دولار أميركي في عام 2013. ولقد وصل حجم إصدارات الصكوك منذ عام 2008 إلى 196.8 مليار دولار أميركي.

وبالتطلع نحو المستقبل، نجد أن الاقتصاد الإسلامي ينمو ومن خلال توفير قدر أكبر من عروض الصكوك، سيكون هناك المزيد من الخيارات للشركات والمستثمرين وسيتيح لمصدري الصكوك إمكانية تقديم منتجات مصممة خصيصا لتلبية احتياجات محددة. ولقد ساهم ذلك في تعزيز نمو السوق داخل تلك الدول الأساسية وخارجها على حد سواء.

* الرئيس العالمي لتمويل الصكوك «بنك HSBC»