البطالة النوعية بين السعوديين تحت تشخيص 30 خبيرا في منتدى جدة الاقتصادي

صالح كامل: المشكلة في التعليم والتربية ورجال الأعمال

صالح كامل خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد للتعريف بأجندة منتدى جدة الاقتصادي لهذا العام في جدة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

برَّأ صالح كامل ساحة الشباب العاطلين عن العمل في السعودية من تسببهم في مشكلة البطالة، مرجعا أسباب هذه المشكلة إلى ثلاثة عوامل رأى أنها أساسية، وهي التعليم والتربية ورجال الأعمال. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي أقامته الغرفة التجارية والصناعية في جدة للكشف عن أبرز الأسماء المشاركة في منتدى جدة الاقتصادي الذي تحول من الصبغة المحلية إلى الدولية في السنوات الأخيرة.

وبين أن البطالة في السعودية تختلف عن البطالة في باقي الدول الأخرى، نظرا لكونها بطالة نوعية وليست كمية، تسبب في وجودها 10 ملايين أجنبي يعملون على أرض المملكة، لافتا إلى وجود عوامل كثيرة ساهمت في البطالة النوعية، منها الثقافة الاجتماعية والتعليمية، حيث ساهم الكثيرون في تدليل أبنائهم وربوهم على أن يكونوا مديرين ولا يتحملوا المسؤولية أو يعملوا في المهن الحرفية والمهنية التي بدأ بها المجتمع السعودي سابقا حياته.

ولفت إلى أن الإحصاءات الرسمية تقول إن السعودية تحتاج خلال السنوات العشر المقبلة إلى 15 مليون وظيفة، من بين 80 مليون فرصة عمل على مستوى الخليج.

وطالب كامل بوقف اعتماد درجات القبول في الكليات وتحويل الدرجات الضعيفة التي يحصل عليها الطلاب إلى التعليم المهني والتقني، مبينا أن التعليم في أساسه يعتمد على الرغبات والميول.

وأوضح صالح كامل رئيس الغرفة التجارية والصناعية في جدة، أن منتدى جدة الاقتصادي في نسخته الـ14 والمقام في الفترة من 18 إلى 20 مارس (آذار) الجاري في فندق جدة هيلتون تحت عنوان «الإنماء من خلال الشباب»، برعاية الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، سيتحدث عن عبء البحث عن فرص وظيفية لشباب وفتيات المنطقة، ويطرح أهم القضايا المتعلقة بالبطالة، من خلال مشاركة 30 متحدثا من داخل السعودية وخارجها على مدار ثلاثة أيام.

ورأى كامل أن منتدى جدة الاقتصادي يختلف عن المنتديات الأخرى التي تناولت الموضوع ذاته، والاختلاف ناجم عن أساليب الطرح والجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والاستثمارية التي يجري مناقشة المشكلة من خلالها، وطرق دعم المشاريع الصغيرة، وكيفية خلق وظائف وروح المبادرات.

وبين صالح كامل أن النسخة الرابعة عشرة من المنتدى ستحظى بمشاركة عدد كبير من الوزراء والمسؤولين والخبراء من السعودية ودول العالم والشخصيات الاقتصادية المؤثرة والمشاركة في صناعة القرار، حيث يعد القضاء على البطالة والبحث عن وظائف القضية الرئيسية التي تشغل كل المشاركين الدوليين في الجلسات التي تستمر على مدار ثلاثة أيام.

وقال كامل: «يتقدم المشاركون على الصعيد المحلي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، المهندس عادل فقيه وزير العمل، الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير التجارة والصناعة، الدكتور محمد بن سليمان الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط، المهندس عبد اللطيف بن أحمد العثمان محافظ الهيئة العامة للاستثمار، إبراهيم بن فهد المعيقل المدير العام لصندوق تنمية الموارد البشرية، المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)». وتابع: «من أبرز المشاركين على الصعيد العالمي يشارك الدكتور سالموون شيرتورفسكي فولدنبرغ وزير التنمية الاقتصادية لمنطقة العاصمة الاتحادية لجمهورية المكسيك الفيدرالية، والدكتور ريزال أفندي لقمان نائب وزير التعاون الاقتصادي الدولي والمالي من وزارة التنسيق للشؤون الاقتصادية لدولة إندونيسيا، ومطر بن محمد الطاير رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات بدبي، ومحمد بن عبد العزيز الشايع رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة الشايع، وكريس هيوز أحد مؤسسي موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) (Facebook) ، وتوني فرنانديز المدير التنفيذي لطيران آسيا (Air Asia) وكلود سماديا المدير العام السابق للمنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، وخافيير سالا مارتن بروفسور الاقتصاد في جامعة كولومبيا بنيويورك، وجيريمي ليدل رئيس منظمة G20 Entrepreneur Alliance في أستراليا، وأندرو كليافس المدير العام للحافلات في المملكة المتحدة ناشيونال إكسبرس، وأكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية».

من جانبه أكد عدنان بن حسين مندورة الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية في جدة أن البحث عن التميز هو الشعار الذي يرفعه كل العاملين في منتدى جدة الاقتصادي بعد أن حققت النسخة الماضية جائزة مكة للتميز، وقد أبحرت غرفة جدة بالمنتدى إلى مدى بعيد.. فقد أبرم المنتدى اتفاقية شراكة استراتيجية مع المنتدى الاقتصادي العالمي بالعاصمة السويسرية جنيف، بهدف التعاون المشترك لتعزيز مكانة الحدث الاقتصادي السعودي الأول، وفاز المنتدى خلال العام الماضي بجائزة جدة للتميز الاقتصادي للعام الحالي، في دليل واضح على حسن التوجه الذي نسير به، مشيرا إلى أن ميزانية النسخة الحالية تتجاوز عشرة ملايين ريال.

في المقابل أشار أحمد إبراهيم رضا ممثل الاستشاري الاستراتيجي «أرنست أند يونغ» إلى أن المنتدى في نسخته الجديدة سيركز على عوامل تمكين إيجاد الوظائف من جهة الطلب في يومه الأول، بينما يركز في اليوم الثاني على عوامل تمكين تطوير الموارد البشرية من جهة العرض، وستوزع الجلسات على محاور كثيرة، منها: الحاجة إلى إصلاح بيئة العمل، وتمكين إنشاء الروابط بين المستثمرين وقطاع الأعمال، وتشجيع رواد الأعمال، وآراء الشباب وتطلعاتهم بخصوص العمل، وتطوير المهارات الأساسية والمحافظة عليها، ودعم ريادة الأعمال ورواد الأعمال الشباب، في حين ستكون هناك جلسات جانبية عن الفرص والحواجز في النمو وإيجاد فرص العمل في قطاع السياحة، وجلسة أخرى لإيجاد فرص العمل في قطاع البنية التحتية للنقل.