الفاو 20: مليون أفريقي يواجهون نقصا حادا في الأغذية

TT

روما ـ أ.ف.ب: اعلنت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) أمس ان نحو عشرين مليون شخص في افريقيا الشرقية يواجهون نقصا «حادا» في المواد الغذائية، اي بزيادة قدرها ثلاثة ملايين شخص مقارنة مع شهر نيسان (ابريل).

وتعود الاسباب الرئيسية التي ادت الى هذا الوضع الى استمرار موجة الجفاف والحروب والاضطرابات الاخرى «التي تحد بشكل خطير من النشاطات الزراعية في عدد كبير من المناطق»، على ما جاء في تقرير اعدته المنظمة.

وتعتبر «الفاو» ان «عددا كبيرا من الاشخاص سيحتاج لمساعدة (غذائية) عاجلة ضخمة ومتواصلة» في الاشهر المقبلة وحتى خلال العام 2001. ففي افريقيا جنوب الصحراء تواجه 16 دولة مشاكل غذائية حادة جدا.

وبين الدول الاكثر تضررا، تلك التي تدور فيها حروب او نزاعات اثنية مثل انغولا وبوروندي واريتريا واثيوبيا وسيراليون والصومال والسودان. ويشار الى ان كينيا وتنزانيا تعانيان من مشكلة جفاف خطيرة. ففي كينيا ثمة 3.5 مليون شخص تقريبا مهددون بالمجاعة بسبب الجفاف. وقد تم تسجيل حالات وفاة في صفوف الاطفال بسبب سوء التغذية في هذا البلد. وفي اريتريا يحتاج 1.5 مليون شخص للمساعدة. اما في السودان فهناك 2.4 مليون شخص وخصوصا في الجنوب، يعتمدون على المساعدة الغذائية، بينما يعيش 2.6 مليون شخص في انغولا في وضع غذائي «هش»، حسبما اشار تقرير منظمة «الفاو».

والدول الـ 16 التي تعاني من نقص في المواد الغذائية هي انغولا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو واريتريا واثيوبيا وكينيا وليبيريا ومدغشقر وموزمبيق ورواندا وسيراليون والصومال والسودان وتنزانيا واوغندا.

وفي كينيا بنوع خاص، يعاني مخزون الحبوب من النقص في هطول الامطار للسنة الرابعة على التوالي في مختلف انحاء البلاد. واضطرت الحكومة الى اعتماد نظام التقنين في توزيع التيار الكهربائي واستخدام المياه.

وفي اريتريا يشير التقرير الى ان الوضع «الهش اصلا» لجهة الامن الغذائي تفاقم مقارنة مع الاشهر الاخيرة، وفي اثيوبيا استنفد كل مخزون الحبوب بسبب الجفاف.

اما في السودان فالوضع يتفاقم بفعل وصول عشرات آلاف اللاجئين الذين يعبرون الحدود من اريتريا واثيوبيا هربا من الازمة الدائرة بين البلدين. وفي تنزانيا تعاني 13 من اصل 20 منطقة في البلاد من الجفاف، ويحتاج اكثر من 800 الف شخص الى مساعدة غذائية عاجلة. والصعوبات الغذائية متواصلة ايضا في منطقة البحيرات الكبرى بسبب النزاع القائم في جمهورية الكونغو الديمقراطية خصوصا.

ورأت «الفاو» في تقريرها ان الوضع الغذائي في افريقيا الغربية «مستقر»، باستثناء غينيا بيساو حيث تدهور الوضع. وتقول المنظمة الدولية ان توقعات المحاصيل الزراعية في هذه المنطقة من افريقيا ينبغي ان تكون كافية الا في سيراليون.

ولا تزال كل من سيراليون وليبيريا تعتمدان بشكل كبير على المساعدة الغذائية الدولية.