العاهل المغربي يستقبل عمدة حي المال والأعمال في لندن

وولف بحثت ربط القطب المالي للدار البيضاء مع نظيره البريطاني كجسر نحو أفريقيا

العاهل المغربي لدى استقباله بتطوان أمس عمدة حي المال والأعمال في لندن («الشرق الأوسط»)
TT

استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، أمس بالقصر الملكي بتطوان، اللورد فيونا وولف، عمدة حي المال والأعمال في لندن، التي تقوم بزيارة رسمية إلى المغرب رفقة وفد مالي واقتصادي رفيع.

وبدأت وولف يومها الحافل أمس بقرع جرس انطلاق المداولات في بورصة الدار البيضاء، ثم بإجراء لقاء مع قيادات اتحاد رجال الأعمال المغاربة، قبل أن تطير إلى تطوان، حيث استقبلها العاهل المغربي.

وقالت وولف خلال لقائها رجال الأعمال المغاربة «المغرب وبريطانيا تربطهما علاقات عريقة وضاربة في التاريخ. فقبل 800 سنة بعث الملك جورج وفدا من رجال الأعمال إلى المغرب لبحث فرص الاستثمار والأعمال. وجاء أولئك الرواد الأوائل على ظهور الخيول. أما نحن فأتينا اليوم على متن الطائرة».

وأضافت وولف أن زيارتها للمغرب تندرج في إطار اهتمامها بأسواق غرب أفريقيا، وقالت: «المغرب يشكل اليوم جسرا نحو الأسواق الأفريقية. ونحن هنا لبحث فرص الشراكة والتنمية المستدامة للأعمال، انطلاقا من المغرب في اتجاه أفريقيا».

وذكرت وولف أن المغرب يتمتع بمصداقية راسخة، وأصبح يشكل عنصر استقرار ونماء في المنطقة، ويلعب دورا أساسيا في الاستقرار والسلم والأمن العالمي، مشيرة إلى الأدوار الإيجابية التي تضطلع بها المملكة في منطقة الساحل والصحراء وفي غرب أفريقيا. وقالت: «المغرب والمملكة المتحدة متقاربان. وهذا التقارب، في حد ذاته، يزخر بالفرص لتطوير الأعمال والتجارة وخلق فرص التشغيل لشباب البلدين وخلق الثروات».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول دور الحي المالي اللندني في دعم المغرب في تطوير القطب المالي للدار البيضاء قالت وولف: «الدار البيضاء تمتلك الكثير من المؤهلات والمقومات اللازمة لتحقيق طموحها المشروع بأن تصبح مركزا ماليا إقليميا. لندن أيضا بدأت من هنا. بدأنا كمركز مالي إقليمي، ثم أصبحنا مركزا ماليا دوليا. ونحن على أتم الاستعداد لوضع خبرتنا وتجربتنا رهن إشارة الطموح المغربي».

وأضافت وولف: «الهدف الآني بالنسبة للمغرب هو استقطاب فاعلين رئيسين إلى القطب المالي للدار البيضاء، وهذا يتطلب سن التشريعات والقوانين الملائمة، وهو ما قام به المغرب فعلا. لكن هذا الإطار القانوني والتشريعي ليس جامدا. فمن خلال تجربتنا يحتاج هذا الإطار إلى تطوير دائم وتعديل مستمر، من أجل أن يواكب التغيرات ويستجيب للحاجات المستجدة للشركات».

من جهتها، قالت الأميرة جمالة العلوي، سفيرة المغرب لدى بريطانيا، التي أشرفت على تنظيم زيارة وفد حي المال والأعمال اللندني، خلال اللقاء: «بعد الإشارات القوية لأعلى سلطة في البلدين، المبادرة الآن بيد القطاع الخاص لتجسيد الطموح المشترك للارتقاء بالعلاقات البريطانية - المغربية. فالإرادة واضحة والفرص موجودة».

وأشارت للا جمالة إلى الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي طبقها المغرب بهدف ترسيخ مناخ ملائم للأعمال والاستثمار، والخطط التنموية القطاعية التي انتهجها بهدف الرفع من تنافسية الاقتصاد والوطني، وترقية أدائه في إطار المنافسة الشاملة.

ومن جهتها، عدت مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن زيارة عمدة حي المال والأعمال بلندن إلى المغرب تؤكد مستوى التطور الذي بلغه القطاع المالي المغربي. وقالت: «نصبو إلى الاستفادة من حي المال والأعمال في لندن، باعتباره ثالث سوق مالية في العالم، والأول في مجال الصرف وتداول العملات، لكننا أيضا نسعى إلى تطوير علاقاتنا مع المملكة المتحدة بشكل متكامل، وعلى كل الأصعدة والقطاعات الاقتصادية».

وستواصل عمدة حي المال اللندني زيارتها إلى المغرب بلقاء سيدات الأعمال المغربيات. كما ستجري مباحثات مع وزراء المالية والتجارة والصناعة والأمين العام للحكومة، ومع الكثير من المسؤولين الكبار.