قتل المبادرة

علي المزيد

TT

يحكى أن بلدا عربيا أراد أن يتطور فاجتمعت قيادته ونخبة من مثقفيه ومتعلميه لرسم سياسة استراتيجية كبرى لها رؤية، ورسالة، وأهداف تحقق. قررت جهات الاختصاص أن ترسم خططا خمسية وتضع استراتيجيات كبرى تكون أهدافها تنويع مصادر الدخل، الاستثمار في العنصر البشري، زيادة إنتاج القطاع الخاص، إشراك القطاع الخاص في التنمية إلى جانب مشاركته في المسؤولية الاجتماعية.

في العاصمة السعودية الرياض قرر البنك السعودي للاستثمار أن يستلهم بعض هذه الاستراتيجيات وينفذ ما يخصه عبر المشاركة الاجتماعية، فعزم أن يقلد طريقة أوروبية تستخدم منذ عشرات السنين، ولكنها جديدة في عالمنا العربي.

تتلخص هذه الطريقة بأن يضع البنك دراجات عادية (سياكل باللهجة العامية) أو (bicycle كما في الإنجليزية) المهم، البنك يستهدف عدة أمور، منها أن يشارك في المسؤولية الاجتماعية، وضع الدراجات في الشوارع وهي تحمل اسم البنك إعلان مؤثر له، كما أن المجتمع سيستفيد عدة أمور، منها أن ركوب الدراجات يعتبر رياضة مهمة تقلل من أمراض الضغط والسكري، إيقاف السيارات في المرأب واستخدام الدراجات يقلل من ازدحام السيارات في الشوارع، إضافة إلى أن الشباب سينظرون إلى استخدام الدراجات من جانب المتعة، والدراجات صديقة للبيئة وتضيف شكلا جماليا للمدينة.

هذه المبادرة قتلت على أعتاب أمانة مدينة الرياض (البلدية) رغم أهميتها؛ فراسمو الاستراتيجيات لم يتوقعوا أن يقتل المنفذون مبادراتهم أو أن المنفذين لم يتفهموا استراتيجيات القيادة. كلي أمل أن يحيي أمير منطقة الرياض أو سمو نائبه هذه المبادرة التي تهم المجتمع لا البنك وحده.

ودمتم