السوق السعودية تشهد تدفقا للعمالة البنغلاديشية من جديد في 2015

سفير دكا أكد لـ («الشرق الأوسط») بحث تطوير آليات استقدام العمال المؤهلين

جانب من المباحثات بين وزيري العمل السعودي والبنغلاديشي أمس الثلاثاء في الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

أكد لـ«الشرق الأوسط»، محمد شهيد الإسلام سفير بنغلاديش لدى السعودية، أن الفترة الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا في العلاقات بين البلدين، في مجال استقدام العمالة البنغلاديشية الماهرة في مختلف المهن.

وتوقع السفير شهيد الإسلام أن يشهد عام 2015 مزيدا من تدفقات العمالة البنغلاديشية في السوق السعودية، لتواكب الطفرة التي تعيشها في مختلف القطاعات، خاصة البنى التحتية والمشروعات العملاقة، مشيرة إلى قوة ومتانة الاقتصاد السعودي على مستوى منطقة الشرق الأوسط.

ونوه السفير البنغلاديشي بأهمية المباحثات التي أجراها المهندس خاندكار حسين وزير العمل في بلاده، مع المهندس عادل فقيه وزير العمل السعودي، في الرياض أمس الثلاثاء، في رفع مستوى التعاون بين البلدين في العام الجديد فيما يتعلق بموضوع استقدام العمالة.

وأكد أن بلاده حققت الكثير من الإنجازات، فيما يختص بتطور الأنظمة العمالية، مبينا أن ذلك انعكس إيجابا على سوق العمل لديه، مشيرا إلى قدرة بلاده على رفد السعودية بأكبر قدر ممكن من العمالة المدربة الجاهزة في مختلف التخصصات.

وفي هذا الإطار، بحث اجتماع وزاري عقده المهندس عادل فقيه وزير العمل السعودي، مع نظيره المهندس خاندكار حسين وزير العمل البنغلاديشي، تطوير آليات وسبل استقدام وإرسال العمالة، بحيث تكون على قدر من المهارة والثقافة العمالية والمعرفة بأنظمة وقوانين الدول المرسلة إليها.

من جهته أكد المهندس عادل فقيه وزير العمل، متانة العلاقة القوية بين البلدين، وما يتبعها من تعاون في مجالات عدة، من بينها مجال العمل، مبديا تفاؤله بتحسين وتطوير العلاقة بين الوزارتين، مشددا على ضرورة التأكد من إيجاد الإجراءات والآليات المناسبة التي يستفيد منها شعبا البلدين في مجال العمل.

وشدد فقيه على ضرورة تعزيز مهارات العامل، من حيث الجودة والكفاءة للارتقاء بمستوى التعاون في هذا المجال، مؤكدا ضرورة تأهيل وتدريب العمالة المستقدمة عبر مراكز التدريب المتخصصة، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة إجراء الاختبارات اللازمة لها حين وصولها للبلدان المستقبلة لها.

من ناحيته، تعهد وزير العمل البنغلاديشي بتنفيذ حزمة إجراءات لصالح سوق العمل، مبينا فيها أن إرسال العمالة من بلاده أصبحت تتبع آليات ومعايير من شأنها رفع مستوى ثقافة ومهارة العمالة المتخصصة في كثير من القطاعات، داعيا إلى تطوير العلاقة مع وزارة العمل السعودية والاستفادة من العمالة البنغلاديشية الماهرة، عبر تكامل الأنظمة بين البلدين.

وفي بداية الاجتماع المنعقد، مساء أمس في الرياض، نقل الوزير البنغلاديشي تحيات رئيس بلاده للحكومة السعودية، وتمنياته لخادم الحرمين الشريفين بالشفاء العاجل، مشيرا إلى أن البلدين يتمتعان بعلاقات تاريخية وثقافية ودينية قوية، مبديا في ذات الوقت استعداده لتعزيز التعاون بين الوزارتين في هذا الصدد.

ولفت الوزير البنغلاديشي الذي يزور الرياض على رأس وفد رسمي، إلى الإصلاحات التي تمر بها سوق العمل السعودية، وبما أسهمت به في تصحيح كثير من أوضاع العمالة البنغلاديشية في السعودية، مستعرضا جهود وزارته في تنظيم إرسال العمالة للعمل في الخارج.

وقال: «إن العمالة البنغلاديشية تتميز بالمهارة والكفاءة والأجور المناسبة، حيث استحدثنا مركزا خاصا بالعمالة الراغبة في العمل بالخارج لتنظيم عملية إرسالها وتهيئتها، تضم قاعدة بيانات هذا المركز نحو 2.2 مليون عامل، وما زال التسجيل فيه مستمرا»، مشيرا إلى استخدام هذه الآلية لإرسال عمالة إلى دول مثل ماليزيا وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ.

ويأتي هذا الاجتماع في إطار إعادة مراجعة إجراءات الاستقدام وتحسين آليات إرسال العمالة، في حين يعمل 90 في المائة من العمالة البنغلاديشية في مهن في القطاع الخاص، وتحديدا في نشاط التشييد والبناء، بينما استجاب 49 في المائة من العمالة البنغلاديشية لعمليات التصحيح.