انخفاض أسعار النفط يؤجل أشغال التنقيب في السواحل الجنوبية للمغرب

وضعت حدا للتوتر بين الرباط ومدريد حول اكتشافات محتملة قرب جزر الخالدات

TT

أوقف انخفاض أسعار النفط أزمة البترول بين المغرب وإسبانيا في عرض السواحل الأطلسية الجنوبية للمغرب، والتي اشتعلت منذ إعلان الشركة البريطانية - التركية «جينيل إنيرجي» عن اكتشافات نفطية في عرض شواطئ سيدي إفني (جنوب المغرب)، قبالة جزر الخالدات (الكناري) الإسبانية.

وأعلنت شركة ريبسول الإسبانية وقف أشغال التنقيب التي تقوم بها في عرض جزر الخالدات منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في حين أعلنت «جينيل إينيرجي» أنها ستعطي الأولوية في نشاطها خلال 2015 للتنقيب في منطقة كردستان العراق.

وبدأت ريبسول التنقيب في عرض جزر الخالدات في نوفمبر الماضي، على إثر إعلان شركة «جينيل إنيرجي» عن اكتشافات في عرض السواحل المغربية المقابلة لجزر الخالدات، وذلك استجابة لضغوط سياسية وإعلامية إسبانية انتقدت عدم اهتمام إسبانيا بالتنقيب عن النفط في المنطقة، وعبرت عن تخوفها من أن تكون الاكتشافات التي أعلنت عنها «جينيل إنيرجي» في السواحل المغربية امتدادا لحقول نفطية تقع في المنطقة التي تسيطر عليها إسبانيا حول جزر الخالدات.

ومنذ بداية أشغال التنقيب في نوفمبر الماضي حفرت «ريبسول» بئرا واحدا، وكانت تخطط لحفر بئر ثانٍ قبل أن تعلن وقف عملياتها بالمنطقة بداية الأسبوع الحالي. وأشارت الشركة في بيان لها إلى أن أشغال التنقيب في عرض جزر الخالدات توقفت مؤقتا في انتظار نتائج تحاليل العينات التي استخلصتها من البئر الأولى. غير أن محللين اعتبروا أن توقيف عمليات الشركة مرتبط بانخفاض أسعار النفط في السوق العالمية، والذي جعل آفاق استغلال حقول نفطية في عرض البحر غير واردة نظرا لتكلفتها الباهظة.

غير أن انخفاض أسعار النفط لم تشكل إلا النقطة التي أفاضت الكأس بالنسبة للشركة الإسبانية التي كانت عملياتها في المنطقة تواجه ضغوطا سياسية داخلية وخارجية. فمن داخل إسبانيا نفسها يواجه نشاط الشركة احتجاجات المدافعين عن البيئة الذين يتخوفون من الوقع السلبي لعمليات التنقيب على البيئة البحرية المحيطة بجزر الخالدات.