قد يتساءل من يقرأ هذا العنوان: وما الذي سيُخرج «علي بابا» من قصص «ألف ليلة وليلة» وافتح يا سمسم ومغارة الأربعين لصا.. ليفتح سمسم البورصة؟! «علي بابا» المعني هنا هو الموقع الصيني العملاق للتسوق الإلكتروني، الذي يعتبر من أبرز قصص النجاح التجاري رغم أن عمره لا يتعدى الـ15 سنة.
وقد خطفت مجموعة «علي بابا» أمس العناوين عندما أعلنت أنها قررت البدء في إجراءات طرح عام أولي اختارت أن يكون في الولايات المتحدة. وإن لم تذكر الشركة في بيانها أمس اسم السوق التي ستطرح فيها أسهمها، إلا أن تقارير إعلامية أشارت إلى أنها اختارت بورصة نيويورك بعد أن استبعدت هونغ كونغ ولندن.
وقالت «علي بابا» في بيان لها إنها قد تمد نطاق ادراجها في المستقبل ليشمل أسواق المال الصينية كي يستطيع المستثمرون المحليون المشاركة في نموها.
ويحظى ادراج «علي بابا» بأكبر قدر من الترقب يشبه الاهتمام بطرح شركة «فيسبوك» لأسهمها في 2012، التي جمعت 16 مليار دولار.
ويقدر المحللون قيمة الشركة الصينية بما لا يقل عن 140 مليار دولار، وقد تتجاوز حصيلة الطرح العام الأولي 15 مليار دولار.
وتسيطر مجموعة «علي بابا» على نحو 80 في المائة من التجارة الإلكترونية للصين، وتملك اثنتين من خدمات التسوق الإلكتروني الأكثر شعبية في الصين، وهما «تاوباو» و«تي. مول» حيث بلغت القيمة الإجمالية للتعاملات التجارية 163 مليار دولار في العام المالي الذي انتهى في 31 مارس (آذار) 2013.
ويعمل لدى مجموعة «علي بابا» أكثر من 20 ألف شخص في مختلف أنحاء العالم ولديها أكثر من 70 مكتبا في الصين وسنغافورة والهند وبريطانيا والولايات المتحدة، واللافت أن موقعها للتجارة الإلكترونية له نسخ بمختلف لغات العالم، من بينها العربية.
ولكن ما علاقة هذا الموقع بشخصية «علي بابا» في القصة الشهيرة من «ألف ليلة وليلة» أو ما يسمى بالليالي العربية؟! للإجابة على هذا السؤال عن اختيار اسم «علي بابا» يروي مؤسس الشركة جاك ما (50 عاما) أنه كان في 1999 في مقهى بمدينة سان فرانسيسكو الأميركية يفكر في «علي بابا» كاسم للموقع، فسأل نادلة في المقهى إذا كانت تعرفه فردت: «طبعا أعرف (علي بابا) والمغارة والأربعين لصا وافتح يا سمسم»! ويضيف جاك ما أنه خرج إلى الشارع وسأل المارة فاكتشف أن 30 شخصا من كل أنحاء العالم من الهند وألمانيا والصين واليابان يعرفون كلهم «علي بابا» والأربعين لصا وافتح يا سمسم! ويضيف مؤسس الموقع أن «(علي بابا) كما جاء في قصة (ألف ليلة وليلة) إنسان كريم وطيب ويساعد الآخرين»، وأن الاسم من ناحية الكتابة والنطق له شهرة عالمية. ويفتح أبواب «سمسم» للشركات الصغيرة والمتوسطة عبر التجارة الإلكترونية. ويقول جاك ما في معلومة طريفة إنه لما سجل اسم «علي بابا» في الإنترنت قام أيضا بشراء اسم موقع آخر اسمه «علي ماما»! [email protected]