اليابان تعد الشرق الأوسط بمساعدة حجمها 2.5 مليار دولار

تشمل قروضا جديدة لمصر بقيمة 365 مليون دولار

TT

وعد رئيس وزراء اليابان شينزو آبي الشرق الأوسط بمساعدة غير عسكرية، قيمتها 2.5 مليار دولار خلال زيارته، أمس، إلى مصر، في إطار جولة إقليمية في المنطقة تشمل إسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية.

وأوضح آبي الذي بدأ زيارته الشرق أوسطية من القاهرة، أن استقرار منطقة الشرق الأوسط يعتمد على استقرار مصر «بصيص الأمل في المنطقة».

وقال آبي خلال اجتماع لجنة رجال الأعمال المصريين واليابانيين في القاهرة، إن هذا المبلغ مخصص «للمنطقة بأسرها» ويرمي إلى تقديم «مساعدة إنسانية وتطوير البنى التحتية».

وذكر أن حكومته تعهدت قبل عامين بدفع مساعدة بقيمة 2.2 مليار دولار للشرق الأوسط، وقد وفت به «تماما» على حد قوله. وأضاف أن «مساعدة اليابان ترمي دائما إلى إرساء الاستقرار في المنطقة».

وتعهد آبي بتقديم مساعدة بقيمة مائتي مليون دولار للدول المتضررة من هجوم تنظيم داعش الذي تسبب بنزوح وتهجير مئات الآلاف في العراق وسوريا.

وأوضح مسؤول في الخارجية اليابانية أن «القسم الأكبر من المبلغ الأول هدفه مساعدة الدول المجاورة في استقبال اللاجئين».

ووفقا لتقديرات المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، قد يبلغ عدد اللاجئين السوريين 4.27 مليون بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مقابل 3 ملايين حاليا.

وفي مؤتمر صحافي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قال آبي، عبر مترجم إلى العربية: «يجب وضع حد لظاهرة التطرف المنتشرة في هذه الفترة الأخيرة، ولا بد أن نتعاون مع فخامة الرئيس ومع مصر لمكافحة هذه الظاهرة». وأضاف: «لكي تكون منطقة الشرق الأوسط مستقرة ونشطة، لا بد أن تكون مصر مستقرة ومزدهرة حتى تكون بصيص الأمل للمنطقة».

من جانبه، قال السيسي إنه يجب «عدم اقتصار التعامل معها (ظاهرة الإرهاب) على الجوانب العسكرية والأمنية فحسب؛ حيث ينبغي الاهتمام بالأبعاد التنموية والثقافية ونشر ثقافة التعايش وقبول الآخر».

وخلال المؤتمر الصحافي كرر السيسي مرتين دعوته للسائحين اليابانيين لزيارة مصر. وقال السيسي: «آمل في عودة حركة السياحة اليابانية إلى مصر الآمنة والمستقرة لما يحققه ذلك من قيمة مضافة للاقتصاد الوطني».

وتضرر الاقتصاد المصري بشدة بسبب انحسار الاستثمار الأجنبي وتراجع عوائد السياحة الأجنبية منذ الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في فبراير (شباط) 2011. وتراجع وفود السياحة الأجنبية، أحد أهم موارد الدخل القومي في مصر، مع استمرار الاضطرابات السياسية التي أعقبت الإطاحة بمبارك ثم خلفه الإسلامي محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013.

وبعد مصر يزور آبي الأردن، وإسرائيل، والأراضي الفلسطينية. وهي الجولة الأولى لرئيس وزراء ياباني إلى الشرق الأوسط منذ 2006. وفي الأردن الذي يستقبل أكثر من 620 ألف لاجئ سوري سيلتقي آبي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وسيلتقي أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وآبي الذي يؤيد حل الدولتين، سيدعو الجانبين إلى استئناف مفاوضات السلام. وقال آبي إن «اليابان تؤمن أنه سيأتي يوم في المستقبل القريب يمكننا فيه الاعتراف بفلسطين كدولة».

وإضافة إلى الشق السياسي، يعتزم رئيس الوزراء الياباني الذي يرافقه وفد كبير من رجال الأعمال «تعزيز العلاقات الاقتصادية مع كل دولة من هذه الدول» لإعطاء دفع للصادرات اليابانية، وفقا للمتحدث باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا.

وتشمل المساعدات التي أعلنها آبي قروضا جديدة لمصر يبلغ قدرها الإجمالي نحو 365 مليون دولار. وقال آبي إن هذه القروض مخصصة «لمشروعي خطة تطوير منظومة التوزيع الكهربائي ومطار برج العرب الدولي» القريب من مدينة الإسكندرية الساحلية على البحر المتوسط.

وتعاني مصر من انقطاعات متكررة وطويلة في التيار الكهربائي، خصوصا في الصيف بسبب نقص المشتقات النفطية، وتهالك محطات توليد الكهرباء. وتجددت هذه الانقطاعات الكهربائية أخيرا في الشتاء في العاصمة وعدد من مدن البلاد.

ومنذ تسلمه منصبه مجددا في ديسمبر 2012 يضاعف رئيس الوزراء الياباني جهوده لكي ترسخ بلاده نفوذها على الساحة الدولية حيث قام بزيارة أكثر من 50 بلدا.