الملتقى الاقتصادي التونسي ـ الكردي يبحث تعزيز التعاون والاستثمار

تدشين أول جسر جوي بين تونس وأربيل

جانب من الملتقى الذي انطلق أمس («الشرق الأوسط»)
TT

أكد وزير التجارة والصناعة في إقليم كردستان سنان الجلبي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في الملتقى الاقتصادي التونسي الكردستاني، الذي بدأ أعماله في أربيل الاثنين الثاني من يونيو (حزيران)، أن «الهدف من تنظيم الملتقى هو توطيد العلاقات بين العراق، بشكل عام وإقليم كردستان خاصة، وبين الجمهورية التونسية؛ حيث يزور وفد اقتصادي رفيع المستوى من تونس إقليم كردستان بهدف تنمية العلاقات بين الجانبين، وتدشين أول جسر جوي بين تونس وأربيل».

وعبر جلبي عن تمنياته باكتمال الإجراءات اللازمة لتوقيع عدة اتفاقيات تجارية بين الطرفين، رجال الأعمال الكردستانيين والتونسيين، تصب في مصلحة الشعبين.

من جهته قال السفير التونسي في بغداد سمير جمالي: «إن إنشاء علاقات مع إقليم كردستان حلم يعود إلى 23 عاما من الآن»، مبينا «وأخيرا استطعنا أن نفتتح هذا الجسر الجوي بيننا لنقرب المسافات».

وتابع جمالي: «إن هذا المشروع تمهيد لمستقبل جديد من العلاقات بين الجانبين، داعيا الجانبين إلى العمل، وتلافي ما مضى من فرص تعاون، كان من الممكن أن تنجز لو توافرت الظروف الملائمة».

من جانبه، توقع رئيس غرفة التجارة والصناعة التونسية منير المؤخر في حديث لـ«الشرق الأوسط»، زيادة التبادل التجاري مع إقليم كردستان العراق في المستقبل القريب، وقال: «إن العلاقات العراقية التونسية قديمة جدا، فيما مضى كان هناك تراجع في التبادل التجاري بين العراق وتونس، نأمل بافتتاح هذا الخط إعادة الصلة مع الإخوة في كردستان والعراق، لدفع عجلة التعاون التجاري والاستثمار، والبدء بتبادل الوفود والسياح».

وتابع المؤخر: «إن بلاده تمتلك بنية تحتية مهمة جدا، متمثلة في البنية التحتية الداخلة في مجال السياحة والتجارة وتطوير الاستثمار ومجال الخدمات»، مشيرا إلى وجود 50 شركة تونسية في إقليم كردستان عاملة في المجالات الصحية والبنى التحتية والغذائية والإنشاءات. لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الطرفين ما زال ضعيفا؛ حيث لا يتجاوز الـ90 مليون دولار، متوقعا زيادة هذا الرقم في المستقبل القريب.

ويرى خبير اقتصادي في أربيل أن السياسة الاقتصادية التي تنتهجها حكومة الإقليم تتطلع إلى انفتاح أكثر، وتعزيز للعلاقات مع العالم بشكل عام، والعالم العربي بشكل خاص.

مستشار وزير التجارة والصناعة في إقليم كردستان الخبير الاقتصادي فتحي المدرس، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «السياسة الاقتصادية لحكومة إقليم كردستان تتطلع إلى تعزيز العلاقات مع الدول العربية، وخصوصا الدول المنفتحة على العالم، وتونس واحدة من هذه الدول، فهي معروفة باقتصادها وسياحتها وبماضيها التاريخي العريق».

وكشف المدرس أن «الإقليم يتطلع إلى المزيد من تبادل الزيارات، وتقوية العلاقات بين الجانبين، والوفد التونسي الذي يزور كردستان حاليا، وفد اقتصادي كبير يتكون من مسؤولين تونسيين ورجال أعمال، إلى جانب أكثر من 50 شركة متنوعة الاختصاصات»، معتبرا أنها بداية جيدة في العلاقات بين الطرفين. وتوقع تسجيل هذه الشركات في كردستان وافتتاح فروعها في الإقليم، مشيرا إلى أن عدد الشركات الدولية المسجلة لدى وزارة التجارة والصناعة في الإقليم بلغت 2700 شركة.

يذكر أن الخطوط الجوية التونسية بدأت مساء الأحد الماضي أولى رحلاتها الجوية إلى أربيل؛ حيث حطت أول طائرة تونسية أرض مطار أربيل الدولي حاملة على متنها وفدا اقتصاديا تونسيا، لبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين الجانبين.