لندنيار!

جمال الدين طالب

TT

أكدت لندن جاذبيتها لأكبر المستثمرين الدوليين ومن كل أنحاء العالم، حيث إن أغلب المليارديرات المدرجين على قائمة «صنداي تايمز» لأثرياء بريطانيا مولودون في الخارج، ومن بينهم رجل الأعمال السعودي محمد بن عيسى الجابر الذي احتل المرتبة الثالثة عشرة بثروة قدرتها الصحيفة بقيمة 6.16 مليار جنيه إسترليني (10.38 مليار دولار)، وقد زادت ثروة الجابر بحسب الصحيفة 1.64 مليار جنيه إسترليني (2.76 مليار دولار) وقد تقدم في الترتيب مقارنة بالعام الماضي حيث كان يحتل المرتبة الخامسة عشرة. وفيما عد تطورا غير مفاجئ فقد أظهرت قائمة الصحيفة البريطانية لهذا العام أن لندن فيها أكبر عدد من المليارديرات مقارنة بأي مدينة أخرى في العالم، وأن بريطانيا هي أول دولة في العالم في عدد المليارديرات نسبة لعدد السكان، حيث يوجد في لندن 72 مليارديرا (من أصل 104 مليارديرات في عموم بريطانيا)، متقدمة بذلك بفارق كبير على موسكو التي تحتل المرتبة الثانية بـ48 مليارديرا، وجاءت نيويورك ثالثة بـ43 مليارديرا تليها سان فرانسيسكو (42) ولوس أنجليس (38) وهونغ كونغ (34) وباريس (18) وبكين وتايباي (15) وسنغافورة (14) ودالاس (13). وبحسب الصحيفة يصل مجموع ثروات مليارديرات بريطانيا الـ104 إلى 301.3 مليار جنيه إسترليني (507 مليارات دولار)، وقد زاد عدد هؤلاء مقارنة بالعام الماضي، حيث كان عددهم 88 مليارديرا وبلغ حينها مجموع ثرواتهم 245.66 مليار جنيه إسترليني (412 مليار دولار).

واللافت أن ثروة أثرياء لندن بشكل خاص زادت رغم الضربة التي تلقاها كبار رجال الأعمال الروس والأوكرانيين، الذين شكلوا في السنوات الأخيرة أبرز الذين خطفوا العناوين في تصنيف الصحيفة، وقد تأثر هؤلاء بفعل أزمة أوكرانيا، وفي مقدمتهم الملياردير علي شير عثمانوف، الذي يعد أغنى رجل في روسيا، والذي فقد مرتبته الأولى في التصنيف بوصفه أغنى رجل في بريطانيا مقارنة بالعام الماضي في الوقت الذي تراجعت فيه ثروته بقيمة 2.65 مليار جنيه إسترليني (4.4 مليار دولار)، واحتل عثمانوف المرتبة الثانية بثروة قدرتها الصحيفة بـ10.65 مليار جنيه إسترليني (17.94 مليار دولار). وقد تصدر القائمة الشقيقان سري وجوبي هندوجا المولودان في الهند ومقرهما لندن واللذان يديران مجموعة هندوجا العالمية للسيارات والمصارف والاستثمار القائمة بوصفهما أغنى شخصين في بريطانيا بثروة قيمتها 9.‏11 مليار جنيه إسترليني (20 مليار دولار).

واللافت في قائمة «اللندنيارات» (مليارديرات لندن!) أن التسع الأوائل فيها ليسوا من مواليد بريطانيا، فأول بريطاني فيها هو جيرارد غروفنر دوق وستمنستر، الذي يحتل المرتبة العاشرة بثروة تصل إلى 8.5 مليار جنيه إسترليني (14.32 مليار دولار) وجلها أراض وعقارات موروثة عن أجداده.

وبقدر ما يؤكد هؤلاء «اللندنيارات» على مدى جاذبية لندن بوصفها مركزا استثماريا عالميا يوفر الفرص ويفتح الآفاق، فإنهم يثيرون أيضا النقاشات الساخنة حول موقعهم في معادلة التفاوت الطبقي ودورهم في الارتفاع الجنوني الذي تعرفه أسعار المساكن في المدينة.

[email protected]