روحاني يزور مفاعل «بوشهر».. ويؤكد أن «عصر العقوبات قد ولى»

الرئيس الإيراني: السعودية والكويت ستعانيان أكثر مما نواجهه من انخفاض أسعار النفط

صورة نشرها الموقع الرسمي للرئيس الإيراني حسن روحاني وهو يستمع إلى شرح من أحد المهندسين خلال زيارته أمس إلى مجمع بوشهر للطاقة الكهرونووية يرافقه المسؤول عن البرنامج النووي الإيراني علي أكبر صالحي.. يذكر أنه لم يسمح للصحافيين بمرافقة روحاني خلال هذه الزيارة. (أ.ف.ب)
TT

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن بإمكان اقتصاد بلاده التغلب على تراجع أسعار النفط، خلافا لبلدان أخرى منتجة، مثل السعودية والكويت اللتين «ستعاني صعوبات تفوق ما تواجهه إيران».

وفيما تراجع سعر البرميل إلى أقل من 50 دولارا، تنتقد إيران وغيرها من الدول في منظمة البلدان المنتجة للنفط (أوبك) مثل فنزويلا، السعودية التي ترفض خفض الإنتاج من أجل رفع الأسعار.

وقال روحاني في كلمة ألقاها في بوشهر على ساحل الخليج: «فليعرف الذين خططوا لخفض أسعار النفط ضد بعض البلدان أنهم سيندمون على هذه الخطوة». وأضاف أمام آلاف الأشخاص الذين احتشدوا في أحد ملاعب كرة القدم في المدينة، أن «إيران لن تخضع لضغوط خفض أسعار النفط» حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتواجه إيران تراجعا كبيرا في عائداتها النفطية، فيما أقرت الموازنة السنة الحالية على أساس 100 دولار سعر البرميل. واحتسبت موازنة السنة إيرانية المقبلة، 21 مارس (آذار) 2014 - 20 مارس 2015، على أساس سعر برميل 72 دولارا، لكن العائدات النفطية لن تشكل إلا 33 في المائة من هذه الموازنة.

وأضاف روحاني: «إذا كانت إيران تعاني جراء هذا التراجع، فإن بلدانا أخرى منتجة كالسعودية والكويت ستعانيان أكثر مما تواجهه إيران»، مذكرا بتبعية هذين البلدين للعائدات النفطية. لكن الرياض التي تنتج 9.6 ملايين برميل يوميا، تملك احتياطي عملات أجنبية يناهز 750 مليار دولار.

وجدد وزير النفط السعودي علي النعيمي القول أواخر ديسمبر (كانون الأول)، إن أوبك لن تخفض إنتاجها حتى لو تراجعت أسعار النفط إلى 20 دولارا للبرميل.

وحذر الرئيس الإيراني أيضا القوى العظمى من محاولة تشديد العقوبات الاقتصادية لحمل طهران على توقيع اتفاق نووي، مؤكدا أن «عصر العقوبات قد ولى». وأضاف: «لقد اختلقوا مشكلة جديدة حسب تصورهم أمام الشعب الإيراني وهي قضية خفض أسعار النفط». وقال: «رغم أن أسعار النفط وصلت إلى نحو النصف تقريبا مقارنة مع الأشهر الماضية ولكن اعلموا بأن الذين خططوا لخفض أسعار النفط ضد بعض الدول سيندمون على فعلتهم».

وأكد: «إننا نتوقع أن يشكل النفط 60 في المائة من صادراتنا بينما النسبة الباقية من السلع غير النفطية وسنعمل العام الحالي على زيادة صادرات هذه السلع». وأكد بالقول: «إنه لا يمكن الضغط على إيران بخفض أسعار النفط ... وليس من الممكن أن يستمر الانخفاض فترة طويلة».

وفي جانب آخر من كلمته أشار الرئيس روحاني إلى المفاوضات النووية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة «5+1» وقال إن «الشعب كله يدعو إلى إنهاء الحظر الظالم المفروض على البلاد». وأضاف: «إننا نقول لجميع الذين اتخذوا الخطى في طريق فرض هذا الحظر الظالم ومن الممكن أن يفكروا اليوم أيضا باتخاذ الخطى في هذا الطريق، بأن عهد التهديد والحظر قد ولى»، حسبما نقلت وكالة فارس الإيرانية الرسمية أمس.

ودعت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنتا باور أول من أمس الجمهوريين الذين باتوا يسيطرون على الكونغرس الأميركي، إلى عدم اتخاذ قرار بفرض عقوبات جديدة على إيران قبل انتهاء المفاوضات المقرر إجراؤها في الأول من يوليو (تموز) 2015، مع مجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا بالإضافة إلى ألمانيا). وفي حين تستأنف المفاوضات هذا الأسبوع، أكدت السفيرة الأميركية، أن من شأن فرض عقوبات جديدة «إضعاف» الجهود الرامية لإبرام اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني.

وأكد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أنه «إذا لم يتخذ المفاوضون أمام إيران الطريق المنطقي والسرعة في القرار فليعلموا بأنهم سيتضررون». وأكد الرئيس روحاني بأن إيران ستتابع بمنطق واستدلال مع صون حقوق الشعب الإيراني العظيم، طريق المفاوضات والتعايش السلمي مع العالم، طريق العقلانية والتعاطي البناء في إطار المصالح الوطنية بإذن الله تعالى». وفي جانب آخر من تصريحاته، أكد الرئيس الإيراني أن «إيران استطاعت أن تتجاوز مرحلة الركود الاقتصادي» وقال: «نحن ماضون اليوم نحو تحقيق الازدهار الاقتصادي». وأشار إلى تقرير نشر أمس (الأول) حول إحصائيات القطاع الصناعي وقال: «إن هذا التقرير يشير إلى أن الاقتصاد في القطاع الصناعي حقق على مدى الأشهر الثمانية الماضية نموا بنسبة 4 في المائة، أي أننا وبعد 8 فصول من المراوحة والنمو السلبي قد بدأنا النمو الإيجابي هذا العام والتحرك نحو الازدهار الاقتصادي».