270 مليون دولار حجم الاستثمارات في مدينة دبي الاعلامية والتدشين في اكتوبر المقبل

المدير التنفيذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط»: المشروع لا يثير حساسية لدى الدول المجاورة

TT

قال سعيد حسين المنتفق مدير مدينة دبي الحرة للاعلام ان حزمة من القوانين والانظمة، وعدداً من مشروعات البنية الأساسية اللازمة لعمل مدينة دبي الحرة للاعلام سيتم الاعلان عنها في شهر اكتوبر (تشرين الاول) المقبل، مشيراً الى ان جملة الاستثمارات في مشروعات البنية الأساسية لمدينة الاعلام والانترنت بلغت 270 مليون دولار.

وذكر في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان مدينة دبي للاعلام ستوفر قاعدة من التسهيلات التي تمكن المؤسسات الاعلامية من تقديم خدمات منافسة وبكلفة تقل عن تلك التي تتكبدها في مناطق اخرى في العالم، وبمستوى تقني متطور.

وذكر المنتفق انه لا وجود لأي قيود على عمل المؤسسات الاعلامية التي ستعمل في مدينة دبي للانترنت الا بما ينسجم مع المبادئ الدينية والقيم الاجتماعية، ونفى ان يكون المشروع قد اثار حساسيات او تحفظات لدى دول الجوار، مشيراً الى ان هذه الدول تدرك ان «المنطقة ليست معزولة عما يحدث في العالم من تطورات وان استيعاب هذه التطورات لا يأتي عن طريق اغلاق الباب امامها، بل محاولة استيعابها وتكيفها بما ينسجم مع عاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا».

وفي ما يلي نص الحديث:

* تم أخيراً الاعلان عن فصل ادارة المدينة الحرة للانترنت عن المدينة الحرة للاعلام، ما هي مبررات هذا الفصل وكيف ستكون العلاقة بين المدينتين؟

ـ مشروع المنطقة الحرة للانترنت والتكنولوجيا والاعلام الذي اعلنه الشيخ محمد بن راشد المكتوم ولي عهد دبي ووزير الدفاع، مشروع كبير، وحتى يتم تطبيق جميع اهداف وغايات المشروع كان لا بد من تقسيمه، حيث تم فصل الانترنت عن الاعلام، وهذا الفصل يساعد على تمكين الادارات المختصة من اجراء الاتصالات مع الجهات المهتمة بشكل مرن وفعال، ولكن من الناحية الرسمية فان مدينتي الاعلام والانترنت لا تزالان تحت مظلة سلطة منطقة دبي الحرة للانترنت والتكنولوجيا والاعلام.

* ما هي طبيعة العلاقة بين انظمة مدينة دبي للاعلام والأنظمة الاعلامية المعمول بها في الدولة؟

ـ كما قلت لك مدينة دبي للاعلام تعمل ضمن منطقة حرة وهي لا تخضع بالتالي للأنظمة المعمول بها داخل دولة الامارات، وهناك مرسوم يتضمن القوانين والانظمة التي تخضع لها المؤسسات الاعلامية التي ستعمل في المدينة.

* ما هي عناصر الجذب المتوفرة في مدينة دبي للاعلام، وما هي الرسالة التسويقية التي تعملون في نطاقها؟

ـ نحن نتعامل مع مؤسسات اعلامية مختلفة الاختصاصات ومتباينة في احتياجاتها، فهناك قنوات فضائية تلفزيونية واذاعية، ومؤسسات ابحاث ونشر وشركات دعاية واعلان.

لكن الشيء المشترك بين كل هذه الجهات هو وجود بنية اساسية متطورة تضمن لهذه المؤسسات تقديم خدمات متطورة في مستواها ومنخفضة في كلفتها ومرنة في انظمتها، وهذا ما نحاول توفيره من خلال مجموعة التسهيلات والتجهيزات والقوانين والانظمة التي سيتم الاعلان عنها في شهر اكتوبر المقبل.

* هل تتضمن القوانين والانظمة ضمانات بحرية تدفق المعلومات سواء بالوصول اليها او اعادة بثها؟

ـ الوصول للمعلومات كما اعلن الشيخ محمد بن راشد المكتوم لم يعد محكوماً بالأنظمة والقوانين واللوائح، فأي شخص يستطيع الوصول الى اي معلومة عن طريق الانترنت، وخلال السنوات القليلة المقبلة لن تكون هناك اي امكانية لفرض رقابة على هذه المعلومات.

