الاستثمار في الأبناء والعقار

جمال الدين طالب

TT

تجذب بريطانيا عددا كبيرا من الطلبة العرب، سواء المبتعثون من الحكومات أو بمبادرات فردية تكون عموما بدعم من العائلة، وفي الغالب للدراسة الجامعية، التي تستمر في أحيان كثيرة حتى الدكتوراه، أي ربما بمعدل يصل إلى سبع سنوات.

وبحسب تقديرات عدة من بينها أرقام رسمية، فإن الطلبة السعوديين يتقدمون عدد الطلبة العرب الذين يدرسون في جامعات بريطانيا، بما يفوق 13 ألف طالب، وهم يحتلون، بحسب تقرير لجامعة ويستمنستر البريطانية ومقرها لندن، المرتبة السابعة ضمن الطلبة الجامعيين الأجانب الذين يدرسون في بريطانيا من خارج بلدان الاتحاد الأوروبي.

ويحتاج الطلبة العرب، مثلهم مثل باقي الطلبة الأجانب وحتى البريطانيين، الذين يدرسون بعيدا عن مقار سكناهم، إلى أماكن للإقامة فيها، التي على اختلافها، أي بين الإقامات الجامعية والمساكن أو الغرف المؤجرة، فإن تكاليف إيجارها في ارتفاع متزايد يجعل مثلا تكاليف شراء المساكن في كثير من المناطق أفضل من الإيجار وأقل تكلفة للآباء العرب المقتدرين ماليا الذين يبعثون بأبنائهم للدراسة الجامعية في بريطانيا خاصة، التي تمتد لسنوات، خاصة أن الأسعار في كثير من المدن الجامعية في بريطانيا، خاصة خارج لندن، معقولة، وقد تكون في متناول المقتدرين ماليا من الآباء العرب.

وقد كشف تقرير أعده بنك «لويدز تي إس بي» أن أسعار العقارات في المدن الجامعية في بريطانيا ارتفعت بمعدل فاق 65 في المائة خلال العقد الماضي.

حسب مؤشر الـ«تايمز» اللندنية، فإن 11 مدينة جامعية من أهم 20 مدينة جامعية في بريطانيا، سجلت نموا كبيرا في الأسعار تعدى 75 في المائة خلال العقد الأخير. وتصدرت مدينة أدنبره بأسكوتلندا القائمة بنسبة نمو فاقت 103 في المائة، ثم تلتها مدينة إكستر بنسبة نمو فاقت91 في المائة، ثم لستر وكمبردج بنسبة فاقت 88 في المائة.

وقد يكون شراء مسكن مجديا ماليا أكثر، خاصة إذا كان لهؤلاء الآباء العرب أكثر من ابن (أو بنت) يدرس في بريطانيا، على اعتبار أن تكلفة الإيجار تكون أكبر.. وبالتالي فمن الأفضل مثلا شراء شقة أو حتى منزل صغير يتقاسمه الأبناء الطلبة، بدلا من تبديد الأموال على التأجير. وقد تكون الفائدة أكبر بالنسبة للطلبة المبتعثين الذين يحصلون على منح من حكوماتهم، إذا ما كان في الإمكان أن يتحصلوا على دعم من آبائهم.

وقد يتحول هذا المسكن حتى إلى استثمار عقاري يعود بنفع كبير على الآباء والأبناء على حد سواء، وربما الإبقاء على المسكن بعد الانتهاء من الدراسة، والعودة إلى البلد الأم، بوصفه مسكنا للسياحة يمكن العودة إليه متى شاء صاحبه، خاصة ربما لتذكر سنوات الدراسة، وربما حتى لجلب أولاده معه، الذين قد يسيرون على الدرب نفسه الذي سار عليه الوالد والدراسة في الجامعة نفسها، وبقاء المسكن ذاته في انتظارهم.

[email protected]