علموا أبناءكم العربية!

جمال الدين طالب

TT

هذا ما تدعو إليه هيئات وشخصيات تعليمية واقتصادية في بريطانيا من بينها «بريتش كاونسل» (المجلس الثقافي البريطاني، وهو الهيئة التعليمية الدولية لبريطانيا)، الذي ذكر في تقرير أخير له أن تعلم اللغة العربية في المدارس البريطانية أهم للأطفال من تعلم الفرنسية أو الألمانية.

واعتبر المعهد أن العربية من بين لغات المستقبل، إلى جانب اللغة الصينية الماندرانية (وهي الأكثر استخداما في الصين من قبل مليار شخص)، وأنها توفر فرصا للعمل ولها فوائد اقتصادية لبريطانيا من اللغة الألمانية، التي تعتبر إلى جانب الفرنسية من اللغات الأجنبية الحاضرة تاريخيا في المقررات الدراسية البريطانية. وفي المقابل دعا التقرير إلى تعزيز الاهتمام باللغة الإسبانية، التي تعتبر من أكثر اللغات انتشارا في العالم، والتي تعرف توسعا حتى في الولايات المتحدة الأميركية بفضل الجاليات الهسبانية.

وحذَّرَ التقرير الاستشرافي للعشرين سنة المقبلة من أن بريطانيا تعاني نقصًا في المهارات اللغوية سيكون له انعكاس خطير على الاقتصاد وفرص العمل، ودعا إلى تعزيز وجود العربية والصينية بشكل خاص في المقررات الدراسية.

واعتمد التقرير على معايير اقتصادية وسياحية ودبلوماسية في ترتيب اللغات التي يجب على المملكة المتحدة أن توليها اهتماما في برامجها التعليمية، وجاءت العربية ضمن لغات الصدارة.

وذكر التقرير أن الفرنسية هي اللغة الوحيدة في بريطانيا، التي يشكل فيها المتحدثون بطلاقة نسبة برقم مزدوج، حيث يبلغ عددهم 15 في المائة، متبوعة بالألمانية بنسبة ستة في المائة، ثم الإسبانية والإيطالية بنسبة أربعة في المائة، والعربية والصينية الماندرانية والروسية واليابانية بنسبة واحد في المائة من عدد السكان.

ويشدد التقرير على الأهمية الاقتصادية للغة العربية، حيث يشير إلى أن ست دول عربية هي ضمن أهم 50 سوقا تصديرية للسلع البريطانية، وأن مجموع صادرات بريطانيا لهذه الدول العربية يتجاوز سنويا 12 مليار جنيه إسترليني أي أكثر من قيمة الصادرات البريطانية لإسبانيا أو الصين أو إيطاليا.

وقد برزت اللغة العربية كإحدى الأولويات بالنسبة لوزارة الخارجية البريطانية، حيث تعتزم زيادة عدد دبلوماسييها المتحدثين بالعربية بنسبة 40 في المائة.

وأكد تقرير أخير لشركة «اشتبري مارسندن» للتوظيف أهمية اللغة العربية في عالم الأعمال والاستثمار في لندن، وبالذات في حيها المالي (سيتي أوف لندن)، حيث تبقى العربية من بين أكثر عشر لغات استعمالا وطلبا في هذا المركز المالي العالمي و«القلب النابض» لعالم المال في لندن وبريطانيا، حتى وإن تراجعت العربية إلى جانب الروسية بمرتبتين في تصنيف الشركة لعام 2013 مقارنة بالعام السابق، واحتلت المرتبة التاسعة.

[email protected]