استثمار طفولي

علي المزيد

TT

اليوم سأحكي لكم قصة بدلا من أن أصدع رؤوسكم بالاقتصاد وهبوط الين وارتفاع اليورو، يحكى أن شابا اسمه سعود الرويلي وعمره 11 سنة، يدرس في الصف الخامس ويقطن حفر الباطن شمال السعودية (تبعد عن العاصمة الرياض 400 كيلومتر) قرأ مجلة «المستثمر الذكي» فاستفاد منها لا سيما تاءاتها وما يهمنا منها اثنتان كيف تدخر؟ كيف تستثمر؟.

كان سعود يأخذ مصروفا يوميا من والده مقداره ثلاثة ريالات أي 90 ريالا في الشهر (24 دولارا) فقرر سعود أن لا يكتفي بهذا المصروف وأن يعمل مع والده بمقابل مادي، طبعا والده يشتغل في تجارة الأغنام فبدأ سعود يساعده نهاية عطلة كل أسبوع بمعنى أنه يعمل ثمانية أيام في الشهر، فاستطاع أن يحصل على 900 ريال (240 دولارا) وبدأ يشتري بعضا من الخراف ويبيعها حتى أصبح شبه مستقل عن والده.

سعود الآن عمره 15 سنة وفي الصف الثالث متوسط أي أن العمل في التجارة لم يؤثر على تحصيله العلمي فهو ناجح في الطريقين.

تثار الأسئلة الآن عن السن التي يجب أن يعمل فيها المرء وتحديد الأعمال التي يجب أن يعمل فيها، فهناك شعوب كثيرة.. الأطفال يساعدون أسرهم ويصبحون مصدر دخل. الأمم المتحدة تمنع عبر قوانينها تشغيل الأطفال، ما نريده من المتخصصين أن يحددوا لنا السن التي يجب أن يعمل فيها الأطفال، ونوعية العمل الذي يجب أن يعملوه، وهل عملهم مع أسرهم واكتسابهم خبرات قانوني أم غير قانوني!؟

ففي رأيي أنه يجب على الأسر أن تعود أطفالها على العمل وتكسبهم المهارات والخبرات ودمتم.