طهران تنفذ أكبر اتفاقية مقايضة للنفط مقابل منتجات مع موسكو بـ20 مليار دولار

رئيس غرفة التجارة الإيرانية ـ الروسية لـ «الشرق الأوسط»: لا علاقة للصفقة باتفاقية جنيف

TT

كشفت مصادر مطلعة أن طهران بصدد تنفيذ أكبر اتفاقية لمقايضة نفطها مقابل منتجات، وذلك مع روسيا، في صفقة تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار.

وقال أسد الله عسكر أولادي رئيس غرفة التجارة الإيرانية الروسية الذي رافق الوزير الإيراني إلى روسيا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس (الخميس) «يعتبر الاتفاق النفطي (بين إيران وروسيا) التفافا على العقوبات. تجري عملية الدفع بالروبل الروسي الذي تم إيداعها في الحساب المصرفي الإيراني في موسكو، وبالتالي فإن إيران بإمكانها أن تشتري ما ترغب فيه من روسيا. وتجري حاليا محاولات لرفع العقبات الموجودة على غرار القضايا المصرفية، وعمليات النقل».

وأضاف عسكر أولادي «لا تمت هذه الصفقة إلى الاتفاق النووي في جنيف بصلة، ونحن نتوقع آفاقا جيدة لهذه الصفقة حتى السنوات الخمس المقبلة. لقد هيمنت نظرة من التشاؤم على الصفقات التي نبرمها مع الروس، ولكننا نتحرك بحذر في هذه الصفقة، ويجري كتابة النص النهائي لهذه الصفقة قريبا. نحن نطمح أن نقوم بتصدير النفط الإيراني إلى أوروبا من خلال هذه الصفقة، ولكننا لم نتطرق إلى تفاصيل هذا الأمر بعد».

ولم يكشف عسكر أولادي الذي يعد من أقدم التجار في إيران عن تفاصيل أخرى بشأن هذا الاتفاق النفطي الإيراني الروسي، وقال «سيكون اتفاقا جيدا إن شاء الله».

وتأتي هذه الصفقة إثر الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران والقوى الكبرى في مدينة جنيف بشأن البرنامج النووي، حيث أجرت دول كثيرة منها روسيا مفاوضات مع إيران في مجال التعاون الاقتصادي.

واقترح الخبراء الروس والإيرانيون مؤخرا مشروعا يقضي لمقايضة النفط مع إيران منذ أن فرضت الدول الكبرى حظرا على بيع النفط الإيراني في 2011، وستحصل إيران بموجب هذا المشروع على منتجات روسية إزاء بيع النفط لروسيا.

وأفادت وكالة ريانوفوستي الروسية للأنباء أنه «إذا تم إبرام الاتفاق فإن موسكو ستشتري نحو 500 ألف برميل للنفط من إيران مقابل منتجات وسلع روسية». وكان مدير العلاقات العامة في وزارة النفط الإيراني قد نفى سابقا إبرام مثل هذه الصفقة، غير أن الخبر تم تأييده بعد لقاء جمع وزير الطاقة الروسي ألكساندر نواك ووزير النفط الإيراني بيجن زنكنة في موسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأثار الاتفاق النفطي الروسي الإيراني ردودا رسمية أميركية، إذ قالت نائبة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان «إذا أبرمت موسكو وطهران اتفاقا بشأن مقايضة النفط الإيراني مقابل منتجات روسية فذلك سيكون عقبة مستعصية أمام الوصول لاتفاق شامل بشأن البرنامج النووي الإيراني».

ويأتي خبر إبرام هذه الصفقة النفطية التي تقدر بعشرين مليار دولار في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة التنمية التجارية في إيران أن حجم التبادل التجاري بين طهران وموسكو بلغ نحو 778 مليون دولار من 2008 إلى 2013.

هذا وتوجه وزير النفط الإيراني بيجن زنكنة أمس (الخميس) إلى موسكو للمشاركة في المنتدى الدولي للطاقة الرابع عشر (IEF)، حيث من المقرر أن يجري وزير النفط الإيراني على هامش المنتدى لقاءات ثنائية مع وزراء النفط والطاقة للدول المشاركة في المنتدى، ومديري شركات النفط والغاز في المنتدى.