ولذلك فالمسألة مرتبطة اصلاً بطبيعة التطور التكنولوجي وليست مرتبطة بوجود انظمة ولوائح، ومع ذلك فان ما يتوفر في المدينة الحرة للاعلام ينسجم مع الحقائق التكنولوجية الجديدة، دون ان يغفل في نفس الوقت ضرورة الالتزام ببعض قواعدالعمل التي تنسجم مع مبادئ الدين والعادات والتقاليد، ولا اعتقد ان المؤسسات الاعلامية التي ترغب في العمل بالمدينة الحرة للاعلام بدبي ستكون اقل حرصاً على الالتزام بتلك المبادئ.

* الا توجد لديكم مخاوف من ان يؤدي الحضور الاعلامي الكثيف في مدينة دبي للاعلام الى نوع من المنافسة مع المؤسسات الاعلامية سواء المحلية او الاقليمية؟

ـ اعتقد ان المنافسة ستكون منافسة صحية، لأن الدراسات اظهرت ان المنافسة التي ستواجهها المؤسسات الاعلامية ستكون في النطاق العربي ولن تكون هناك منافسة مع المؤسسات الاعلامية الاجنبية الا في اطار ضيق، وبالتالي فان المنافسة بين المؤسسات الاعلامية العربية ستكون عاملاً ايجابياً لأنها سترفع من مستواها وتعمل على تقليص الكلفة. فالشركات والمؤسسات الاعلامية التي ستأتي ستدفع المؤسسات الاعلامية الموجودة في المنطقة لرفع مستواها والتخلص من البيروقراطية الادارية التي تزيد من كلفة التشغيل وتسبب الارباك والضعف في المستوى.

* هل تتوقعون ان يؤدي هذا الوجود الكبير من المؤسسات الاعلامية العربية والاجنبية الى رفع حصة دبي من الاعلان؟

ـ هذا ليس هدفنا، ودبي لا تعمل وكأنها جزيرة منفصلة عن محيطها، ونحن نريد ان نشارك الآخرين في اي فائدة نحققها، ولذلك فان زيادة حصة الاعلان ستكون من نصيب المؤسسات الاعلامية التي ستعمل في المدينة، كما ان زيادة الحصة يمكن ان تكون نتيجة لقيام المؤسسات الاعلامية الموجودة في الدول المجاورة بتطوير ادواتها التجارية والانجازات التي تدور حولها.

* هل يتم التنسيق مع وزارة الاعلام الاماراتية عند وضع اللوائح المنظمة لعمل مدينة دبي الحرة للاعلام؟

ـ طبعاً هناك مشاورات ولقاءات متواصلة بين ولي عهد دبي ووزير الدفاع الشيخ محمد بن راشد المكتوم ووزير الاعلام الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، لأن المشروع في النهاية هو مشروع اماراتي والنجاح فيه هو نجاح لدولة الامارات العربية المتحدة ككل وليس لدبي فقط.

* هل هناك تركيز في عملية التسويق على منطقة جغرافية محدودة؟

ـ نعم، فنحن نركز على منطقة تشمل الوطن العربي والهند وباكستان وشرق آسيا بالاضافة الى مناطق في افريقيا تمتد حتى جنوب افريقيا، وهذا التركيز مرده ان هذه المنطقة تخلو من تسهيلات تسمح بتقديم خدمات اعلامية متطورة كتلك التي تقدم في اوروبا والولايات المتحدة.

* هل لمستم ان مشروع المدينة الحرة للاعلام يثير حساسية او تحفظات لدى بعض الدول المجاورة؟

ـ اولاً نحن لا نعمل شيئاً خارج اطار المحافظة على التقاليد والعادات ومبادئ الدين ونحن لا نقل حرصاً من الدول المجاورة في هذا المجال، كذلك فاننا لا نعتقد ان الدول المجاورة غافلة عن التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم او لا تستوعب الحاجة للتكيف مع ذلك التطور، ولذلك فاننا نشعر انهم متفهمون لما نقوم به بل ومتحمسون له.

* ألم تكن هناك حاجة لتقديم ايضاحات حول المشروع لبعض الدول المجاورة؟

ـ لا ادري اذا كانت بعض الدول قد طلبت مثل هذه الايضاحات، ولا اعتقد ان الجهات الرسمية في الدولة ستتردد في تقديم مثل هذه الايضاحات لأننا كما قلت لك حريصون على ان يكون المشروع لفائدة المنطقة ككل وليس لفائدة الامارات فحسب، وبكل الاحوال فاننا في عملية التسويق للمشروع وفي الاتصالات التي نقوم بها مع المؤسسات الاعلامية العربية والاجنبية نقدم لهم كافة الايضاحات والمعلومات اللازمة.

* ما هو حجم الاستثمارات في المشروع؟

ـ حجم الاستثمارات الكلي في المنطقة الحرة للانترنت والتكنولوجيا والاعلام هو 270 مليون دولار وهناك ما يعادل 50 % منها استثمارات للتجهيزات الخاصة بمدينة الاعلام.